بسم الله الرحمن الرحيم :
أحبابي الكرام :
لازالت ضربات القساميين المزلزلة تشفي صدورنا ، وتبعث فينا الأمل بأن المستقبل للإسلام ، شاء الصغار أم أبوا ، ولكن مما يدمي القلب والعين ، الخذلان الذي نشهده في أمة المليار ، وخاصة في الذين تبوأو مناصب لم يكونوا أهلا لها كأبي الغيظ ، والحكام المتخاذلين ، والذين يقيمون مهراجانات للرقص المعاصر في الوقت الذي تدك غزة بأعتى الأسلحة ، ثم يزعمون أن الرقص مقاومة ، وأنهم يهدون هذا المهرجان إلى المحاصرين في غزة .
ولكن برغم هذا التخاذل لا زالت الصفحات المشرقة تسطر بأيدي أبطال القسام ، في حقل الموت ، وفي نذير الانفجار ، فلله درهم ، ولا شلت يمين القساميين .
أهدي هذه القصيدة إلى منفذي عملية حقل الموت ، ومنفذي عملية نذير الانفجار ، وإلى قادة القسام وجنوده ، وإلى قيادات وجنود حركة حماس ، وإلى كل فلسطيني أبي ، وأقول لكل مقاوم حر شريف :
" لكَ اللهُ "
الموتُ حـقـلٌ بأيدينـَـا زرعنَــاهُ = والغيظُ جمـرٌ على الباغي صبَبْنَاهُ
جاءَ البغيضُ يَصِـيدُ الصِّيدَ في وطنِي = ويزرعُ الخبثَ في أرضِي ،فصِدْنَاهُ
لمْ يبصرِ الجمرَ تحتَ الأرضِ مشتعـلاً = حتَّى اطمأنتْ بذاك الحـقلِ رجلاهُ
لمْ يدرِ أنَّ حقـولَ العـزِّ قدْ زُرِعَـتْ = بكلِّ شـهمٍ تدكُّ الصخـرَ يُمْنَـاهُ
ظنَّ الصهـاينُ أنَّ الحـربَ نزهـتُهُمْ = وأنَّ قسَّـامَنَـا رِيعـتْ مَطَـايـَاهُ
وهَدَّهُ الجـوعُ وانهـارتْ عزائِـمُـه ُ = والجرحُ أرهقَـهُ والحَصْرُ أَضْنَـاهُ
لكنَّ هـامَـتَـهُ بالعِـزِّ شـامـخـةٌ = تلقاهُ كالنسـرِ مَنْشَـوراً جنـاحَـاهُ
لا يوهـنُ الجوعُ شيئـًا مِنْ عزيمتِـهِ = ولا الحصارُ ، فربُّ العرشِ مَـوْلاهُ
مازالَ يزأرُ مـثـلَ الليثِ فِـي ثقـةٍ = العـزُّ يتبعُهُ والخــوفُ يخشـَـاهُ
مَتَى تنـاهتْ إلى المحـتلِّ صيحـتُـهُ = ومسَّهُ مِنْ صَدَى الأبطالِ جَهْـجَـاهُ
ألقَى السلاحَ وَوَلَّى هـاربـًا فَزِعــًا = وَلَّـى ويشهـدُ بالخـذلانِ نَعْـلاهُ
إنَّا زرعْـنَـا حقولَ المـوتِ أفـئـدةً = أمـدَّهَـا بدمــاءِ العــزَّةِ اللـهُ
لا تستبـيحُ حمـاهَـا فتنةٌ عرضـتْ = ولا يلـذُّ لـهَـا مـالٌ ولا جَــاهُ
قلوبُ صـدْقٍ بذكـرِ اللهِ عـامـرة = العزُّ غـايـتُهـا ، والذلُّ تَـأْبَـاهُ
لا تطمئنُّ لغـيرِ السـيفِ مُنْصَلِتـًا = حتَّى يعـودَ إلى الإسـلامِ أقصـاهُ
لا تستريحُ إلى أطـلالِ مـؤتـمـرٍ = الذلُّ يَرْهَـقُـهُ والخـزيُ يَغْشَـاهُ
لا تسـتجيرُ بأصـنامٍ وإنْ نَطَقَـتْ = وَكَمْ لدينَـا مِنَ الأصـنـامِ أَشْـبَاهُ
الصامتونَ وَثِقْلُ الطـينِ يُخْرِسُـهُمْ = وكلُّهُمْ فِي خَـدَاعِ الشَّـعْبِ أَفْـوَاهُ
السـادرونَ ومـوجُ الذلِّ يُغْـرِقُهُمْ = أمَّـا الإبـاءُ فحاشـاهُمْ وَحَاشَـاهُ
الرَّاقِصُـونَ علَى آلامِنَـا طَـرَبـًا = المبغضـونَ لِمَا الرحمنُ يَرْضَـاهُ
مِمَّنْ تنوءُ جِبَـالُ الأرضِ لوْ حَمَلَتْ = يومَ القيامـةِ شيئـًا مِنْ خَطَايَـاهُ
مِمَّنْ يصفِّقُ للمحـتـلِِّ مُـبْتَهجـًا = ويلثمُ الخـدَّ مِنْـهُ حِـينَ يَلْـقَـاهُ
يا مَـنْ تعلَّـقَ بالأوهـامِ يَحْسـبهَا = دِينًا فزاغتْ عَنِ الإسـلامِ عَيْنَـاهُ
وسـارَ يلهثُ خلـفَ الآلِ يحـرقُهُ = حـرُّ الهجيرِ ،وربُّ الناسِ أَخْـزَاهُ
أَمَا أرتك يـدُ القسَّـامِ معـجـزةً = في " الحقلِ "صِيغتْ بإيمانٍ عَرَفْنَاهُ
أَمَا رأيتَ فلـولَ البـغْـيِ مُدْبِـرَةً = في"الكَرْمِ" لمَّا غَدَتْ صَرْعَى سَرَايَاهُ
بالأمسِ جئنَا "بحقلِ الموتِ"نسـحَقُهُ = حتَّى يُعَجَّـلَ للنـيـرانِ مَـثْـوَاهُ
واليومَ جئْنَا وَفِي أحشـائِنَا شُـعَـلٌ = فيهَـا " النذيرُ "الذي كنَّا وَعَدْنـَـاهُ
جئنَـا إليهِ بجمـرِ المـوتِ تحمـلُهُ = آسـادُ صدْقٍ ترومُ الموتَ ، تَهْوَاهُ
ما كانَ يَحسبُ أنْ يُرْمَـى بزوبعـةٍ = فيهَا الجحيمِ الذِّي قَدْ بَاتَ يَصْـلاهُ
سِـرْنَا إليهِ" بِجِـيبَّاتٍ " مُمَـوَّهَـةٍ = حتَّى نصبَّ حميمًا فِي حَـنَـايَـاهُ
فِي " كرمِ سالمَ " صيَّرْنَا الثَّرَى حِمَمًا = مِنْ فَـوْقَهَا حِمَـمٌ كَاليَمِّ تَغْشَــاهُ
وكمْ نصبنَا لهُ فِي أرضنَا شَـرَكـًا = وكـمْ زرَعْنَـا بأيدينَـا مَنَـايـَاهُ
وَكَمْ صفَعْنَا مِنَ الموسَـادِ أقفيــةً = وكمْ صنعنَـا دويـًا ليسَ ينسَــاهُ
للهِ درُّكَ يا قسَّـــامُ كمْ صنعــتْ = يداكَ مجـدًا سـناءُ الشـمسِ أدناهُ
اضـربْ فكفُّكَ مَنْ يسقِي الثَّرَى قِيَمًا = ويزرعُ الأرضَ فَخْـرًا قدْ جَنَيْنَـاه ُ
لم تشـهدِ الأرضُ من كفَّيْكَ زلـزلةً = إلاَّ وأشـرقَ في الأقصَـى مُحَيَّـاهُ
زَلْزِلْ عَدُوَّكَ لا تحفلْ بِمَنْ صَغُـرُوا = ليسَ الرشيدُ كَمَنْ قَدْ خَابَ مَسْعَـاهُ
ما كلُّ ذِي لحيـةٍ أوْ شـاربٍ رَجُـلٌ = فَفِـي الممـالِكِ فتيـانٌ وأَشْـبَـاهُ
يا بنْ الكـتائبِ لا يثنـيـكَ مَنْ قُبِرُوا = قـاومْ بِجُرْحِـكَ يَا خِلِّـي لَكَ اللـهُ ==========================================
مع تحياتي
أخوكم فارس عودة