| 
 | 
أجِدِّي دموعَ العينِ فالخطبُ أوغلا  | 
 وداري لهيبَ القلبِ بالدمعِ مَنْهلا | 
وواري سوادَ العينِ بالدمعِ حُرْقَةً  | 
 كما وارتِ الأنهارُ في القاعِ أسْمُلا | 
أطاحَ بنو صهيونَ بالغدرِ كوكباً  | 
 تناءى عن التخليدِ في الذل واعتلا | 
أطاحوا من الأفلاكِ خِدنُ نجومها  | 
 فأسبلتِ الحوزاءِ ما كانَ أثقلا | 
أَشَمُ مع الإيمانِ كالطودِ منحنٍ  | 
 بهِ الظهرُ لكنَّ الصمودَ بهِ علا | 
لنا بمصابِ المجدِ رزءٌ وحرقةٌ  | 
 لواعجُ لو سارتْ على القفرِ لامتلا | 
نبا بعظيمِ الهولِ ما كانَ شاغِلٌ  | 
 أصابَ بكَ الأوغادُ في القلبِ مقتلا | 
أياسينُ كم غارتْ من الحزنِ مقلةٌ  | 
 عليكَ وكم قلب من الضيمِ ما سلا | 
ستبكيكَ عينٌ ما استقامَ لجفنها  | 
 تلابيبُ جُهدٍ و استجابَ وأقبلا | 
ستبكي جيوشُ العزِّ بالنصرِ قائداً  | 
 ويبكي ترابُ القدسِ في الدَجْنِ مشعلا | 
ستبكيكَ ساحاتٌ من المجدِ أقفرتْ  | 
 ويبكيكَ سيفٌ ما تردى من البِلى | 
لصرحِ عظيمِ الدينِ قد كنتَ رافعاً  | 
 وفي الهدمِ للتخذيلِ قدْ كنتَ معولا | 
أشارونُ كم بانتْ عن الطفلِ بسمةٌ  | 
 وكم باتَ مأسوراً على الظلمِ مبتلى | 
حنانيكَ لا تحفلْ بما باتَ واقعا  | 
 (ستبدي لكَ الأيامُ ما كنتَ جاهلا) | 
تَوَعَّدَك الأبطالُ بالثأرِ نقمةً  | 
 ستجني يدُ المأفونِ ما كانَ أشعلا | 
فما عادتْ الأمجادُ تروى وإنما  | 
 أفاعيلُ مكلومِ من القدس زلزلا | 
إذا قامَ بالأحجار طفلٌ فإنما  | 
 أبابيلُ قدْ هاجتْ على الكفرِ في العُلا | 
يلفُ حزامَ العزِّ في الصدرِ كلما  | 
 تراءى لهُ الأوغادُ بالعزمِ أوغلا | 
يتمتمُ آياتٍ من النصر شامخاً  | 
 ألا أيها الأوغادُ ما خابَ من تلا | 
فيدمي جبينَ الكفرِ بالنسفِ كلما  | 
 أفاقوا على الإشراقِ فالليلُ أسدلا | 
أماتَ ! بلى والله ما ماتَ راحلٌ  | 
 منازلهُ العلياء قدْ طابَ منزلا | 
تُغَمِدُهُ الحوراءُ بالنحر كلما  | 
 أبانتْ لهُ المخبوءُ بالشوقِ أقبلا | 
لعمركَ ما ندتْ من الجسمِ قطرةٌ  | 
 من الدمِ إلا فالذنوبُ لها البِلى | 
أحامي حمى الإسلامِ في القدس لا تخف  | 
 فثأركَ في الأحشاءِ قد باتَ صائلا | 
حماسكُ قد باتوا على الكفرِ علقماً  | 
 وصرحكَ يا ياسينُ ما زالَ ماثلا | 
ستكتبكَ الأيامُ في المجدِ شامةً  | 
 ويُبْلِغُكَ الرحمنُ ما كنتَ سائلا |