|
قالوا وداعاً والوداع وداعةً |
ألقوا السـلام وعانقوا الأصحاب |
دانت قطوف الموت منهم ساعةً |
فرموا شتات النفس والألقاب |
نسـوا زمان العشـق ما كان الهوى |
وطناً وأرضاً تقبر الأحباب |
ســمعوا دبيب الموت فوق ترابه |
وببطنه عاش الشـهيد وغاب |
أيمسـكوا العـمــر بجبن دجاجة |
نحرت بظــهر الغيب فوق كتاب |
هل يرتضون مهانةً من غاصــبٍ |
ذبح النســاء مفجــراً وشـباب |
ثم البـراءة فى طـفولة رضــعٍ |
قتلوا بلا ذنبــٍ فكـيف كان عقـاب |
فلم التمســـك بالحياة وقـــد عنتــ |
كل الوجوه لخالق الأســـباب |
طلبوا الشـهادة بل سـعوا لعبابها |
ضموا ســـلاحاً بين طى ثياب |
وتســللوا صـوب الســياج وأحدثوا |
ثقباً ونقباً فالجدار ســراب |
وتفـرقوا بين الجمــوع وفجـروا |
فتطايرت أشــلاء بعض ذـئاب |
تلك الوســيلة قد أقضــت مضـجعاً |
لكلاب صـــهيون وأى كلاب |
لا لســت منتحراً ولكن مؤمناً |
بأن ما يمشـــى على التراب تراب |
ضـحيت مختـاراً بكل نفيســـةٍ |
وإلى الشـهادة شـاخص الأهـداب |
تســـموا إلى العـليــاء حيــاً ترزق |
ومع الحبيبـ وآله وصـــحاب |