تَفْنَى السِّنِينُ وَذِكْرُ أَحْمَدَ بَاقِي

يَجْرِي كَنُوْرِ الصُّبْحِ فِي الآفَاقِ

مَازَالَ ذِكْرُكَ يَا رَسُولَ اللهِ فِي
أُذُنِ الزَّمَانِ كَوَابِلٍ دَفَّاقِ

آخَيْتَ بَيْنَ المُسْلِمِينَ فَأَصْبَحُوا
حِصْنًا حَصِينًا بَعْدَ طُولِ شِقَاقِ

أَخَذُوا الكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَتَحَرَّرُوا
فَالشِّرْكُ كَالأَغْلَالِ فِي الأَعْنَاقِ

مَا مَرَّ ذِكْرُكُ عِنْدَ عَبْدٍ مُسْلِمٍ
إِلَّا وَأَطْرَقَ أَيَّمَا إِطْرَاقِ

يَخْشَى عَوَاقِبَ ذَنْبِهِ لَكِنَّهُ
يَرْجُو الشَّفَاعَةَ يَوْمَ كَشْفِ السَّاقِ

فَلِسَانُهُ لَهِجٌ بِذِكْرِ مُحَمَّدٍ
وَالقَلْبُ بَيْنَ الشَّوْقِ وَالإِشْفَاقِ

تَشْدُو المَآذِنُ كُلَّ حِينٍ بِاسْمِهِ
وَمَقَامُهُ فِي القَلْبِ وَالأَحْدِاقِ

مَازَالَ فَضْلُ مُحَمَّدٍ وَحَدِيثُهُ
يَسْرِي كَمَاءِ الجَدْوَلِ الرَّقْرَاقِ

يَرْوِي القُلُوبَ الظَّامِئَاتِ لِحَوْضِهِ
الآمِلَاتِ لِقَاهُ بِالأَشْوَاقِ

اللهُ فَضَّلَهُ وَأَعْلَى قَدْرَهُ
وَكَسَاهُ حُلَّةَ أَعْظَمِ الأَخْلَاقِ

وَاخْتَصَّهُ رَبُّ العِبَادِ بِقُرْبِهِ
فَعَلَا السَّمَاءَ عَلَى جَنَاحِ بُرَاقِ

فَسَمَا لِمَجْدٍ لَمْ يَنَلْهُ غَيْرُهُ
لِمَرَاتِبٍ عُلْوِيَّةٍ وَمَرَاقِ

سُبْحَانَ مَنْ سَوَّاهُ خَلْقًا كَامِلاً
فَصِفَاتُهُ حُسْنٌ عَلَى الإِطْلَاقِ

فَبَيَانُهُ يَهْدِي الوَرَى كَالنَّجْمِ فِي
اللأْلَاءِ أَوْ كَالشَّمْسِ فِي الإِشْرَاقِ

وَهُوَ الدَّلِيلُ مِنَ الضَّلَالَةِ لِلهُدَى
كَالنَّجْمِ أَوْ كَالبَيْرَقِ الخَفَّاقِ

وَحَيَاتُهُ صَبْرٌ فَيَا لِلهِ مَا
لَاقَاهُ مِنْ أَعْدَائِهِ وَيُلَاقِي

وَتَرَاهُ يُؤْثِرُ غَيْرَهُ مِنْ مَالِهِ
وَهُوَ الذِي يَشْكُوْ مِنَ الإِمْلَاقِ

وَعَطَاؤُهُ غَيْثٌ تَتَابَعَ وَبْلُهُ
كَالسَّيْلِ أَوْ كَالرِّيحِ فِي الإِنْفَاقِ

وَيُشِعُّ نُورُ جَبِينِهِ مُتَهَلِّلاً
كَالدُّرِّ أَوْ كَالكَوْكَبِ البَرَّاقِ

أَخْلَاقُهُ القُرْآنُ تَشْهَدُ أَنَّهُ
شَهْدٌ مُصَفَّى طَاهِرُ الأَعْرَاقِ

يَا رَبِّ أَسْأَلُكَ النَّجَاةَ فَإِنَّهُ
مَنْ لَا تَقِيهِ فَمَا لَهُ مِنْ وَاقِ

يَا رَبِّ صَلِّ عَلَى النَّبِيِّ وَآلِهِ
إِنَّ الصَّلاةَ عَلَيهِ كَالتِّرْيَاقِ

يَا رَبِّ وَارْوِ غَلِيلَنَا مِنْ حَوِضِهِ
بِيَمِينِهِ مِنْ مَائِهِ الرَّقْرَاقِ