ستنفرجُ الهمومُ وأستعيدُ
لياليَّ القديمةَ مُذْ يعودُ

غداً أو بعدهُ أو بعدَ وعدٍ
أحِسُّ بِهِ وإحساسِي أكيدُ

يعودُ نعم ، وتبتسمُ القَوَافِي
ويرقصُ بالنُّبيضاتِ الوريدُ

ويَرحلُ بالتَّألُّمِ عن فؤادِي
إذا أدنَيتُهُ نبضٌ وَلِيدُ

هُنا وهناكَ لا يخشى الثَّوانِي
وترتحلُ المواجعُ والنكودُ

أُفتِّشُنِي فلا أجدُ احتراقَاً
ولا حُزنَاً فقط يبدو السَّعِيدُ

عيونٌ أشرقَتْ ، جسدٌ تندَّى ،
أحاسيسٌ عن الماضي تَحِيدُ

أناملُ ترتعي بنضيرِ شَعري،
تُهامسُهُ وإن أغفَا تزيدُ

تُلاطفُ خِصلةً تلوي بأُخرى
تعي شفتَيَّ تجعلُها تجودُ

وتأخذُها إلى صيدِ النوايا
وأحسبُها لذلكَ لا تُجيدُ

بُعَيدَ سنينِهَا في قطعِ ظِفرِى
بأسنانِي وَعَن نَدمِي بريدُ

إذن : سيدقُّ أجراسَ الليالِي
وكلَّ سويعةٍ في العمرِ عيدُ

وألبسُ من ثيابِ الأمسِ ثوباً
عتيقاً أبيضَاً ، لكن ! جَديدُ

جديدٌ ما ارتواهُ شرابُ دمعي
ولا شوقٌ يُعتِّقُهُ بَعِيدُ

سألبسُهُ لتسبقَنِي ثيابِي
إليهِ بما يُريدُ ، وما أريدُ

وتحتفلُ الأيادي بالأيادي
ويرقصُ مثلَ رقصتِنَا الوجودُ

ويبتهجُ الزَّمانُ بنا وأنسى
زماناً ليلهُ والصبحُ سودُ

وقد سابقتُ في الرُّؤيَا وحظِّي
ستلحقُهُ الوعودُ أو الوعيدُ .

.