بسم الله الرحمن الرحيم


هالةُ النورِ من جُفونِ الإباءِ تحتَ جُنحِ الدُجى نَثيثُ الشِفاءِ
فارقبوا الفَجْرَ إن تهادى أبياً واشْتَفى الدهرُ من لُحُونِ الضِياءِ
وذوى اليأسُ إذْ تَراءى حزيناً ماردُ الليلِ وانطوى في التناءي
وهمى الفجرُ بالسَناءِ فأضحى مُمْحِلُ الدَجْنِ عابقاً بالرواءِ
خاتلَ الليلَ فاستحالَ صباحاً جرَّ فيه المُنى رداءَ الصفاءِ
وشيهُ المجدُ لو تبدَّى لأضحى مِنهُ نزفُ الحشا عَصِيَ الدماءِ
وخطا الكونُ نَرْجَسياً وأمسى منكبُ الدَهرِ زاهياً بالرداءِ
نفحةُ الحُلمِ!والعَوَادي سِرَاعاً سطوةُ الذُّلِ واختيالُ الشقاءِ
راعني الصَحْوُ فاسْتَفاقتْ رواعٍ بيضتْ بالأسى سوادَ الرخاءِ
أبصرُ القومَ والزمانَ عبوساً شاحِبَ الوَجهِ أشعثاً كالفناءِ
أسألُ الكونَ عن صُروحٍ تعالتْ تستطيلُ السُها بثغرِ السماءِ
أينها اليوم هل تُراها تهاوتْ في وهادِ الهوى وخسفِ الغثاءِ
فإذا الرجعُ بالجوابِ شجياً أدمنَ القومُ مسكناً في العراءِ
صافحوا الأرضَ كالغُثاءِ وعَادَوا ناصِحَ القولِ واكتسوا بالجفاءِ
وجرى القومُ للثناءِ تِباعاً وعوى الذئبُ واحتفوا بالعواءِ
علقمياً ثوى بحضنِ الأعادي ريهُ الغدرُ يحتسي بالدهاءِ
يكتسي الطهرَ في الأنامِ ولكنْ علقمُ الموتِ تحتَ نسجِ الكساءِ
أُرْسِلُ الطرفَ في السماءِ حزيناً شاردَ الفكرِ حالماً بالنقاءِ
فإذا الأمس في السماء ندياً باسمَ الثغرِ سائقاً للضياءِ
عابقاًُ يرقبُ الأنامَ سخياً إيهِ كفَ النَّدى أجَدِّي عزائي
نزفهُ الحبُ لو أدرتم جبيناً نحوهُ اليومَ لاحتفى باللقاءِ
عابقَ النورِ أينَ عزفُ الأماني وعبيرُ الهدى وجرسُ الصفاءِ
انثرِ الشهدَ في الروابي وزدني يا أخا المجدِ من جميلِ الغناءِ
شنفِ القلبَ بالحداءِ فإني ظامئُ القلبِ ارتوي بالحداءِ
بحَّ صوتُ الهُدى ينادي شجياً في دُجى الذُّلِ مركبَ الأتقياءِ
أيها الركبُ!هل رأيتمُ جفوناً شَفَّها الدَّمعُ لهفةً للسناءِ
أيها الركبُ!إن مررتم سِراعاً تُربةَ المَجدِ فادفنوا كبريائي
موطني المجدُ ليسَ يغني سواهُ فاحملوا القلبَ لو ثوى في العراءِ
أمَّةَ الحقِّ كمْ بكينا زماناً لُحْمَةَ الحقِّ وائتلافَ الإخاءِ
أمَةٌ نحنُ , لو طرقنا فُرَادَى سُدَّةَ المَجدِ لاشتكينا التنائي
يزجرُ الدهرُ من تبدَّى وحيداً نائيَ القلبِ قدْ ذوى بالجفاءِ
أمتى* ! رعشةُ الإباءِ بقلبي ونسيمُ الهُدى حفيفُ البقاءِ
أحملُ السَّعدَ للأنامِ وقلبي صادقُ النُصحٍ مترعاُ بالوفاءِ
أرفعُ الخطوَ في الأماني طروباً أحملُ الحبَّ في كفوفِ النقاءِ
رِفعةُ الحقِّ في فؤادي وديني لذَّةُ العيشِ , نِعْمَ عيشُ النقاءِ
يا رؤى المكرِ ليستُ أهوى نديماً خاويَ الروحِ إن بدا كالغثاءِ
نفحةُ الطهرِ يا لظى اليأس فينا فسحةُ البحر*! تاهَ كلُّ الشقاءِ
مسلمٌ أعشقُ الإباء وروحي في ذُرى المجدِ ومضةُ الكبرياءِ
فاحملي مهجتي ودمعي شموعاً وامسحي أمتي وجومَ العناءِ
وارّْسُمي الخطوَ في الإباءِ فإنا نقتفي الخطوَ في دروب الإباءِ
لو بدا النصرُ في جبين المنايا أو بدا النصرُ في مهاوي البلاءِ
أو حِمى الموتِ والقنا دامياتٍ ورحى الموتِ رجعها بالفناءِ
نطلبُ النصرَ إن قتلنا فإنا شامةُ الخُلدِ في جبين البقاءِ