الأخوة الأفاضل جميعاً .. السلام عليكم

إضافة إلى ما تفضلت به الأخت الأستاذة الفاضلة \ بابيه أمال .. من مادة فكرية تحليلية دسمة .. أقول

قبل الإسلام كان عُمَـرُ بن هشام يتمتع بسداد الرأي ونفاذ البصيرة وفق معايير الجاهلية المعمول بها في قومه ، والتي وجدها أمامه - فأتقنها .!

وكان من المفترض - وفق بديهيات المعرفة -أن يُدرك هذا العاقل قبل غيره - حقيقة الرسالة ، لاسيما وهو يعلم أن مُحمداً مُلقبٌ بالصادق الأمين - عندما كان هو مُلقبٌ بأبي الحكم .!

وعلى أقل تقدير كان يفترض فيه أن يتريث في عدائه للرسول .!

ولكنه جَهِلَ الأمـر وأصرَّ على محاربة الرسول والرسالة دون تفكير ، ولذلك لقـّبَهُ الرسول بأبي جهل .!

فالجهلُ نقيصةٌ بشرية ، ولكنه يُحسَبُ على الإنسان بتفاوتٍ ..!

فمن كان جهله بسبب التعالي على الأضعف منه - رغم إدراكه للحقيقة واعترافه لنفسه - في خلوته - بأن مصدر قوته هو ضعف وغباء الآخرين .. ،
فذاك جاهل متعمد - مُدرك أو صانع لجزء كبير من جهله ، وهو هالكٌ به ، وليس معذوراً .!

أما الجهل أو الأنحراف الذي ينجم عن الضعف الفكري والمعرفي -الطبيعي - لدى الإنسان ، وبسبب البيئة والثقافة المسيطرة والأعراف والمعطيات التي تقوده رُغماً عنه - وفق سُنـّّةِ الحياة ..
فإن ذلك هو السبب الذي بعث الله من أجله الرُسُلَ بالأحكام والتشريعات لتوفير البيئة المناسبة للإيمان والعدل وحمل الأمانة ، وإقامة الحُـجّـة على الناس .!
ولذلك ميَّـزَ الله بعض عباده بالحكمة والمقدرة الفكرية ومكّنهم من المعرفة ، وأمرهم بمتابعة محاربة الجهل وتوجيه الناس وإرشادهم إلى السبيل القويم ..

قال تعالى ( ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون) آل عمران -104 .

وقال أيضا ..( يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا وما يذكر إلا أولو الألباب ) البقرة - 269 .

والله تعالى أعلم

للحديث بقية .. ولكم التحية ..