بسم الله الرحمن الرحيم

أحبابى الأعزاء

كتبت هذه القصيدة من وحى خبر سمعته وهى أن عبوة ناسفة انفجرت بحاجز اسرائيلى وأعلن المذيع ان العملية ناتجة عن حمار مفخخ فعجبت لذلك وعجبى أن الحمار كان مضرب المثل فى الذل والصغار حتى أن الشاعر قال

ولايقيم على خسف يراد به ****** الا الأذلان عيْر الحى والوتد

هذا على الخسف مربوط برمته ***** وذا يشج فلا يرثى له أحد

فعجبت ان الحمار نسف هذه القاعدة وضرب مثلا فى التضحية بينما يرضى الملوك والمرجفون بالذل والصغار
وأن هذا الحمار أعز من كثيرين من الملوك والمرجفين ولن أطيل -تعالوا الى النص
الحمار الملك والملك الحمار

ملوك العُرْب أقزامٌ صغارُ مماليكٌ أذلهم التتارُ
يبيتون الليالىَ فى سباتٍ ألم يوقظهمُ هذا الدمارُ
رضوا بالعيش فى أكناف قردٍ وعاف مرارةَ الذل الحمارُ
مضى والموتُ محمولٌ عليه يحاذرُ أنْ يفاجئه الصِغارُ
يُحاذرُ أن يقال له تمهلْ وعد إن المقاومة انتحارُ
فما يجديك نفعا أن تردّى صريعا قد تغشاك الغبارُ
فقال الموتُ خيرٌ من حياة تصاحبها المذلةُ والصَغارُ
فقولوا للذين رضوا بذلٍ وعيشٍ بائسٍ فيه انكسارُ
نسفتم مجد أجدادٍ عظامٍ عمالقةٍ يجللهم فخارُ
فلا يرثى مهلهلُكم كُليْباً ولا تزهو بفارسها نزارُ
ولا العبسىُّ يزأرُ فى جِلادٍ ولا يدعوه للهيجاء ثارُ
ولا كلثوم يفخر فى قصيدٍ ولم تُقد على خزازَ نارُ
ولاالأسيافُ تلمع إذ تهاوتْ كليلٍ شق ظلمتَه النهارُ
ولا الخيلُ المغيرة وهى تعدو تطاير من حوافرها الشرارُ
ولابدرٌ يعدُلها نبيٌّ ولاعن شِعبه فُكّ الحصارُ
(( ولا حطين يصنعها صلاحٌ)) ولا الأقصى بمحنته يُجارُ
عجبت لمن حباه الله عقلا وقلبا نابضا أو لايغارُ
ومن زعم المقاومة انتحارا فذاك برأسه قعد الحمارُ
فديتُ الارض والحمقى غفاةٌ وعجل المرجفين له خوارُ
وقد علموا بان الموت حقٌ وليس لبهجة الدنيا قرارُ
وان الله جامعهم ليومٍ وليس وراء دار الخلد دارُ
فلولا امة فيها رجالٌ كعز الدين شيمته الوقارُ
وياسينٌ وإخوته وجيلٌ أبيٌ لايُذل له جوارُ
لهم فى النائبات زئير أسْدٍ وجندٌ لا يُشق لهم غبارُ
وأبطالٌ يرون القتل مجدا وأطفالٌ على الجلّى كبارُ
وأم ٌ ودعت أغلى شهيدٍ تقبله وأدمعها غزارُ
لقلت العيْر خيرٌ من وضيعٍ حريٌ أن يُقال له الحمارُ
فكيف بربكم صرتم غثاءً يفيض إذا تحمّله القطارُ ؟!
ألستم خير من ركب المطايا ومن بجواره عزّ المجارُ؟!
أليس عدوكم شيطانَ جنٍ على أنصابه تُرمى الجمارُ
وأحفاد القرود بنوه طُرّا ومن للبغي همته تُثارُ
عجبت -وربكم - كيف ارتضيتم حياة البؤس يعلوها الشنارُ
وعشتم عيشة النذال طوْعا وقلتم لا يشرفنا انتصارُ
نحبُ العيش فى دعَةٍ وأمنٍ وإن جلب الفخارَ لنا انفجارُ
وخيرُ العيش ما عشنا حياةً وإن غطى رغيدَ العيش عارُ
فبئس العقل بل بئس الأماني وبئس العيش بل بئس الشعارُ
فما أبقيتمُ للعيْر شيئا بخسفٍ لا يُرام له اعتذارُ
وكنتم دون منزله صغاراً قرودا لايُقام له اعتبارُ
بغالا لاتُسام بسوق بهمٍ وماأحمالها إلا الجرارُ
أضنت أرضكم بالخير حتى تربع فوق سُدّتها الشِرارُ
فكم من حاكمٍ فى ظل عرش لئيمٍ قد تلبسه العوارُ
تبجله الحثالة حيث يمضى وتشكو من تجبّره الديارُ
فإن يفجؤْك رمْحٌ من لدنه فلا تعجب وقل ملكٌ حمارُ



-------------------------------------------------------------------
أرجو ان تنال إعجاب القراء الكرام وان يدركو الفرق الشاسع بين الحمار الملك والملك الحمار
أخوكم فارس عودة