|
ملوك العُرْب أقزامٌ صغارُ |
مماليكٌ أذلهم التتارُ |
يبيتون الليالىَ فى سباتٍ |
ألم يوقظهمُ هذا الدمارُ |
رضوا بالعيش فى أكناف قردٍ |
وعاف مرارةَ الذل الحمارُ |
مضى والموتُ محمولٌ عليه |
يحاذرُ أنْ يفاجئه الصِغارُ |
يُحاذرُ أن يقال له تمهلْ |
وعد إن المقاومة انتحارُ |
فما يجديك نفعا أن تردّى |
صريعا قد تغشاك الغبارُ |
فقال الموتُ خيرٌ من حياة |
تصاحبها المذلةُ والصَغارُ |
فقولوا للذين رضوا بذلٍ |
وعيشٍ بائسٍ فيه انكسارُ |
نسفتم مجد أجدادٍ عظامٍ |
عمالقةٍ يجللهم فخارُ |
فلا يرثى مهلهلُكم كُليْباً |
ولا تزهو بفارسها نزارُ |
ولا العبسىُّ يزأرُ فى جِلادٍ |
ولا يدعوه للهيجاء ثارُ |
ولا كلثوم يفخر فى قصيدٍ |
ولم تُقد على خزازَ نارُ |
ولاالأسيافُ تلمع إذ تهاوتْ |
كليلٍ شق ظلمتَه النهارُ |
ولا الخيلُ المغيرة وهى تعدو |
تطاير من حوافرها الشرارُ |
ولابدرٌ يعدُلها نبيٌّ |
ولاعن شِعبه فُكّ الحصارُ |
(( ولا حطين يصنعها صلاحٌ)) |
ولا الأقصى بمحنته يُجارُ |
عجبت لمن حباه الله عقلا |
وقلبا نابضا أو لايغارُ |
ومن زعم المقاومة انتحارا |
فذاك برأسه قعد الحمارُ |
فديتُ الارض والحمقى غفاةٌ |
وعجل المرجفين له خوارُ |
وقد علموا بان الموت حقٌ |
وليس لبهجة الدنيا قرارُ |
وان الله جامعهم ليومٍ |
وليس وراء دار الخلد دارُ |
فلولا امة فيها رجالٌ |
كعز الدين شيمته الوقارُ |
وياسينٌ وإخوته وجيلٌ |
أبيٌ لايُذل له جوارُ |
لهم فى النائبات زئير أسْدٍ |
وجندٌ لا يُشق لهم غبارُ |
وأبطالٌ يرون القتل مجدا |
وأطفالٌ على الجلّى كبارُ |
وأم ٌ ودعت أغلى شهيدٍ |
تقبله وأدمعها غزارُ |
لقلت العيْر خيرٌ من وضيعٍ |
حريٌ أن يُقال له الحمارُ |
فكيف بربكم صرتم غثاءً |
يفيض إذا تحمّله القطارُ ؟! |
ألستم خير من ركب المطايا |
ومن بجواره عزّ المجارُ؟! |
أليس عدوكم شيطانَ جنٍ |
على أنصابه تُرمى الجمارُ |
وأحفاد القرود بنوه طُرّا |
ومن للبغي همته تُثارُ |
عجبت -وربكم - كيف ارتضيتم |
حياة البؤس يعلوها الشنارُ |
وعشتم عيشة النذال طوْعا |
وقلتم لا يشرفنا انتصارُ |
نحبُ العيش فى دعَةٍ وأمنٍ |
وإن جلب الفخارَ لنا انفجارُ |
وخيرُ العيش ما عشنا حياةً |
وإن غطى رغيدَ العيش عارُ |
فبئس العقل بل بئس الأماني |
وبئس العيش بل بئس الشعارُ |
فما أبقيتمُ للعيْر شيئا |
بخسفٍ لا يُرام له اعتذارُ |
وكنتم دون منزله صغاراً |
قرودا لايُقام له اعتبارُ |
بغالا لاتُسام بسوق بهمٍ |
وماأحمالها إلا الجرارُ |
أضنت أرضكم بالخير حتى |
تربع فوق سُدّتها الشِرارُ |
فكم من حاكمٍ فى ظل عرش |
لئيمٍ قد تلبسه العوارُ |
تبجله الحثالة حيث يمضى |
وتشكو من تجبّره الديارُ |
فإن يفجؤْك رمْحٌ من لدنه |
فلا تعجب وقل ملكٌ حمارُ |