وَقفَ المُطرِبُ ليلاً
بينَ أحْجار القبورْ

لابساً زيّاً عَجيباً
حاكَهُ نَوْلُ الفُجورْ

جَلجَلَ الصّوتَ وغنّى
راقِصاً بين الزّهورْ

سَمِعَ المَوْتى فقاموا
واسْتعَدّوا للحُضورْ

لَبسوا الأكفانَ (جِنْزاً)
واسْتحَمّوا بالعُطورْ

خرَجوا حَشْداً وَطاروا
فوقَ أطلالِ الشّعورْ

وَصَلُوا فَوْراً وَحَطّوا
كَحَمَامٍ.. وَصُقوْرْ

هَجَموا للرّقْص جَمْعاً
تحْتَ راياتِ الخمُوْرْ

بعدَ أنْ جَنّوا وَنطّوا
كالدُّمى فوقَ الصّخورْ

أسْقطتْهُمْ بهَواها
ريحُ جَهْلٍ وغُرورْ

رَجِعوا للقبْر زحْفاً
في بيوتٍ وَقصُورْ

وَغدوا مِنْ دوْنِ حَرْفٍ
نُقطةً تحْتَ السّطورْ

في زمانِ الحَرْبِ دُخْنا
والرَّحَى فينا تدوْرْ

بين شطَّيْنِ وَقّعْرٍ
في مَتاهات العُصُورْ