فــارس. كم
كأن هناك شيء غريب!
حاول ( استكشافه) ..عند دخوله البيت .. تلفت يمينا ويساراً وأعلى وأسفل . عصر (ذاكرته) .. بحث في رأسه (الصلب) عاد بلا شيء. بدل ملابسه. هوى إلى مخبأه الحصين. أحكم رتاج الأبواب وأغلق النافذة ..استعد للمعركة ..
غطاء للرأس يحوي" سماعة" ذات مخرجين كبيرين كتم بهما أنفاس أذنيه الصغيرتين، "لاقط "صوتي ينعطف تجاه فمه يسمع الهمس في الأهداب .. نظارة قاتمة قالوا عنها له إنها ضد الإشعاع . تمتم وهو يلبسها :
- تباً لأمراض العصر .
.. لحظات قليلة امتطى بعدها صهوة (الفأرة) بعد أن أقض مضجعها الآمن فوق (وسادتها) المفلطحة ، ألهب ظهرها بضربات متسارعة من إصبعه المترجلة .تلاحقت أنفاسه ، بينما كادت الفأرة أن تختنق ، وكاد الشلل يصيبها ، فيفسد الخطة المعدة لدخول (موقع) المعركة . لولا أن( الذاكرة) أسعفتها بفتح بعض (النوافذ) المطلة على مواقع الهواء المباشر.
لم يزل ذلك الإحساس يلح عليه يخالج فراغات صدره . يقتنص فرصاً لا تكاد توجد ليقفز على( سطح) أفكاره . قاطعاً بذلك(الاتصال) بين العمليات وساحة المعارك .
ترى ماذا يكون هناك؟
أخذ يفرك كفيه كمن يستعد لجولة ملاكمة . لم ينتظر طويلاً فقد بدت بشائر "الموقع "وظهرت صوره ثقيلة الظل ، وبدأ ذهنه أكثر ارتياحاً لذا حاول باستماتة معرفة ذلك الشيء الغريب الذي طرأ على البيت لكنه أخفق ثانية. .. ربما تكمن سماجة الموقع من كثرة الصور التي لا تعبر إلا عن ثقل دم صاحبه المشرف المزعوم .. تمتم مرة أخرى:
- اليوم سأعلمه الأدب.. وسيعلم هو والحثالة المتجمعون حوله من أكون!
- لقد تعثر المفتاح اليوم عند فتح الباب .. ترى ما السبب!؟ أدخله المفتاح إلى البحث عن الشيء الغريب الذي لم يكتشفه حتى الآن حاول العثور عليه بين الأثاث الذي لم يرتب على غير العادة.. حصل على تأكيد للإخفاق الأخير . ها هو الموقع يكتمل أمامي ..والآن إلى الساحة ( دخول ).
تبدو الساحة اليوم مكتظة جداً ..
- أين مكاني ؟ لا أحد يرحب بي ؟ أين أولئك الأوغاد ؟
من هذا؟ ماذا ..؟ إنه ينسحب .. تمتم مرة أخرى:
- بدأت الخيانات والانسحابات..
قال منتشياً :
- اليوم سأنتصر.
اختلست فكيرة جريئة ثقب إبرة في مساحة تفكيره صرخت : أين أمي ؟ لماذا لم أرها كالعادة ولم تسمعني(اسطوانة)العتاب اليومية . يـبدو أنه لم يرني اليوم أحد عند عودتي . ربما لم يكن ثمت أحد ليراني .
تباً لهذا الغادر لقد كتب لافتة قبل انصرافه ( احترسوا لقد دخل الآن كبير اللصوص ) ربما يقصدني ؟!
لقد تأخرت في (إرسال) ضربة قاضية له قبل هروبه ولكنه لن يفلت مني ..نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
ما هذا الصوت!؟
إنه جرس الباب .لا عليك.
تتدافع إلى رأسه مع ضوضاء الجرس مخاوف عجيبة .. تترابط بعض الأفكار.. تولد في رأسه فكرة متوحشة.. لم يفلح في طردها إلا مع الطرقات الشديدة على باب غرفته. .. تكاد الطرقات أن تقتلع الباب. . اضطر معها لفتح إطار من النافذة .. أخوه يهملج كعادته بل أكثر من العادة .. يشير إليه بيديه الكبيرتين ..تفوح من صوته الهادر رائحة البكاء المر. يواصل الصراخ . حاول أن يلتقط خيطاً من كلامه لكن السماعة ذات المخرجين الكبيرين الجاثمين على أذنيه الصغيرتين حالتا دون ذلك .الصراخ يشتد.. أخيرا يلتقط "شبه جملة" :
- أمك ....فارس .. أحسن الله عزاءك.
[/COLOR]