.

أمي الأخت الصغرى زارت خالتي أختها الكبرى في بيتها ، بعد زمن من البعد والفراق لمرض كل واحدة منهما
فهما طاعنتين في السن ، وكل واحدة في حي بعيدٍ عن الأخرى
ومشاغل الدنيا تبعد الناس أكثر و أكثر .
فلما التقتا ، وكانت الكبرى قد فقدت القدرة على النُطق
ولكن لم تفقد القدرة على الإحساس والتعبير بطرق مختلفة أهمها
نظراتها و ابتسامتها و تعابير وجهها .
مرآة تظهر للناظر كل ما بقلبها من تعابير جميلة ورائعة
فكان أن دار بينهما الحوار التالي :


الكبرى :


ذَهَبَ الحَدِيْثُ عَنِ اللِسَانِ فَهَيْئَتْ
مِنْ نَفَسِهَا نَبْضٌ لَهُ أَفْوَاهـُ
نَثَرَتّْ بِرَسْمِ العَيْنِ شَوْقَاً بَالِغَاً
حَدُّ الْكَمَالِ لأُخْتِهَا لِتَرَاهـُ
قَدْ بَانَ في رِمْشٍ تَقَلَّبَ وَ الْتَوَى
وَ بَرِيقُ دَمْعٍ سَاحِرٍ أَبْداهـُ
وَ حَدِيْثُ كَفٍ كَانَ أجْزَلُ حِيْنَمَا
قَدْ لَامَسَتْ كَفَاً تُحِبُ رِضَاهـُ
فَرَأَيْتُهَا وَ الصَمْتُ أَبْلَغُ قَوْلَـةً
إحْسَاسُهُ مَوْجٌ أتَى أَعْلَاَهـُ
وَ كَأنْهَا قَالَتْ : أَتَيْتِ .! مَرْحَبَا
مُشْتَاقَةٌ مِثْلي أَنَـا ! .. أُوَاهـُ



الصغرى :


أُخْتَاهـُ فَرَّقَنَا الزَمَانُ وَ لَمْ أكُنْ
لأَغِيْبَ يَوْمَاً عَنْكِ يَا أُخْتَاهـُ
فَالقَلبُ مَسْكَنُكِ الذي دَوْمَاً بِهِ
أنْتِ الضِيَاءُ وَ نُورُهـُ وَ سَنَاهـُ
ضَاعَ الكَلامُ نَعَمْ وَ لَكنّْي أرَى
فَي العَيْنِ قَوْلاً ثَائِرَاً أَصْدَاهـُ
وَ سَمِعْتُ مِنْ نَبَضَاتِ قَلْبٍ خَافِقٍ
قَوْلَاً يَمُوجُ بِبَحْرِهـِ وَ رُبَاهـُ
فَلَعَلَّ رَبَّ البَيْتِ يُصّْلِحُ مَا لَنَا
بَاقٍ هُنَا في ذِي الحَيَاةِ نَرَاهـُ
وَ لَنَا لِقَاءٌ في الخُلُوْدِ بِجَنْةٍ
حَيْثُ الجَمِيْعَ هَنَا لِكُمْ نَلْقَاهـُ