
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عادل العاني
- تقول بأن الحسم فيما هو مقدس وما هو غير مقدس مناط بمرجعية معينة , وأنا سأنتظر راي هذه المرجعية, وأرجو ألا تكون من المرجعيات التي أجازت في التسعينات السماح لمئات الآلاف من الجنود ( الصليبيين ) أن تطأ أقدامهم أرض الحجاز ونجد والكويت , لتضرب العراق , كما أجازت في 2003 احتلال العراق , بل وبعضها ساهم في ذلك. وأن نفتح قناة السويس لحاملات الطائرات ( الصليبية ) أو نفتح باب المندب ومضيق هرمز , أو أن نفتح لهم الأجواء العربية في الحجاز لتعبر الصواريخ بعيدة المدى وتقتل من تقتل من العراقيين , وأمثلة كثيرة كهذه .
معاذ الله أن تكون تلك مرجعيتنا ! , و رحم الله الشيخ الألباني حين قال عن نزول تلك القوات الصليبية و إقامة قواعدها لضرب المسلمين : "هذه مصيبة الدهر , التاريخ الإسلامي لا يعرف مثل هذه الحادثة أبداً" .
أما إن كنا نتفق أن مرجعيتنا القرآن الكريم والسنة النبوية فليكن, وحسب فهمنا وقناعتنا.
نعم المرجعية كما ذكرتها لك سابقاً كتاب الله و سنة نبيه , لاحظ أنك لا ترد علي بقال الله و قال الرسول -صلى الله عليه و سلم- حسب تلك المرجعية التي أتفقنا عليها إنما ترد علي بآراء الرجال !
موضوع الصليب , وما تفضلت بذكره عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم , وهو صحيح , لكن النبي الكريم لم يذهب لبيت مسيحي ليحطم صليبه , نعم أنا كمسلم لا أقتني صليبا في بيتي ولا ألبسه , لكنه ليس من حقي أن أنتزعه من رقبة مسيحي , ولا أن أذهب لكنيسة ما لأحطم الصليب. أليس هذا صحيحا ؟ أما عن الصحابي عياض بن غنم , وما تفضلت به لا يعني تحطيم الصلبان بل ألا تظهر للعيان , وألا تدق أجراس الكنائس , لكنه لم يأمر بـ ( نحر ) المسيحيين بل كان هناك تعايش تام في الشام.
كل ما ذكرته عن عدم الاعتداء عليهم صحيح .
- أما ما تفضلت به من مثل عن أمي , فأمي رحمها الله بعيدة عن هذه الأمثال ولنترك الموتى يستريحون في قبورهم. وأن نبعد عنهم أي نقاش بل نترحم عليهم عسى الله يتغمدهم بواسع رحمته ويسكنهم فسيح جناته إن كانوا من طرفي أو من طرفك.
رحمها الله و غفر لها و أسكنها فسيح جنانه , لم أقصد الإساءة لأحد حين ضربت المثال , و اعتبر المثال عن أمي أنا و المعنى يبقى واحداً .
ديننا أكبر من ذلك ويحمل رسالة إنسانية قبل كل شيء.
هو يحمل رسالة ربانية "لا إله إلا الله محمد رسول الله" قبل كل شيء , قال تعالى : "وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ" , فرسالة الإسلام تتمحور حول تعبيد الناس لربهم في شعائرهم و شرائعهم .
كما نذكر مشاركة عيسى العوام وهو مسيحي في جيش صلاح الدين الأيوبي في محاربة ( الصليبيين ) وفتح بيت المقدس
عيسى العوام لم يكن نصرانياً بل كان مسلماً ! , الذي روج بين الناس هذه الأيام أنه كان نصرانياً هو فيلم المخرج المصري النصراني الهالك يوسف شاهين "الناصر صلاح الدين" و الذي زيف فيه الحقيقة تماماً كما فعل في فيلمه "المصير" الذي أظهر فيه ابن رشد الحفيد على أنه شخص ديوث تظهر زوجته عارية الصدر أمام تلاميذه و تزني ابنته في منزله ! كما أنه لم ينسَ أن يقوم بتسطيح فكر و عقلية ابن رشد الحفيد لتتناسب مع سذاجة مشاهديه ...., و إذا أردت الحديث عن تاريخ النصارى العرب و دورهم في محاربة الإسلام فإقرأ في تاريخ البداية و النهاية لابن كثير كيف أيدوا التتار في حربهم على المسلمين في الشام و كيف صبوا الخمر على أبواب المساجد فرحاً بهزيمة المسلمين ...., لا بل إقرأ دورهم مع الفرس المجوس في معركة "أليس" .... و غير ذلك كثير , مع ذلك و على فرض أن عيسى العوام كان نصرانياً ؟ هل هذا ينفي أن الجهاد لم يكن في سبيل القومية و الوطنية و إنما كان في سبيل الله ؟ , هل لي حسب منطقك و نهجك أن أستشهد بالطيار العراقي النصراني منير روفا الذي تعاون مع إسرائيل و عندما سُئل عن سبب ذلك قال بسبب التمييز الديني لأنه نصراني ! مع أن النظام في تلك الفترة علماني صرف لا يفرق على أساس الدين !
- نعود لموضوع القتال وتقول ( قتالنا ) وأنا أسألك ( قتالنا ) مع من ؟
"قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ"
"يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ "
قال عليه الصلاة والسلام : "بُعِثْتُ بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ بالسَّيْفِ، حتى يُعبدَ اللهُ وحدَه لا شريك له"
و قال : "أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إلاه إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دمائهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله تعالى "
فهل ما يحدث الآن في الشام والعراق هو قتال دفاعا عن الدين ؟ ومن يقاتل من ؟ ومن يمثل الإسلام ويرفع رايته ؟ السوري يقتل السوري كما في العراق العراقي يقتل العراقي
نعم ما يحدث في سوريا من قتال ضد النظام النصيري و الميلشيات الرافضية هو قتال في سبيل الله , و إن قلتَ هناك من ينتسب لعشائر سنية سورية يقاتل معهم أقول لك هؤلاء حكمهم حكم المرتدين عن الدين و أولهم مفتي بشار المدعو حسون , و أيضاً ما يحدث في العراق من قتال لميلشيات ايران الرافضية هو قتال في سبيل الله , و قولك السوري يقاتل السوري و العراقي يقاتل العراقي ! ألا ليت شعري هل النصيري السوري الذي يهتك أعراض المسلمين و يقصف أطفالهم بالكيماوي .... معصوم الدم لأنه سوري و لا يجوز قتله ! لا بل أقول لك إن المسلم البنغالي أو الهندي أو السيرلانيكي .... أحب إلينا و أقرب لأنفسنا من ملء الأرض من مثله , و نفس الكلام عن العراقي , فهل صار ابن الميلشيات الرافضية التي تسب أصحاب رسول و تطعن في عرضه في معابدهم الوثنية في بغداد و تتجول في حي الأعظمية في حفلات سب الصحابة , و تحول السجون لسلخانات تعذيب لكل موحد و تدمر المساجد و تهتك الأعراض .... هل صار دمه معصوماً لأنه عراقي !!! , لو كنت عاصرت صلاح الدين الأيوبي فماذا ستقول عنه و قد قاتل الرافضة قبل قتاله الصليبيين ؟ و ماذا ستقول عن يوسف بن تاشفين الذي فتح مدينة "تارودنت" و قتل الرافضة فيها و أجبر بقيتهم على دخول الإسلام ؟ , وماذا ستقول إن عاصرت نزول عيسى عليه السلام حين يُخير النصارى العراقيين و السوريين و غيرهم بين أمرين لا ثالث لهما إما دخول الإسلام و إما القتل , قال عليه الصلاة و السلام : "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَيُوشِكَنَّ أَنْ يَنْزِلَ فِيكُمْ ابْنُ مَرْيَمَ ( وفي رواية : لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَنْزِلَ فِيكُمْ ابْنُ مَرْيَمَ ) حَكَمًا مُقْسِطًا ، فَيَكْسِرَ الصَّلِيبَ ، وَيَقْتُلَ الْخِنْزِيرَ ، وَيَضَعَ الْجِزْيَةَ" , يضع الجزية عند علماء المسلمين أي لا يقبلها فإما دخول الإسلام و إما القتل , لا بل ماذا ستقول لربك يوم القيامة عندما يُدخل النصارى السوريين و العراقيين إلى جهنم خالدين مخلدين فيها ؟ هل ستقول له يا الله إخواننا في الوطن ؟! , أما تقاتل جماعات إسلامية فيما بينها فقد قال تعالى "وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا" فالقتال لا ينفي الإسلام و أنت تعلم ماذا بين حدث بين فريقي علي و معاوية رضي الله عنهما و كيف أن قتالهما لم ينفِ الإسلام عنهما و لم يمنعهما من قتال الكفار لاحقاً .
حين تعرضت مصر للعدوان الثلاثي عام 1956 قاتل الجيش والشعب المصري دفاعا عن بلدهم وكان فيه المسلم والقبطي , وحين خاض العراق حربا مع إيران كان الجيش العراقي فيه السنة والشيعة والعرب والأكراد والمسيحيون يدافعون عن وطنهم , بل يدافعون عن الأمة العربية بوجه ما كان يسمى ( تصدير الثورة الإسلامية ) وفق المفهوم الصفوي الهادف للإنتقام من العرب وضرب الدين الإسلامي في الصميم.
فلماذا نأتي اليوم لنفتت الشعب إلى فئات دينية وطائفية وقومية ؟ أليس هذا هو حلم الصهيونية وحلم الإمبراطورية الفارسية لتفتيت العالم العربي وضرب الدين الإسلامي في الصميم ؟
الحروب التي قامت لأسبابٍ دنيوية محضة تحت راياتٍ علمانية جاهلية مثل رايات عبد الناصر و صدام لا علاقة للإسلام بها , و تقول التفتيت على أساس ديني بل هو تمايز لصفوف المؤمنين و صفوف الكافرين , و هكذا نشأت الأمة المسلمة في أولها حين أقام المسلمون دولةً تظهر فيها شعائر الإسلام و تحكم فيها شريعة الإسلام و تمايزوا عن وثنيي مكة , و من كان من غير المسلمين في المدينة فقد كان خاضعاً لسلطان المسلمين و لم يقولوا نريد أن نحكم أيضاُ في المدينة ضمن شريعة غير شريعة الإسلام أو نريد نظاماً لا دينياً علمانياً , و رحم الله الأستاذ سيد قطب حين علق على قوله تعالى : "مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ" قائلاً: (إن هذا النص يحدد مدلول كلمة "الدين" - في هذا الموضع - تحديدا دقيقا.. إنه يعني: نظام الملك وشرعه .. فإن نظام الملك وشرعه ما كان يجعل عقوبة السارق هو أخذه في جزاء سرقته. إنما هذا كان نظام يعقوب وشريعة دينه. وقد ارتضى إخوة يوسف تحكيم نظامهم هم وشريعتهم; فطبقها يوسف عليهم عند ما وجد صواع الملك في رحل أخيه.. وعبر القرآن الكريم عن النظام والشريعة بأنها "الدين" .., هذا المدلول القرآني الواضح هو الذي يغيب في جاهلية القرن العشرين عن الناس جميعا. سواء منهم من يدعون أنفسهم مسلمين وغيرهم من الجاهليين! )
- تعود أخي الفاضل لتتحدث عن أصل الخلاف , يا أخي العزيز أنا أسالك هل ما يحدث هو حرب بين الديانات السماوية
أصل الخلاف قال تعالى : "كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ " , لا يوجد شيء إسمه "ديانات سماوية" تجمع الإسلام و النصرانية و اليهودية , فكلها محرفة بإستثناء الإسلام و أصلها كلها توحيد الله .
هل هو نصر السنة على العلويين ؟ أم نصر الأكراد على العرب ؟ أم نصر السنة على الشيعة ؟ أم نصر فئة ما تحمل راية ( لا إله إلا الله ) على فئة أخرى تحمل نفس الراية ؟ أم تعني نصر المسلمين على النصارى وطبعا أعني من هم داخل بلداننا ؟
لنضع النقاط على الحروف حتى نعرف أين نقف ومن هم أعداؤنا.
قد وضعت النقاط على الحروف سابقاً , النصر الذي نرجوه هو نصر من يقاتلون تحت راية التوحيد لإقامة دين الله كما يريده و ليس حسب شرائع بشرية , و بالتأكيد الرافضة و النصيرية و النصارى ليسوا من هؤلاء , إنما يقاتلون في سبيل منعه في سوريا , فكل تلك الطوائف قياداتها تصرح بدعم النظام النصيري و أبنائها يقاتلون في صفه , أما الأكراد فليسوا طائفة بل هم عرق مثل العرب فيهم المؤمن و فيهم الكافر , رأينا في حرب الأمريكان على العراق من يقاتل من الأكراد مع الأمريكان مثل البشمركة و رأينا من يقاتل منهم ضد الأمريكان في سبيل الله .
و إن كنت يا أستاذ عادل تطرح قضايا كثيرة متشعبة يحتاج بعضها لعشرات الصفحات لتبيانها و الرد عليها , لكن كان أعلاه رداً مختصراً على كلامك ...
تحياتي لك و نسأل الله الهداية لي و لك في إتباع الحق .