ذبلتُ بشوقٍ ينحلُ الجسمَ أوجاعَا
وسرُّ الذي يقتاتُه شوقُه شاعَا

لأني ذرفتُ العُمرَ بالحبِّ ذاقني الـضْـ
..ـضَياعُ وإشراقُ الهوى بالنوى ضاعَا

لأني ملأتُ الكأسَ في الأمسِ بالرضى
تفاقمَ سُكري والزمانُ لهُ انصاعَا

لماذا مضت عنِّي الهناءاتُ لم تُرد
هنائي ، ولي قلبٌ لغفرانِها جاعَا ؟

فما كان لي ذنبٌ بهِ الطهرُ خانني
وما قيلَ إلا ما أثابُ بهِ ذاعَا ..

لماذا إذن ؟ واللهِ ما الرِّجسُ مسَّني
بتاتاً ، فيا ويلَ الذي طُهرَه باعَا

نعم عِشتُ أستدنيهِ في كلِّ غفوةٍ
وأحضنُهُ في الصدر روحاً وأضلاعَا

وأشهقُهُ شَمَّاً ويغتالُنِي شَذىً
أموجُ بهِ رقصاً مع النومِ إضجاعَا

وما عطَّرَ الآهاتِ في الليلِ غيرُهُ
وما غيرهُ ليلاً شممتُ لهُ ضَاعَا

أساومُ جوعي بالفتاتِ وليتهُ
كفاني وقد جانبتُ أهلاً ومرباعَا

فما غرَّنِي بالعيشِ وحدي تمجُّنِي
مكاييلُ من ما اكتلتُ من قولهم صَاعَا

وما شأنُهم !؟ أدركتُهُ أو بإثرِهِ
قضيتُ ، عَلا بي ، أو هويتُ بهِ قاعَا

ذَرونِي لمن عاهدتُهُ كيفما يكنْ
مصيري ، سلا قلبي بنجواهُ أو فاعَا

سأجرعُ صبري والفؤاد به هوىً
يخيفُ وربي قد يُطمئن مرتاعَا