السيف
أشرف من عيون البندقية

إلى سورية
في جرحها الأعظم
وأديبها الكبير الأستاذ / عدنان فرزات


"السيف أشرف من عيون البندقية" أبدا فلا يُخطي بقتل صبيةْ
السيف حين يجوع يأكل أنفسا لا أن يبيد حضارة بشريةْ
السيف أنبل قاتل ولئن بدت في مشفريه ملامح الهمجيةْ
والبندقية رغم أن عيونها نجلاء إلا أنها معميةْ
إن لم تمج قتيلها قتلت لها من كائنات الله أي ضحيةْ
البندقية لا تليق سوى بمن للخوف فيه فوارس مخفية
فمها الطويل على السكينة حاقد وبقلبها غل يزيد دويّهْ
البندقية فوضوي رأسها ولئن بدت في شكلها آلية
إنا ظلمنا الجاهلين فصححي إن الجهالة أعصر ذهبية
ما قيمة الشكل الجميل لطالما في جوفه للقبح ألف هوِية
فلتجمعي الأحلام ولنرحل إلى عصر به روح الحياة طرية
إنا بأزمنة يقال حديثة لكنها بمشاعر حجرية
عصر أحبك فيه لا تغتالنا من دون أي موجهات نيةْ
عصر قديم أي عصر راحل قبل اختراع القصف والشبحيةْ
قبل القنابل والبراميل التي فيها عناقيد الدمار غنيةْ
قبل الصواريخ التي في رأسها إبليس يرقص بكرة وعشيةْ
هل يعرف الصاروخ وجه مقاتل من وجه بيت ما عليه الديةْ
فالغدر حتى الغدر في زمن مضى فيه من الإنسان بعض بقيةْ
والقاتلون هناك أكثر رأفة وأخف من أيامنا دمويةْ
فلرب مات من المدامع قاتل من حزن ما اقترفت يداه خطيةْ
حتى التتار الراقصون على دم عنا أقل مراحلا وحشيةْ
كوخ سيكفي أن أحبك دونما قلق فلا أخشى عليك شظيةْ
يا شام بي من هم مصر كواكب فلم رميْت بشمس جرحك فيهْ
عيناك مرضعة الزمان فما له عق البعيد عيونك النّبويةْ
عامان مرا في الخراب وثالث مستعجل بمدافع روسية
الموت يبدو عادة مألوفة من قال كان مصيبة وبليةْ
حتى البيوت تموت موتا أحمقا وتخر فوق جراحها مطويةْ
يا شام جرحك ليس جرحا واحدا جرح بكل جراحنا العربيةْ
ما زال تسفك للحسين دماؤنا وإلى يزيد نساق كالأضحيةْ
كفان يقتتلان في جسد معا ويريد كل منهما الشرعيةْ
ضرب العدو يسارنا بيميننا ولطالما كانت هناك قضيةْ
فالروم روم لم تزل لكنها من خبثها لبست لنا تركيةْ
والفرس فرس غير أن مجوسها لبسوا عليهم عمة شيعيةْ
هي حرب قيصر ضد كسرى إنما عيناكِ بين القاتلينِ ضحيةْ
أين العروبة لا تقل مقهورة بل قل – بربك – إنها مخصية

*
*
*
*