تراتيْلُ الهوى
شعر يحيى بن إبراهيم الشعبي
8/2/1428هـ

لَمَّا دَلَقْتُ مَواهَبِيْ
في لَحْظَةٍ كاللائِحةْ
وَسَبَحْتُ في لُجَجِ الهوى
أُذْكِيْ هُيامَ السَّائِحةْ
أَتَفَيَّأُ القَلْبَ الذي
دَهْراً مَلَكْتُ مَسارِحَةْ
فَسَكَبْتُ عِطْرَ غِوِايَتِيْ
وَأَهَضْتُ حِلْمَ الرَّاجِحَةْ
لَمَّا دَلَقْتُ مَوَاهِبَيْ
في رَوْعِها كَالفاتِحَةْ
هَرَعَتْ تُقَبِّلُ راحَتِيْ
وَتَقُوْلُ إِنِّيْ جامِحَةْ
كاللحْظَةِ الأبْهى هُنا
كالوَرْدِ أفشى الرَّائِحَةْ
أَزِحِ السِّتارَ عَنِ الجَوى
إِنِّيْ لضَوْئِكَ طامِحَةْ
فَأَرِحْ جَوَادَكَ سَيِّدِي
فَالْقَلْبُ مِلْكُكَ طارِحَهْ
وَأَضِئْ حَنايا غِبْطَتِيْ
آ سِ الفُؤادَ وَمانِحَةْ
رَدِّدْ تراتيْلَ الهوى
واصْدَحْ فروحِي صادِحَةْ
مَعَكَ الحياةُ لَذِيْذَةٌ
ولها طُيُوبٌ فائِحَةْ
لِمَ لا تَكُوْنُ كما أرَى ؟ !
فِي لَحْظَتِيْ والسَّانِحَةْ
لِمَ لا تَكُوْنُ كَسَابِحٍ
بِالعِشْقِ إِنِّيْ سابِحَةْ
أَرْنُوْ إليْكَ بِلَهْفَتِيْ
أَهْفُوْ إليْكَ مُسامِحَةْ
لِمَ لا أَكُوْنُ ؟! نَكَأْتِ ما
سَامَ الفُؤادَ لَوافِحَةْ
سُبُلُ المشاعِرِ كُلُّها
بالْهَمِّ باتَتْ طَافِحَةْ
ما ذا؟! نَبَشْتِ مَقابِرِيْ
-حُمْقاً- فَكُوْنِي النَّائِحَةْ
نَضبَتْ رَوَافِدُ بَهْجَتِيْ
أَفْنَيْتِها يا ناصِحَةْ !
قَلْبِيْ تَلَهَّى بُرْهَةً
فَأَهَجْتِ مِنْهُ الَّلافِحَةْ
جُرْحُ الكرامةِ نازِفٌ
غَطَّى الهوانُ جَوَارِحةْ
كيْفَ السَّعادةُ والرَّدى
يَبْنِي المآسِيْ الكالِحَةْ
فَحَرَمْتِ نَفْسَكِ مِنْحَةً
وَظَنَنْتِ أَنَّكِ رَابِحَةْ!