أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 8 من 8

الموضوع: ملائكية وليدة ... حوارية بين ذات واحدة

  1. #1
    الصورة الرمزية إسلام هجرس قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : May 2007
    المشاركات : 7
    المواضيع : 5
    الردود : 7
    المعدل اليومي : 0.00

    افتراضي ملائكية وليدة ... حوارية بين ذات واحدة


    ملائكية وليدة
    حوارية بين ذات واحدة




    - الحب ... الله ، إنه الشعور الذي يجلـِّي إحساس الإنسان بإنسانيته ، فيصنع منه - للمرة الأولى - كائنا زجاجيا حيا ، يجمع بين شفافية الزجاج وتـَسَارُق ما أمامَهُ لما خلفـَهُ في شبهِ تواطئ محبب
    وجمال ِالورد واحتضانِهِ لبهجةِ اللمساتِ في وداعة صامتة
    ولألأةِ المياهِ حين تلتقي بقبلاتِ أشعة الشمس في ودٍّ متجدد
    ومرونةِ الشجيرة حين تـُرَاقصُهَا طفولة ُ نسمةٍ أبَتْ على روحها أن تمر دون أن تترك بصماتِها على ما حولها
    إنه ميلاد مفاجئ لإنسانية مشتركة بين الإنسان والأشياء ، تـُسمعه همساتِ الخلايا والذرات ، وتـُشعره بطبطباتِ الكائنات ، ونظراتها إليه في حنو ، واعتذاراتها إليه عن ساعات وأيام وشهور مرت قبل هذه اللحظة الفارقة في تاريخ كينونته .



    - وما الجديد في وصف الشمس بالنور الساطع ، أو الليل بالهدوء ؟؟!




    - وما الجديد في كل ما نقول ، إلا ملاحظتنا الميدانية الحية التي تنتقل بنا في تقدم سُلـَّمِي من الشك إلى عين اليقين ؟!!



    - إذن هل جربت كل المشاعر ، والمأكولات ، والسهرات ، والأنشطة ، والأشياء ، حتى تجزم بسيادة الحب عليها ؟!


    - لعل الحب هو القاسم المشترك بين كل هذه الأشياء ، فلو نزعناه من أروع متع الحياة لأخرست همساتِها بالجمال حسراتُ افتقاده ، ولعل الحب الخالص هو أشدها جمالا وإذكاء لأرواحنا وإشعالا لطاقاتنا .



    - فهل تستغني بالحب عن المال ، والراحة ، والشعور بالاحترام ، والحياة ؟



    - الحب يتفاعل مع فقر المال ؛ ليتمخض عن غنى الروح ، ويعالج الشعور بالألم المادي ؛ ليثمر لذة الروح ، ويغني عن الشعور الأصم بالاحترام والكرامة بذوبان الحبيب في ذات حبيبه وتوحدهما ، ويحول الموت المنظور إلى حياة روحية خالدة

    وكلها مشاعر لا ندركها بالقلب المجرد دون إمدادات الحب .

    إن القليل من كل هذه المشاعر السابقة مع الكثير من جرعات الحب الحقيقي تكفي لربط الكرة الأرضية في ساق حصان وليد بحبل صغير ، وانطلاقه بها في جولة ممتعة حول العالم .



    - احم احم ... نحن هنا .



    - هل تعلم أن الشيء الوحيد الذي قرب شعوري بأن في الجنة مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر : لحظة شعرت فيها باختراقات الحب المهذبة لحصون قلبي ، أو لعني توهمته !

    فلو كان كل هذا النعيم ممكنا على تلك الأرض ، بمجرد أن تغمض عينيك وتتذكر ، فما بالك حين تفتح عينيك لترى ، أو تبسط أحضانك لتعوم ، أو تمد جناحيك لتطير ، أو تترقى في مملكة حبك لتكون سلطانا على جنة عرضها جدران رأسك الصغير وقلبك الطفولي ،

    وما بال بالك لو أصبحت مَلِكا لجنة عرضها السماوات والأرض ، وظفرت بالحب المطلق ... البريء من هجمات المادة وشراسة الحياة !!!



    - وهل هناك في الكون من يستحق كل هذا الحب ؟!!!



    - ليس السؤال هكذا ، بل السؤال الصحيح : هل أنا أستحق هذا الحب ؟ فلو استحققته لقيض الله لي من يتمانحه ويتعاطاه معي ، و لو وجدت من يستحقه - وقد يصادفني ولست أهلا له - فهل أنا على استعداد لأتغير ؛ لأصبح أهلا له ؟



    - وماذا أيضا ؟؟؟؟



    - إنك إذا أحببت بصدق ، قد تكون قليل العزم والحظ ... فتصبح مَلـَكـًا ، وقد تظفر بالأخرى ... فيتمنى الملائكة أن يكونوا مخلوقا من طرازك .



    - وما هذا الطراز الفريد الذي قد يتمناه الملائكة ؟!!!!!!



    - أنت في هذه الحالة ستحب ؛ فتقترض من النهار وحشية الليل بدونه ، ومن الأشياء كونها ، بعد أن كانت رقما في عالم المشيئة المؤجلة ، وتصير قمة الإعجاز لديك أن تكون قادرا على ألا تحتضن ذاتك الأخرى ، بقوة نملة جبارة منحتها القدرة ُالإلهية ما لم تمنحه إنسانية ً مفتولة َ النعرات !!!!!!!!!!


    ثم تحب الحب ؛ فتترك للنجوم فرصتها لتتقمص تآلـُقـَكَ حين تتآلقُ في عيون حبيبك ، وللمواويل حقها في الرتوع في رياضك دون تأشيرة انتهاك !!!!!!!

    ثم لا تكره الكراهية ، بل تتصالح معها ، وتصالحها على العالم ، وتروض جموح الكائنات من حولك ؛ لتكسبها من طبيعتيكما .

    ثم يستكثر العالم على نفسه وجودك المطلق ؛ فيستنسخ من غيابك ما يكفيه ليعتادَ الزمانُ والمكانُ حضورَكَ غائبًا ، أو غيابَكَ حاضرًا .

    فإذا تناثرت منك على جدران الوقت دماء نورانية : كانت السلمة الأولى نحو التحول .



    - وما المظاهر البسيطة المباشرة لهذا التحول ، والتي قد تصيدها عدسة قلب فــَـتـِيٍّ لا يزال على قيد الإنسانية الأولية ؟



    - ما الذي يصالحك على فيزياء الطبيعة ؛ فتشعر بالدفء الحقيقي في ذروة البرد المادي ، لمجرد إحساس داهمك ؟

    وما الذي يشعرك برغبة غلابة في احتضان الجدران وتقبيل الأعمدة ؟

    وما الذي يسحب من فمك الصغير اعتذارا منطوقا إلى قلم راوده الهواء عن نفسه فهوى على الأرض ، ليعتذر هو لك عن مادية العالم من حولك ؟

    وما الذي يجعلك تؤمن في غفوة ما : أن قول القائلين : " أنا طائر من الفرحة أو النشوة " قولٌ حقيقيٌّ لا مجازي ، وأنها صوفية سبقك إليها من سبقك ، وسيلحقك إليها من سيلحقك ، وأن طرفي كتفيك أعلنا ثقبين جليلين جاهزين لانطلاق جناحين قادرين على الطيران ؟!



    - ألا ترى أن الجميع قادرون على الأحلام ؟!!!!



    - ليس كل ذلك من قبيل الحلم الساذج ، أو الخيال المجاني ، وإنما من قبيل تفجر حواس جديدة .

    الإنسان الخارق لدينا هو ذلك الذي يتميز ببصيرة صادقة ، نجترئ على تسميتها أحيانا فنطلق عليها الحاسة السادسة . رغم أنها لا تزال قابعة في مجال الشعور الروحي المستضاف في دائرة المدركات ، لا الإحساس المادي المرابط في معسكر الجسد .

    من هذه الطاقة الصغيرة المتاحة لنا نطل على عالم الحواس المتفجرة ، فنستطيع أن نبني عوالم روحية أخرى ، لا نعطيها الصفة الحسية إلا ونحن ملائكة بشريون ، أعني ذلك النموذج الفريد الذي لو كنت ملـَكـًا لتمنيت أن أكونه ، ولقدمته على نفسي طوعًا أو كرهًا ، لأقول له بكل طمأنينة وإذعان :
    "تقدم فإنك لو تقدمت اخترقت ، أما أنا ... "



    - .................................................

  2. #2
    الصورة الرمزية د. مصطفى عراقي شاعر
    في ذمة الله

    تاريخ التسجيل : May 2006
    الدولة : محارة شوق
    العمر : 64
    المشاركات : 3,523
    المواضيع : 160
    الردود : 3523
    المعدل اليومي : 0.54

    افتراضي

    أديبنا الفذ شاعرنا المحلق الأستاذ إسلام هجرس


    سعادتي غامرة أن أكون اول من يتلقى هذا الغيث المبارك يهمي من سحب إبداعك العامرة
    نشيدا للروح
    وحوارا للعقل
    وعزفا شجيا للقلب


    للتثبيت حبا وتقديرا

    ودمت بكل الخير والسعادة والألق

    محبك: مصطفى
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي ولريشة الغالية أهداب الشكر الجميل

  3. #3
    الصورة الرمزية عبدالملك الخديدي شاعر
    تاريخ التسجيل : Feb 2006
    الدولة : السعودية
    المشاركات : 3,954
    المواضيع : 158
    الردود : 3954
    المعدل اليومي : 0.60

    افتراضي

    ماشاء الله تبارك الله

    ما أروع ما كتبت أيها الإنسان الملائكي الرائع ..

    الروح الجميلة هي التي تصنع الحب والجمال .. فبارك الله لك في ما تملكه من جمال الروح.

    تقبل مني أجمل التحايا.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  4. #4
    الصورة الرمزية سحر الليالي أديبة
    تاريخ التسجيل : Sep 2005
    الدولة : الحبيبة كــويت
    العمر : 38
    المشاركات : 10,147
    المواضيع : 309
    الردود : 10147
    المعدل اليومي : 1.49

    افتراضي



    الفاضل [ اسلام هجرس]
    :
    ما أجمل غيث حرفك ..
    أهلا بك أيها الفاضل ـ ونص يشي بمبدع ..
    :
    مرور أول ولي عودة
    سلمت ودمت

    تقبل خالص تقديري وتراتيل ورد

  5. #5
    أديب
    تاريخ التسجيل : Aug 2007
    الدولة : سيرتـا
    العمر : 46
    المشاركات : 3,845
    المواضيع : 82
    الردود : 3845
    المعدل اليومي : 0.63

    افتراضي

    الرائع الجميل / اسلام


    "تقدم فإنك لو تقدمت اخترقت ، أما أنا ... "

    أما أنت فقد حلقت في أجواء فريدة بنور الحس أولا ثم البصيرة و لا أخفيك أني قرأت هذا النص عدة مرات و في كل مرة يزداد بهوا و نورا و إدراكا و يزداد يقيني بأن من سطر حروفه شخص يستحق منا كل تقدير و احترام و محبة صادقة .
    عندما تحلق الروح بأجنحة العقل فإنها تقدم لنا الجمال في طبق من نور .
    بارك الله فيك أخي و زادك من فضله الواسع .
    تقديري و اعجابي الشديدين

    اكليل من الزهر يغلف قلبك
    هشــــام
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  6. #6
    الصورة الرمزية حسنية تدركيت أديبة
    تاريخ التسجيل : Jan 2006
    الدولة : طانطان
    المشاركات : 3,596
    المواضيع : 313
    الردود : 3596
    المعدل اليومي : 0.54

    افتراضي

    كلمات رائعة بحق , فيها من الشوق والمتعة والتميز الكثير الكثير ..

    زادك الله تألقا وابداعا نستمتع نحن به كثيرا, وتعلو به أنت كثيرا...
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيhttps://www.youtube.com/watch?v=FLCSphvKzpM

  7. #7
    الصورة الرمزية عبدالله المحمدي أديب
    تاريخ التسجيل : Oct 2005
    المشاركات : 2,167
    المواضيع : 52
    الردود : 2167
    المعدل اليومي : 0.32

    افتراضي

    الحب فإنه يخبو أحيانا ، يمرض أحيانا ، يختفي لحظات الألم حينا ويظهر حينا ، لكن الحقيقة الحتمية أنه لا يموت .. أقسى مافيه أنه لا يموت إن كان حبا ،، ويموت ألف مرة إن كان وجها آخر لحب قديم .. أو مرآة نرى فيها من نحب ..
    اسلام هجرس :
    تمارس هنا فنا من فنون استجلاب الملهمات ، وأسلوبا من أساليب استثارة المستكين تحت الرماد ..
    واقف هنا قزما امام ابداعك ......
    تحياتي لك

  8. #8
    قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Mar 2008
    الدولة : فلسطين
    المشاركات : 266
    المواضيع : 25
    الردود : 266
    المعدل اليومي : 0.05

    افتراضي

    الفاضل اسلام

    حوارية رائعة معبقة بنسمات الحب الفردوسي اللذيذ..

    اشكرك إذ اعطيت لهذه المفردة هذه اللغة الغنية الرائعة.


    دام قلمك معطاء

المواضيع المتشابهه

  1. وليدة العشق...!!
    بواسطة رياض الرشايده في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 24
    آخر مشاركة: 22-07-2022, 09:16 PM
  2. دمج بين العامية و الفصيحة في قصيدة واحدة .
    بواسطة نادية بوغرارة في المنتدى الاسْترَاحَةُ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 18-12-2010, 07:59 PM
  3. ذات يوم .. ذات حلم
    بواسطة راضي الضميري في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 29
    آخر مشاركة: 19-02-2010, 07:45 PM
  4. أفواهٌ ملائكيةٌ
    بواسطة جهاد غريب في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 03-09-2008, 10:33 PM
  5. قم لنرحل/قصيدة حوارية بين بوش وشارون ومسلم بعد سرقة المصارف
    بواسطة فارس عودة في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 10-03-2004, 04:02 PM