ترنيمة الفقرا
مشت على ضفــّة ِ النسيانِ وحيَ قرى
أنغامها شا بهت ترنيمةَ الفقرا
مرّت على فرحٍ للغيمِ ساجدة ً
فأسقط الغيمُ من اجفانهِ المطرا
والرعدُ حينَ أذاع َ الصبرُ شيمتها
صالَ التياعاً الى اعتابها ليرى
قربانها الشمس تأوي نزف َ مقلتهِ
ايدي النجومِ لتبقي نزفهُ قمرا
نمضي لنا بحياةِ الموتِ الفَ رؤىً
والقولُ قبلةَ نايٍ تطرِبُ الكدرا
فأحمدٌ مدَّ عند الضيمِ راحتهُ
كي يخطفَ الضوءَ لا كي يخطِفَ العمرا
وأحمدٌ سارَ نحو الافقِ طالعهُ
كي يعرِفَ الافق لا كي يعرِفَ البشرا
أميّ محبّةُ غيثٍ كلّما ظَمِئت
عينُ السهادِ أذابت في السهادِ كرى


أمّا أبي فدموعُ النخلِ تعرفهُ
والعشقُ يحفظُ في اقوالهِ العبرا
رحلَ إصطباراً الى أحضانِ قصّتهِ
فأستوطنَ الحرفُ في شطآنها دررا
أرضُ النخيلِ بلادٌ كلّما كبرت
ضاقَ الفضاءُ ومرّت سحبهُ كدرا
وكلّما غرّدَ الآمالَ طيرُ منى
نَعْبُ الغراب ِ أصاب الحلمَ فأنفجرا
حتى كأنّ عيون الطفّ تذرفنا
دمعَ الزمانِ إذا ما وجدهُ إنكسرا
عودي لآلئ إيمان ٍ لغربتكِ
فالثأئرون تمنّوا الموتَ فأعتذرا
والفجرُ شاخت من الترحالِ غرّتهُ
وذوّبَ الليلُ في اجفانهِ البصرا
من أي ّ عمقٍ فَكلُّ الارضِ شاحبةً
أسقيكَ إذ فيّ نهرُ العذرِ استعرا
حقلُ النجومِ يتيم ٌ في مدى مدني
والغافياتُ ظلالٌ ضوءها حُجِرا
هذا العراقُ أسيرٌ في ربى قلقي
والخوفُ يوقدُ من إحساسي السهرا
من أي ّ بوحٍ أصوغ ُ العمرَ اغنيةً ؟


والحرفُ خاصمَ من أوجاعهِ الوترا
قد انكرت ضفّةُ الاقمارِ طلعتهُ
لمّا رأتهُ هلالاً ضوءهُ إعتكرا
أوّاهُ ..خطو طريق البعدِ ذكّرني
بالجبِّ حينَ وحيداً ظلّي انهدرا
سا ئلتُ عند دخان الماء رمّتهُ
عن بحرِ حزن ٍ بعين ٍ للحنانِ جرى
هل هدّ مدُّ سنين العمرِ قامتهُ
والجزرُ حمّلَ من شطآنه النظرا
قد خيّمت لوعةُ الأحزانِ في صوري
وسارَ فيّ فراغَ الروحِ كلَّ ورى
وقفتُ في شرفةِ المرآة منكسراً
فجمّعتني شظاياً أبكتِ القدرا
وظلّيَ المطعونُ أدمى وجهَ بسمتها
فأعجَبَ العجبُ من كتمانهِ الحجرا
باقينَ يسرقُ من أفراحنا وطنٌ
والحزنُ يعرجُ من أفكارنا صورا
باقينَ نزفَ سماءٍ كلّما ومضت
بالخلدِ نولدُ من إشعاعها شعرا

أحمد مانع الركابي