| 
 | 
حــلَّ الظــــلامُ وغــــابتِ الأقمــــــارُ  | 
 ومضـَــى إلـــى فَلَكِ العظــــامِ نـِـزَارُ | 
رحـــلَ الشـــــهيـدُ ولمْ تزلْ كلـمـاتـُهُ  | 
 تحكِي فصـــولاً خطـَّـهـــا الإصْــرَارُ | 
تحكِي فصـــــولَ حكـــايةٍ عَنْ أمـَّــةٍ  | 
 صُنعـــتْ بعـــزمِ زنودِهـَــا الأقـْــدَارُ | 
لا زالَ في ســــمْعِ الزمــــانِِ زئيـرُهُ  | 
 وحــديثـُـهُ للصـــابــريــنَ شـِـــعَــــارُ | 
جــبـــلٌ أشــــمٌ لا يلــيــــنُ لمحــنــةٍ  | 
 أبــدًا ولا يهـــوِي بـــــهِ إعْــــصْـــارُ | 
كمْ عــــاشَ فِي مرجِ الزهورِ مغردًا  | 
 ولــــهُ بكـــلِّ مـُــلـِـمَّــــةٍ أخْـــبـــَـــارُ | 
كمْ عاشَ يقفُو رســْـمَ خطوِ مــحـمـدٍ  | 
 تهديــــهِ نحَـــو حــبــيــبــــهِ آثــَــــارُ | 
يقفو خُطـَـى ياســيـنَ فِي عزمــاتـِـهِ  | 
 وعــَـزَائـِـــمُ العُظَمَــــاءِ لا تنْهَــــــارُ | 
يبكـِـي إذا خَطَــرَ الحـــبيبُ ببــالــِهِ  | 
 وكـــــأنَّ فيضَ دمـــوعــِـهِ أنـْـهـَـــارُ | 
ريـَّــانُ روَّى بالدمـــــــاءِ ترابــَـــهُ  | 
 حــُبـًّـــا ولمْ يخــشَ المـــمـــاتَ نِزَارُ | 
قدْ كــانَ يرنـُو للعــُـلا فـِـي لهفــــةٍ  | 
 ولـهُ بأفــــــــلاكِ الأُبــَــــاةِ مـَــــــدَارُ | 
يَسـْمُـو عـَنِ العــيشِ الذليلِ بعــــزَّةٍ  | 
 لا تحـتَوِيــــــهِ بـقــيـــدِهَا الأعـْــــذَارُ | 
نــادتـْــهُ أكـفـانُ المنيـَّـةِ فـارْتَقـَـَـــى  | 
 نحوَ الجِِـــنـــانِ يحــفَّـــهُ الإكْــبَـــــارُ | 
سـيظلُّ فِي التاريخِ نجمــًا ســاطعــًا  | 
 لا تــرتــقـِـي لمـــقــامـِــهِ الأقــْـمــَـارُ | 
ويظــلُّ مـَنْ غـَـــدَرُوا نـِـزَارَ أذلـَّـةً  | 
 لا يفلــحـــونَ أيفــلـــحُ الغـــــــــدَّارُ؟! | 
قـــلْ للذينَ تخـاذلـُــوا وتضـاءلــُــوا  | 
 وأذلَّـــهُمْ بـعـــدَ الصَّـغـَــارِ صِــغـَـارُ | 
مَنْ أســلمُوا الأسـَــدَ الشــهيدَ لغادرٍ  | 
 ويقودهــــمْ بـِـيـَـدِ الخَــنــَا سِــمْســـَارُ | 
خــيلُ الأبــاةِ لزحفِنـَـا مَسْـــرُوجـَـةٌ  | 
 وحصــونُكُــمْ مـِنْ رَكْـضِـهَــا تَنْهـَــارُ | 
ورؤوسُــكُمْ لقطــافِهــَا قــدْ أيْنَعَــتْ  | 
 وأصــابَهَــــا قـَـبْــلَ القــِـطَـــافِ دُوَارُ | 
يا فتيةَ القسَّــــــامِ يا أُسْـــدَ الحـــِمَى  | 
 هـــــذَا أوانُ الــثــــأرِ يـــا أبــَـــــــرْارُ | 
أَجْرُوا براكـينَ اللظـَى مِنْ تحـتِهِـــمْ  | 
 وجــرادُكــُـمْ مِــنْ فوقـِــهِــمْ أمـْـطَـــارُ | 
حتَّى يذوقُوا فِي الكريهـــةِ بأْسـَـــكُمْ  | 
 وَيَرُوا كـــؤوسَ المــــوتِ كـــيفَ تُدَارُ | 
ويُرَوْا وَقَـدْ نَزَلَ القضـاءُ بحشْـدِهِمْ  | 
 وتكــلَّـــمَ اليـــاســــــــيــنُ والبـَـتـَّـــــارُ | 
وتوارتِ الجرذانُ خلْفَ جحورِهــَا  | 
 مــــهــزومــةً وتـرنـَّــــحَ الخــَـــــــوَّارُ | 
وتحطَّمَتْ تحتَ الشـواظِ دروعـُـهُم ْ  | 
 قـِـطَــعـــًا كـَـمَـا يـتـحــطَّـمُ الفَــخـَّــــارُ | 
ويُسَــجِّلُ التاريخُ نصـــرَ كــتائــبٍ  | 
 لا تســـتكـــينُ وإِنْ طـَــغَـــى الفُجــَّـــارُ | 
تحمِي بغزَّةَ صَــرْحَ كـُـلِّ مـُـوَحـِّـدٍ  | 
 ويهــبُّ يعصــفُ بالعـِــدَى الإعْصَـــارُ | 
وتعــودُ راياتُ الهُـدَى خـَـفـَّاقـَـــــةً  | 
 فــــوقَ الجـلـيــلِ يَحـُـفُّــهـَـا الأَنْصَــــارُ | 
ويعـــــــودُ بالقرآنِ جــيـلُ مـحـمـدٍ  | 
 ويعـــودُ فينـَــا مـُـصْعـَـبٌ وَضِـــــــرَارُ | 
ويعودُ يحـيَى والشـــريفُ ورائـــدٌ  | 
 وعــمـــــادُنـَـــا والفتيـــةُ الأطــْــــهـَــارُ | 
هذَا دمُ الشُّرَفَاءِ يصـــنعُ عــِــــزَّةً  | 
 وكـــرامــةً ولـيـشـــهــــدِ الأحـْـــــــرَارُ | 
خُـــيِّرْتَ يَا رَيَّانُ فاخترتَ العُـــلا  | 
 إنَّ الشــــهـــــادةَ مطـلـــبٌ وَقـَـــــــرَارُ | 
ومضـيتَ تحملُ أهــلَ بيتِكَ كُلَّهُــمْ  | 
 ليطـــيبَ فِي كَـــنَفِ الحــبيبِ جِـــــوَارُ | 
لمْ يقتلُوكَ بغـــدْرِهِمْ يَا سَــيـــِّـــدِي  | 
 بلْ ذاكَ يـــــومًُ رُقِـــيـِّـكَ المُخـْـتـَــــــارُ | 
قدْ ســَـجَّلَ التاريخُ فِي سِـــفْرِ الإِبَا  | 
 : اليــومَ قـَــدْ وُلِــدَ الشـَّــــــهِيـــدُ نِــزَارُ |