بسم الله الرحمن الرحيم
أحبابي الكرام :
بقلوب ملؤها الأسى والحزن على فراق الحبيب المجاهد العالم الجليل الشيخ نزار ريان ، أعزي نفسي ، وأعزي حركة حماس ، وأعزي أهل فلسطين ، وأعزي الأمة الإسلامية بفقد هذا الشيخ الجليل الذي ضرب بتضحيته وثباته وصبره أروع الأمثال ، هذا الشيخ الذي غالته يد البغي والعدوان من اليهود وعملائهم ، وعزاؤنا جميعا أنه شهيد عند ربه في مقعد صدق عند مليك مقتدر بإذن الله تعالى ، عزاؤنا أن يد الغدر أرادت أن يموت نزار ريان ، فكانت لحظة الغدر هي لحظة مولد عظيم من عظماء فلسطين ، وفي ذلك اليوم :
حــلَّ الظــــلامُ وغــــابتِ الأقمــــــارُ ومضـَــى إلـــى فَلَكِ العظــــامِ نـِـزَارُ
رحـــلَ الشـــــهيـدُ ولمْ تزلْ كلـمـاتـُهُ تحكِي فصـــولاً خطـَّـهـــا الإصْــرَارُ
تحكِي فصـــــولَ حكـــايةٍ عَنْ أمـَّــةٍ صُنعـــتْ بعـــزمِ زنودِهـَــا الأقـْــدَارُ
لا زالَ في ســــمْعِ الزمــــانِِ زئيـرُهُ وحــديثـُـهُ للصـــابــريــنَ شـِـــعَــــارُ
جــبـــلٌ أشــــمٌ لا يلــيــــنُ لمحــنــةٍ أبــدًا ولا يهـــوِي بـــــهِ إعْــــصْـــارُ
كمْ عــــاشَ فِي مرجِ الزهورِ مغردًا ولــــهُ بكـــلِّ مـُــلـِـمَّــــةٍ أخْـــبـــَـــارُ
كمْ عاشَ يقفُو رســْـمَ خطوِ مــحـمـدٍ تهديــــهِ نحَـــو حــبــيــبــــهِ آثــَــــارُ
يقفو خُطـَـى ياســيـنَ فِي عزمــاتـِـهِ وعــَـزَائـِـــمُ العُظَمَــــاءِ لا تنْهَــــــارُ
يبكـِـي إذا خَطَــرَ الحـــبيبُ ببــالــِهِ وكـــــأنَّ فيضَ دمـــوعــِـهِ أنـْـهـَـــارُ
ريـَّــانُ روَّى بالدمـــــــاءِ ترابــَـــهُ حــُبـًّـــا ولمْ يخــشَ المـــمـــاتَ نِزَارُ
قدْ كــانَ يرنـُو للعــُـلا فـِـي لهفــــةٍ ولـهُ بأفــــــــلاكِ الأُبــَــــاةِ مـَــــــدَارُ
يَسـْمُـو عـَنِ العــيشِ الذليلِ بعــــزَّةٍ لا تحـتَوِيــــــهِ بـقــيـــدِهَا الأعـْــــذَارُ
نــادتـْــهُ أكـفـانُ المنيـَّـةِ فـارْتَقـَـَـــى نحوَ الجِِـــنـــانِ يحــفَّـــهُ الإكْــبَـــــارُ
سـيظلُّ فِي التاريخِ نجمــًا ســاطعــًا لا تــرتــقـِـي لمـــقــامـِــهِ الأقــْـمــَـارُ
ويظــلُّ مـَنْ غـَـــدَرُوا نـِـزَارَ أذلـَّـةً لا يفلــحـــونَ أيفــلـــحُ الغـــــــــدَّارُ؟!
قـــلْ للذينَ تخـاذلـُــوا وتضـاءلــُــوا وأذلَّـــهُمْ بـعـــدَ الصَّـغـَــارِ صِــغـَـارُ
مَنْ أســلمُوا الأسـَــدَ الشــهيدَ لغادرٍ ويقودهــــمْ بـِـيـَـدِ الخَــنــَا سِــمْســـَارُ
خــيلُ الأبــاةِ لزحفِنـَـا مَسْـــرُوجـَـةٌ وحصــونُكُــمْ مـِنْ رَكْـضِـهَــا تَنْهـَــارُ
ورؤوسُــكُمْ لقطــافِهــَا قــدْ أيْنَعَــتْ وأصــابَهَــــا قـَـبْــلَ القــِـطَـــافِ دُوَارُ
يا فتيةَ القسَّــــــامِ يا أُسْـــدَ الحـــِمَى هـــــذَا أوانُ الــثــــأرِ يـــا أبــَـــــــرْارُ
أَجْرُوا براكـينَ اللظـَى مِنْ تحـتِهِـــمْ وجــرادُكــُـمْ مِــنْ فوقـِــهِــمْ أمـْـطَـــارُ
حتَّى يذوقُوا فِي الكريهـــةِ بأْسـَـــكُمْ وَيَرُوا كـــؤوسَ المــــوتِ كـــيفَ تُدَارُ
ويُرَوْا وَقَـدْ نَزَلَ القضـاءُ بحشْـدِهِمْ وتكــلَّـــمَ اليـــاســــــــيــنُ والبـَـتـَّـــــارُ
وتوارتِ الجرذانُ خلْفَ جحورِهــَا مــــهــزومــةً وتـرنـَّــــحَ الخــَـــــــوَّارُ
وتحطَّمَتْ تحتَ الشـواظِ دروعـُـهُم ْ قـِـطَــعـــًا كـَـمَـا يـتـحــطَّـمُ الفَــخـَّــــارُ
ويُسَــجِّلُ التاريخُ نصـــرَ كــتائــبٍ لا تســـتكـــينُ وإِنْ طـَــغَـــى الفُجــَّـــارُ
تحمِي بغزَّةَ صَــرْحَ كـُـلِّ مـُـوَحـِّـدٍ ويهــبُّ يعصــفُ بالعـِــدَى الإعْصَـــارُ
وتعــودُ راياتُ الهُـدَى خـَـفـَّاقـَـــــةً فــــوقَ الجـلـيــلِ يَحـُـفُّــهـَـا الأَنْصَــــارُ
ويعـــــــودُ بالقرآنِ جــيـلُ مـحـمـدٍ ويعـــودُ فينـَــا مـُـصْعـَـبٌ وَضِـــــــرَارُ
ويعودُ يحـيَى والشـــريفُ ورائـــدٌ وعــمـــــادُنـَـــا والفتيـــةُ الأطــْــــهـَــارُ
هذَا دمُ الشُّرَفَاءِ يصـــنعُ عــِــــزَّةً وكـــرامــةً ولـيـشـــهــــدِ الأحـْـــــــرَارُ
خُـــيِّرْتَ يَا رَيَّانُ فاخترتَ العُـــلا إنَّ الشــــهـــــادةَ مطـلـــبٌ وَقـَـــــــرَارُ
ومضـيتَ تحملُ أهــلَ بيتِكَ كُلَّهُــمْ ليطـــيبَ فِي كَـــنَفِ الحــبيبِ جِـــــوَارُ
لمْ يقتلُوكَ بغـــدْرِهِمْ يَا سَــيـــِّـــدِي بلْ ذاكَ يـــــومًُ رُقِـــيـِّـكَ المُخـْـتـَــــــارُ
قدْ ســَـجَّلَ التاريخُ فِي سِـــفْرِ الإِبَا : اليــومَ قـَــدْ وُلِــدَ الشـَّــــــهِيـــدُ نِــزَارُ

============================================
أخوكم فارس عودة
هذه القصيدة مهداة إلى روح الشهيد ، وإلى عائلته الكريمة التي رافقته إلى ظلال الفردوس وهي مهداة إلى عائلته الباقية حركة حماس ، وإلى أبنائه المغاوير كتائب الشهيد عز الدين القسام .