لك أن تقول بأنّ قلبي النارُ
وبأنّني في جوفها إعصارُ
وبأنَّني عبث جنونيّ الهوى
تمتدّ فـي آفاقه الأخطارُ
وبأنَّ لي الفوضى، ولي هذا المدى
ويدًا تُراقص طيشها الأوتارُ
وعباءة الحلاج ألبسها، وصو
تُ الرعد صوتي والرؤى أمطارُ
أسقي الخلائق بالتناقض جهرةً
فتسيل نهرا من دمي الأسرارُ
جرحي ينابيع تجود بمائها
فبأيِّ مجدٍ تفخر الأنهارُ
وأنا الذي فوق الصليب معلّق
وتخافني الألواح والمسمارُ
والناس ترشقني، وتبكي في أيا
ديهم عليَّ الطين والأحجارُ
والأرض والأفلاكُ تبكي والردى
والجنّ والحيوانُ والأطيارُ
والحرف والأقلامُ والورق الذي
ذاق الحقيقة من يدي، والدارُ
سفكوا دمي فسفكتُ فيهم رحمتي
كي لا تثور عليهم الأوزارُ
فعلوا الذي فعلوا ولمْ أكُ حاقدا
أبدا عليهم، ليتهم ما جاروا
هذي البداية بعد صلبي، إنني الــ
شجر الذي زرعوه والأزهارُ
والبئر والشطآنُ والمدنُ التي
سكنوا ودمعُ الغيم والأمصارُ
لستُ المخلّد غير أنّ محبتي
للعالمين تسير أنّى ساروا
ها عدتُ في كفي رياح صبابة
للعاشقين وخمرة وستارُ