غيمة وجهه يريد الهطولا
كيف تنفي دوائري المستطيلا

قامتان وغربة والفوانيـــــــــ
س تحرّت تطويقك المستحيلا

وانكسار مع الغروب وضوء
ذوّب الرافدين حتى احيلا:

صولجانا على الهواء ودربا
سرمديا الى الخلود طويلا

وابن هذا الفرات فرط احتطاب
ردّ في لحظة اباه القتيلا

ظنت الروم ان نايا حزينا
ورصيفا اقام فيه نزيلا

سوف يلقي حقيبة من ضباب
ويغالي مسافة ورحيلا

بيد ان الشريد طوّف فيها
ثم الفى الرحيل ضيفا ثقيلا

بعض مرآته شراع طليق
رقّّص العائدون فيه النخيلا

وصدى بوحه لعاب الصبايا
مذ تشهّى جنوبه التقبيلا

وغضون في صفحة الخد صارت
فوق هذي الصحاف وشما جميلا

وانفصال عن التراب تمطّى
فيه جنيّه فاحيا الفصولا

ومثول امام وحي ووحي
كان في شعره يطيل المثولا

وهروب من الرؤى وهي تترى
سابغات عليه بردا جميلا

وضياع وصبية من نجوم
شام فيه الترهيب والتقتيلا

ورقيم طوع البنان وتيه
كان ترتيله به ازميلا

وحميم يطفو عليه فتجري
دجلة الخير من هوى سلسبيلا

واخضرار دام وسوط شحيح
وانتفاخ اعاد فيه النحولا

ارهقته الغيوب حتى اتاها
طالعا من قرارة البوح غولا

ليل سجانه بقايا رماد
كم تمنّيت ان تكون الفتيلا

هل ارحت الركاب ان الكراسي
ما عليها اذا اقلّت هزيلا

وسمعت الطبول ان كروشا
قرقعت لم تكن لحرب طبولا

ورايت العجول ان شعوبا
تتبارى كي تستميح العجولا

كلّنا مدّ راسه وتمنّى
صاحب الامر فوقها ان يبولا

وطن قمقم وموت سليما
ن واياك سيدي والدخولا

وطن نفيه بنا نفي ذات
غير انّا نقرّب التاويلا

هكذا كان من ركام حروب
ما عرفنا لحاله تبديلا

دلّ قلبي عليك جنح قصيدي
يا اخا الطير ليس يقوى وصولا

او مثلي يروم وردا واهلي
صنعوا من قميصك المنديلا

غابة طفلة وشيخ فسيل
وفضاء يردّ طرفا كليلا


حازم الشذر