| 
 | 
" النصرُ قادمْ "  | 
 رمينَـا البغـيَ بالبطلِ المُقَـاوِمْ | 
رمينَـا الظالمينَ  بسـيفِ عـزٍّ  | 
 تُبَعْـثَـرُ  عندَ سـلَّتِهِ الجمـاجِمْ | 
مضَى والقلـبُ  يهتفُ فِي ثباتٍ  | 
 بغـيرِ الخُلْـدِ إنِّـي لنْ أسـاوِمْ | 
دعَتْهُ النفـسُ  أنْ يحيَـا حيـاةً  | 
 بلا عـزٍّ  كمَا تحيـَا البهـائـِمْ | 
فأوردَهـَا الرَّدَى حُبـًّا لتحـيَـا  | 
 ويصنعَ  عِنْدَ مَهْلِكِهَـا العظـائِمْ | 
ليكـتبَ بالدَّمِ الغَـالِـي ويشـدُو  | 
 على قدْرِ التُّقَى  تأتِـي العـزائِمْ | 
أُمِيتُ النَّفْسَ كـيْ تحيَـا بلادِي  | 
 ويولدَ بعدَهـا  المغْـوارُ قاسـِمْ | 
ليُبْعَثَ مِنْ دَمِـي الجارِي شعاعٌ  | 
 يـبـدِّدُ نورُهُ ليـلَ الهـَـزائِـمْ | 
ويطـرقُ بالأسَـى  أجفانَ جيلٍ  | 
 يُسَـاقُ إلى المهـالكِ وَهْـوَ نائِمْ | 
مضَي للقدسِ  فِي خَطْـوٍ حثيثٍ  | 
 يسـيرُ وقلبـُهُ بالخـُلْدِ هـائـِمْ | 
ليسـحقَ هامَ مَنْ كفرُوا ويرمِي  | 
 عسـاكِرَهُمْ  بداهيـةِ القَوَاصـِمْ | 
يُجَرِّعُـهُمْ كـؤوسَ الذُّلِّ حتَّـى  | 
 يذوقُـوا المُرَّ مِنْ بأسِ المُقَـاوِمْ | 
فكمْ حَلَمُـوا بطيفِ الأمْـنِ لكنْ  | 
 نفَى أحَـلامَهُمْ  بَرْقُ الصَّـوارِمْ | 
وكمْ حَلَمُوا  بأنَّ القـدسَ أمستْ  | 
 لهمْ دارًا  وكمْ زَعَمـُوا المَزَاعِمْ | 
وكمْ حَشـَدُوا  مِنَ الأشباهِ جُنْدًا  | 
 وجـاءُوا  بالثعـالبِ والأَرَاقـِمْ | 
فجـاءَ الليثُ يزأرُ فِـي ثَبـَاتٍ  | 
 وراغتْ فوقَهُمْ  سُغْبُ القَشَـاعِمْ | 
فمَا أغـنتْ تمـائِمُهمْ  عليـهِمْ  | 
 وكمْ عُقـِدَتْ مِنَ الجُبْنِ التَّمـائِمْ | 
يظلُّ الرُّعْبُ فِـي دمهِمْ مُقيمـًا  | 
 وفِي أحشـائِهِمْ تسرِي الهـزائِمْ | 
إذَا لمَحـُوا بسـاحتِهِمْ فَتـانـَا  | 
 دعَوْا واستصـرخُوا الموتُ قادمُ | 
وإنْ سـمعُوا دعاةَ الذلِّ تهـذِي  | 
 بسلْمٍ  لا تُصَـانُ بـهِ المَحَـارِمْ | 
أذاقونَا السـَّمُومَ بِما استطـاعُوا  | 
 وآذَوْنَا  وقـدْ خـابَ المُسَـالِـمْ | 
دعـاةٌ لا يصـانُ بهـمْ جِـوارٌ  | 
 ولا وطــنٌ لهـمْ إلاَّ الدراهـمْ | 
كعجْلِ السَّـامِرِيِّ  لهمْ خُــوَارٌ  | 
 إذَا نَطَقُـوا  وَهُمْ دونَ البَهـائـِمْ | 
وماعـُبِدُوا وكــانُوا همْ عبيدًا  | 
 ولا زالُوا لأحـذيـةِ الأعـَاجـِمْ | 
طـوالَ الدهرِ  يرهقُهُمْ صَغـَارٌ  | 
 بهِ عُرِفُـوا وليسَ لهمْ مُـزَاحـِمْ | 
يذيقـونَ الأبـيَّ لبـاسَ سـَوْءٍ  | 
 ويعطـونَ الولاءِ لكـلِّ ظـالِـمْ | 
ألمْ ترَهُمْ وقدْ حَصَرُوا أســودًا  | 
 بغـزَّةِ هـاشــمٍ أمِّ المَكـَـارِمْ | 
وحلَّسـُهُـمْ  يهدِّدُنَــا بجـيشٍ  | 
 تَقَصَّفَ فِي المَعـامِعِ  كالبراعِـمْ | 
ويسـعَى بالنميمـةِ بينَ شـعبٍ  | 
 ليوقـدَ بينَ أضلعِـهِ السـَّخَائِـمْ | 
وعباسُ الذي يلقَـى الأعــادِي  | 
 طليقـًا وجهُـهُ  والثغـرُ باسـِمْ | 
ويعطـِي أهلَنَا وجهًـا عبوسًـا  | 
 يبشـِّرُ بالمخـازِي والهـزائـِمْ | 
ألا تبـًا لمَـنْ باعـُوا بــلادًا  | 
 تضوعُ بعَرْفِ عزَّتِهـَا النسـائِمْ | 
وطوبَى  للذينَ ســقَوْا ثرَاهـَا  | 
 دمًا واسـتنهضُوا فيها العـزائِمْ | 
وباعُوا النفـسَ للرحمنِ طَوْعـًا  | 
 ولمْ يخشـَوْا وربِّي لـومَ لائِـمْ | 
وقالُـوا  أيُّهَـا الأقصَـى تَرَقَّبْ  | 
 ففجرُ النصـرِ  بالإسـلامِ قادِمْ |