|
(1)--------- |
قِفِوا نَبْكِكُمْ مِنْ نُشُوبِ الرَّدَى |
وَغَدْرِ الْحَلِيفِ وَجَوْرِ العِدَا |
وَشَرٍّ تَنَامَى بِقُدْسِ الْجِهَادِ |
وَشَعْبٍ يُصَاوِلُ سَيْفَ الرَّدَى |
 |
فَعَارُ التَّنَسُّكِ فِي الْقَاعِدِينَ مع |
الخَالِفَاتِ شَنَارٌ تَمُوتُ بِهِ الْأَفْئِدَةْ |
تُوَلِلُ مِنْهُ النِّساءُ حَزَانَى صَبَاحَ مَسَاءَ |
وَتُطْلِقُ آهَاتِهَا الرَّاعِدَةْ |
(2)--------- |
قِفُوا نَبْكِكُمْ مِنْ ضَيَاعِ السِّلاَحْ |
وَرَيْبِ الْكَلاَمِ وَغيْبِ الْكِفَاحْ |
وَجُنْدٍ بِقُدْسِ الْجِهَادِ نَسِينَا |
وَرُحْنَا نُدَبِّجُ سَيْفَ الصِّيَاحْ |
 |
وَزَيْفُ الْخَطِيبِ أَضَاعَ الْمَهَابَةَ |
بَيْنَ فُلُولِ الْقُوَى الرَّاصِدَةْ |
وَحَيْفُ الْخِيَانَةِ زَانَ الْكَلاَمَ |
لِوَفْدٍ يَحُوزُ الرُؤَى الْفَاسِدَةْ |
فَهَاتُوا حُرُوفَكُمُ الزَّاعِقَاتِ |
لِنُشْعِلَ أَوْصَالَهَا الْبَارِدَة |
وَنَبْعَثَ فِيهَا لِحَقِّ الْحَيَاةِ |
جِهَادَ الْبَرَاعِمِ بِالأَفْئِدَةْ |
لِيُسْرِجَ فِي ظُلْمَةِ الْمَارِقِينَ |
جَسَارَةَ أَطْفَالِنَا الْمَارِدَةْ |
وَيَكْتُبَ فِي صَفْحَةِ الْغَاصِبِينَ |
حِكَايَةَ أَحْجَارِنَا الْوَاعِدَةْ |
لِتَضْحَى اللُّغَاتُ لُغَاتِ كِفَاحٍ |
وَتَبْقَى دِمَانَا لَهَا شَاهِدَةْ |
لِيَسْكُتَ كُلُّ هُوَاةِ السِّفَاحِ |
وَتَنْطِقَ بَعْدُ الْنُهَى الْوَاعِدَةْ |
فَشَرُّ الْبَلَاءِ فَسَادٌ وَفُجْرٌ |
وَسَيْرُ الْعِبَادِ خُطىً شَارِدَةْ |
(3)--------- |
قِفُوا نَبْكِكُمْ مِنْ قُيُودِ الْعَرَجْ |
وَطُولِ الطَّرِيقِ وَطمْسِ الحُجَجْ |
وَطِفْلٍ بِغَزَّةَ مَاتَ جِهَادًا |
وَلَيْسَ يُصِيبُ الطُّغَاةَ الْحَرَجْ |
 |
فَخَلْطُ السَّلاَمِ بِحُبِّ الْكَلاَمِ |
يُعِيدُ الْوفُودَ بِلاَ فَائِدَةْ |
تَمَادَوْا إِلَى الْعَالَمِينَ ارْتِحَالاً |
وَجَابُوا وَثَابُوا بِلاَ عَائِدَةْ |
لأَنَّ الْكَلاَمَ اشْتِهَاءٌ شَنِيعٌ |
يُحِيلُ الصَّرَاعَ خُطَىً بَارِدَة |
وَأنَّ التَّشَدُّقَ بِالمُعْصَمَاتِ |
سَيَمْحَقُ أَمْجَادَنَا التَّالِدَةْ |
يُوَرِّثُ عَارًا عَلَيْهِ شَنَارٌ |
وَيمْسَحُ أَيَّامَنَا الْمَاجِدَة |
وَيُخْبِرُ أَنَّا أَخَذْنَا الْخِيَانَةَ |
دِينًا وَكُنَّا دُمًى فَاسِدَةْ |
وَكُنَّا قِيَانًا نَبِيعُ الْمَرُوءَةَ |
حَيْثُ جَلَسْنَا عَلَى مَائِدَةْ |
وَأَنَّا رَكَنَّا إِلَى الظَّالِمِينَ وَأَنَّا |
كَرِهْنَا الْخُطَى الرَّاشِدَةْ |
وَيَوْمُ الْحَصَادِ يَفُوزُ الْجِهَادُ |
وَأَمْرُ الرُّكُونِ إِلَى الْحَاصِدَةْ |
(4)--------- |
قِفُوا نَبْكِكُمْ مِنْ ضَيَاعِ الدِّيَارْ |
وَتِيهِ الْبَرَارِي وَعُمْقِ الشِّجَارْ |
وَذِئْبٍ بِغَزَّةَ مَصَّ دِمَانَا |
وَسَادَ التَّخُومَ وَسَاءَ الْجِوارْ |
 |
فَهَذَا التَّفَاوُضِ حَوْلَ المَوَائِدِ |
عَارٌ يَفوحُ عَلَى الْمَائِدَةْ |
فَمَا كَفَّ طُولُ لِسَانِ خَطِيبٍ |
دِمَاءً تَجُودُ بِهَا الأَوْرِدَةْ |
وَلاَ صَانَ عِرْضًا أُهِينَ عَيَانًا |
وَلاَ حَازَ أَرْضًا غَدَتْ شَارِدَةْ |
فَمَنْ رَامَ حَقًّا سَبَاهُ الأَعَادِي |
فَلا بُدَّ أنْ تَزْأَرَ الرَّاعِدَةْ |
وَتَكْتُبَ عَهْدًا عَلَى مَتْنِ سَيْفٍ |
يَشُدُّ الشَّبَابُ بِهِ سَاعِدَهْ |