ساهرُ الليْلِ ساعة في اصطبار
ساعة من رؤى الهوى في احتضار
ساعة للنجوم يحكي حزينا
ساعة للدُّجى كما للنهار
بمزامير ِعابِدٍ في سؤالٍ
وابتهالات عازفِ الأشعار
شعَّ فيضٌ من الحكاية سِرّا
في وصالٍ وجملةٍ من حوار
بين رمشٍ وكائنات تداري
وقصيد يعيش للسمَّار
قد سلاه الرواة قاب أصيل
هاربٍ في الأسى وجمر النار
ساهر الليل يارفيقَ دموعي
وشجوني ويا خليلي وجاري
كلُّنا لحظة على خدِّ رمْلٍ
كلمات على عيون تداري
لغة الهمس نخلة ومعاني
عذبة تنحني جنًى بثمار
قطف العابرون في صبوات
سرَّها وانتشوا بخَمْر القرار
ومضوا في مدامةٍ وفراتٍ
من عناق الدِّناَن والأسرار
تركونا لساعة من فتون
غير ذي لهفة لهم ْ وفرار
تركونا ننادم الوقت صرعى
وسراة برجفة وأوار
ساهر الليل ياخليلي تعبنا
فدموعي اسَّاقطَتْ في هَمَار
وغفا القلب في هواك إلهي
تائبا يستغيث باستغفار
راجيا توبة ًإلى نبع ربّي
قد هدانا لِجنَّةٍ بانتظار
وصلاتي على الرسول حبيبي
وشفيعي بيوم لقيا الباري