ماذا جَرَى للْعُرْبِ والأحْرارِ
حتّى بكَوْا منْ فرْطِ حرّ النّارِ
سئِمواالكرامةَ والمروءةَ والنّدى
ملُّوا امْتشاقَ الصّارمِ البتّارِ
هَذِي رياحُ الشّرِّ بالْبَلْوى أتَتْ
وتهاطلتْ بكتائبِ الْأضْرارِ
كَانُوا الكرامَ بني الكرامِ فما لهمْ
حلّوا بُعَيْدَ العزِّ في الأغْوارِ
قادُوا البريّةَ يوْمَ كان شُعاعُهُمْ
يسْمو على الأفْلاكِ والْأمْصارِ
أمّا الغَداةَ فإنّهُمْ وسْطَ الأَسَى
أضْحوكةً في مجْمعِ الأشْرارِ
ملَّ الزّمانُ ضجيجهمْ و عجيجَهُمْ
ومتَى الزّمانُ يصيخُ للمهْذارِ
صامَ الكرامُ عنِ المكارمِ و الْعُلا
فمتى تحينُ سُوَيْعَةُ الإفْطارِ
ومتَى يُعيدُ الدَّهْرُ كلّ جميلةٍ
فتّانةٍ بالْعطْرِ و الأنْوارِ
كنّا هُداةَ النّجْمِ نحْوَ سبيلِهِ
كُنّ سُباةَ الضّيْغَمِ الجرّارِ
كُنّا و كُنّا هلْ يُفيدُ تذكُّرٌ
موْتَى غَدَوْا خَبَرًا منَ الْأخْبارِ