أخذت تتقلب على فراشها في محاولة لاقتناص لحظات من خدر تريح بها عقلها المنهك
ولكنها كانت وكأنها تتقلب على جمرٍ فتشتعل نفسها شجنا وكمدا
اتكأت .. حاولت أن تلملم شتات نفسها ـ شعرت بقشعريرةٍ تسري في بدنها، أحرقت الدموع وجنتيها وقد تدفقت غزيرة حارة
همست.. أرجوك لا تغادر أحلامي .. لا ترحل
تنهض متثاقلة ـ تزحف نحو النافذة، تفتحها .. تتنفس الصعداء, ثم تسرح ببصرها في الفراغ
فكأنما الليل يتواطأ بقمره ونجومه وجيش من المشاعر يزحف نحو قلبها فتشتد خفقاته, وتتزايد بشدة وقد ارتسمت لها
صورته .. تحدثها .. لم أكن أبحث عنك ـ كنت قد أوصدت قلبي بمزاليج حديدية، وأخفيته داخل زنزانة
مصفحة خوفا عليه.. ولكنك ظهرت فجأة ـ ومن قلب الظلام الحالك لمعت كشهاب يتلألأ ، يرسم دائرة
من نور داخل وجداني،وتتغلغل في أعماقي ـ تشدني إليك عينان مغرية الدفء هدَّمت كل حصوني
وتتسرب رغما عني إلى أحلامي.
أحببتك بكل ما فيك ـ حتى شعيراتك البيضاء سطعت في أعماقي كأبهى فجر.. واحتويتني فاستجبت
وكان الرباط .. لنعيش معًا أحلى لحظات العمر، ولنلج إلى عوالم أخرى ساحرة تدغدغ لها حواسنا
وتنسحب إليها أرواحنا.
تقلص وجهها ، ومزقت صدرها آهة حارقة وهتفت.. أرجوك لا ترحل وتتركني وحيدة.
قامت فتوضأت وصلت كما لم تصل من قبل ، وسجدت لتهتف من أعماقها:
اللهم لا ملجأ منك إلا إليك
إنك على كل شيء قدير
اللهم اشفه، اللهم اشفه، اللهم اشفه
اللهم آمين.