المشهد الثاني من فلسطين
غيوم الخريف
كانت غيوماً من خريفٍ أسودٍ شابتْ سماءاً لم ترى ضوء الصباحْ هى رقصة ُ الموتِ الذبيحِ لقــــاتلٍ مزماره ُصوتُ الثكالى والنياح
عرضٌ مثيرٌ لاستباحات ِ العدى جذبَ العيونَ باسرها هولُ الخراب فوسائلُ الاعلامِ سنَّت رمحــــــــــها ووسائدُ الاسلامِ تفترشُ السراب
وكما عهدنا سابقاً بعض المشـــــــــــــاعر تسْتفيق برغبةٍ في الانتقام بمسيرةٍ ماجورةٍ وكأنهم أنــــــــــــــــصاف موتى أو سرابٌ من حَمام
قطراتُ دمعٍ مع دعاءٍ أوفتـــــــــــــاتٍ من رغيف ٍبامتنانٍ من وضيع وتعاودُ الأعرابُ أدراجَ الخــــــــــــــزى عجباً لفأرٍ يستغيثُ به القطيع
وتهاجرُ الصرخاتُ ساحاتَ الصـــدى وتنكسُ الراياتُ فى وحل الظلام تُطوى القضية تحت آلاف القضــــــــــــــايا دون حكمٍ كالكسيح بلا قيام
كانت ليالٍ من جهنم صُعَّــــــــــــــــــــــــرت وكأنه يوم القيامة والجزاء يأجوجُ أو مأجوجُ قد مُّروا بهــــــــــاهدموا قلاعَ الأمن واغتصبوا الهناء
يا جامعَ النصرِ في ركامك ألـــــف ذكرى تنشد المجد التليد على الزمان كرى لمرفت فجَّرت أشلائـــــــــــــــهافالحور تنشد باسمها عبر الجنان
ذكرى نساءٍ قدَّمت فلذاتهـــــــــــــــا زغْردْن فخراً حين فارقن الصِحاب شُلَّ الكلامُ وعبَّرت صورٌبهاجـــــــــــــــــرحٌ وهدمٌ واحتلالٌ واغتصاب
ونعالُ صهيونَ التى قد دنَّست كــــــــــــــــــــــل البيوت وفتـَّشتها كالتتار وبَنتْ بأعشاش البلابل وكـْرهـــــــــــــــــا سَرقتْ مفاتيحَ السعادة والعمار
شَقتْ ينابيع الدماء وشيَّدت بجمــــــــــــــــــــــــاجمِ الأطفال هيْكلها الذليل سيارةُ الإسعافِ ذاقت حقدهم صـــــــــــــار الطبيبُ هو المداوي والعليل
لكننا أسْدٌ إذا هُدم العريـــــــــــــــــــــــــــــن نلوكهم كالزَّبـْد في فكٍ حديد فببيت حانونَ المحارقُ أُضْرمت صـُهيـــــــونُ أقبلْ، عاد هتلرُ من جديد
أرضٌ تجودُ بخيرها وكنوزهــــــــــــــــــا أعتابها صارت قبوراً لليهود سحقتْ رتول المعتدين بعزمهــــــــــــا خمسونَ أو ستونَ ضحُّوا كي تعود
فشمالنا تاجٌ يجود بدرَّهِ ملأ الوجــــــــــــــــــــــــــــــودَ حلاوةً لما استنار أطفالنا ونساؤنا شهداؤه فــــــــــــــــــــــاح النسيمُ بعطرهم وقت الحصار
فافرح فخاراً موْطني واتلُ النشيـــــــــــــد وكنْ وساماً يعتلي صدرَ البلاد يا قرَّة العينِ والقلبِ الوحيــــــــــــــــــــــــــــد ويا حبيباً تتيَّمت فيه العباد

بقلم الشاعرة الفلسطينية / نهيل فايق مقداد