دم الكبر.......(الى جنوب لبنان وغزّه)
فصول الوقت تبحثُ عن أعاجيب البشرْ
لتنثرفي حقول الشمسِ حبات القمرْ
فماءُ الكيفِ أحرقَ كلّ ايات المنى
وسال النطقُ نزفاً كلُّ أحرفهِ القهرْ
بدى اللبلابُ مصلوباً بغربتهِ...كما
شموعَ الامسِ تطفأُ عند َ اصلاب القدرْ
وتأوي خلف بابِ البوحِ دمعتهُ التي
هي الماضين في حرفٍ تخضّبَ بالعبرْ
أماني ايّها الشفقُ البعيدُ موثّقٌ
بعينيهِ الوداعُ حمامةً تتنو الخبرْ
فقد ناحت وودّت ان يكون بقربها
بعيد الدارِ في وادٍ تسمّر في الشجرْ
ليدنو حين يعصرها الغموضُ تضمّهُ
وإن قربَ الختامُ يزفّها امّ البشرْ
أعيدي ضوء سربٍ قد أطاحَ بهِ النوى
بأفقِ الماءِ غائبهُ يؤرّقُ من حضرْ
أعيدي رسمكِ المسروق من زيف الهوى
وثوري غيضَ بركانٍ يقيّدُ بالحجرْ
وإن رجعت اماني الفجر تعثرُ في المسى
فاسقي الريحَ من شمسِ الحقيقةِ ما ظَهرْ
مواويلُ المسافةِ في المسافةِ ضيّعت
وذابَ اللحنُ حتى في محاجرها انصهرْ
تعالي صافحي الواحاتَ برء عيونها
كشلال الخطيئةِ ينتزع كره البشرْ
أريني آهكِ الانسانُ كيفَ تجرّحت
بها الاسماءُ تشربُ من مواقدها المطرْ
أريني كفّكِ المحروم ُ ترسمُ خطّهُ
قصائدكِ النجومُ بأحرفٍ مثل السَحرْ
أريني دمعةَ النخلِ المخيّم ِ في الربى
وأطفال المجرةِ في فرائصها السهرْ
أريني النائمونَ على شوارعِ بؤسهم
وصيحاتُ الحقيقةِ حينَ ينزفها البشرْ

أريني جسمَ من صلبوا على يده الذرى
ودمعتهُ المودةَ كيف اطّرها الطَطَرْ
دعيني مثلَ لبنانٍ وغزّةَ استقي
من الاخرى وأعلنُ دنيتي دمَ الكِبرْ
دعيني غربتي طفٌّ تَوضأ بالسرى
بقاءً من عيون ِ الموت ِ يقتطعُ الاثرْ
وصلّى في الوجودِ كما الخلودُ به سمى
فعيشُ الموتِ موتاً ان توازنَ بالفكرْ
دعيني انثرُ الفجرَ القديمَ بتربتي
فهذا الليلُ يخشى من بنيهِ ومن بَصرْ

أحمد مانع الركابي