أشرقت
فتَحتْ طفولتَها على عينٍ تواريها براويزُ الأشعة في جنوب اليتم .. ،
ذات محبة راحت تراود نفسها عن نفسها ..، تنسابُ في المرآة ، تبدو سِدْرةً حينًا ، وحينا تشتهي جسد التَّمنِّي عاريًا .. ، دقّتْ محطات الأنوثة في السياسة ..، أشرقت.
...
تحريض» بقلم د. سمير العمري » آخر مشاركة: أحمد الجمل »»»»» ستنجلي» بقلم احمد المعطي » آخر مشاركة: أحمد الجمل »»»»» حكم وأمثال وخواطر.» بقلم إبراهيم أمين مؤمن » آخر مشاركة: إبراهيم أمين مؤمن »»»»» معابر الثقافة» بقلم رياض شلال المحمدي » آخر مشاركة: أحمد الجمل »»»»» وطني المحتل» بقلم د. سمير العمري » آخر مشاركة: أحمد الجمل »»»»» صلة الوصل» بقلم عدنان عبد النبي البلداوي » آخر مشاركة: عدنان عبد النبي البلداوي »»»»» سلام المحبة والنور ..سلام المحبة والنور ..» بقلم محمد الحضوري » آخر مشاركة: محمد الحضوري »»»»» في حضرة الصمت» بقلم آمال المصري » آخر مشاركة: آمال المصري »»»»» رماد الحب» بقلم المصطفى البوخاري » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قبل انكسارِ الظِّلّ ..» بقلم مصطفى الغلبان » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»»
أشرقت
فتَحتْ طفولتَها على عينٍ تواريها براويزُ الأشعة في جنوب اليتم .. ،
ذات محبة راحت تراود نفسها عن نفسها ..، تنسابُ في المرآة ، تبدو سِدْرةً حينًا ، وحينا تشتهي جسد التَّمنِّي عاريًا .. ، دقّتْ محطات الأنوثة في السياسة ..، أشرقت.
...
عرفْتُ طعْمَ الندى بالصومِ مُرْتَجَلاً .... و النورُ منطقةٌ أرنو إلى فيها
تلح القصة الشاعرة على المتلقي بضرورة إعمال الفكر تفكيكا لصورها وتحليلا لرموزها بغية الوصول لفكر النص وغاياته، وقد أشرق معي الفهم هنا منذ العتبة الأولى للنص في العنوان " أشرقت" والذي يشع معلنا إتجاه الحرف نحو النور في بهاء تستقبله الكلمة الأولى في الصورة الأولى " فتحت" لتتوالى الدوال الإشراقية في نفس الاتجاه ..
فتحت طفولتها بدلالات البدأ وأول العمر وبوابة الحياة والبراءة والنقاء .. عين بما في العين من معني الرؤية والنور والإدراك ..
براويز الأشعة .. وبراويز الأشعة تواري العين وما انفتح عليها، وأظنها انعطافة كانت ضرورية بتأطير الأشعة والمواراة قبل وصولنا ذلك المرفأ الحزين "جنوب اليتم" والجنوب الجغرافي -فيما هو مجمع عليه تقريبا- عالم متأخر، فالجنوب أفقر، والجنوب أضعف، والجنوب أكثر تعصبا ورجعية وأقل حظا، واليتم حرمان وضعف وقلة حظ وفرص .. فقد كان جنوب اليتم بقتامته هو البيئة التي ولدت فيها هذه المشرقة.. وننتظر مزيد إضاءة لنقرأ دالة هذا العنوان "جنوب اليتم".
ثم وبالتركيبة الظرفية العجيبة "ذات محبة" يعرج بنا القاص نحو عرض جميل للحوار الداخلي الذي عاشته البطلة الرمز، مقدِّما لإيجابية ما وراءه بالمفردة الجلية المعنى "محبة" وهذه المحبة كانت إطار ما حاكت به نفسها وما أرادت وتصورت، حتى في "انسيابها" في "المرآة" التي تعكس الذات المنطبعة على صفحتها صورة عابرة لا ثبات لها يمتد طرفة ولا أقل عن عبور المار بها..
وفي المرآه كانت تبدو لعين ذاتها أحيانا بروعة السدرة الطيبة الورق والثمارالكريمة المعطاء، وتضيق أحيانا بحمولتها من الخير تلك فتودّ لو تعرى من ورقها وثمرها لتنتصب في وجه المطامع مخيبة ظن شباكها
وتتفتح الأستار عن معان جديدة أمام هذا الإنفراج في فهم الدوال، فثمة سدرة معطاء عافت حملها حين رأت صورتها التي عبرت المرآة تكشف لها حقيقة أو حقائق غابت عنها، فهل رأت نصال الطامعين المتربصة بها، أم رأت انحرافها عن مسار شراقها أم ...
وفي إضاءة أخيرة قبل اختتام النص نقرأ دقت محطات الأنوثة في السياسة، لنرى مسارات التأويل الألصق بغايات الحرف، ونعود لرموز غير مقروءة تقدمت فنقرأ ثورة أشرقت في بيئة من القمع والظلم، وقبل أن يتفتح بها نهار الخير غافلت مسيرتها مطامع المتصيدين الحصاد فيما زرع غيرهم، فتأرجحت بين أن تتحقق أو تُجهض، لتنطلق من جديد معلنة نور ذاتها بـ أشرقت.
وفي اختيار القاص اختتام نصه بالفردة عينها التي كانت عتبة الدخول يظهر كم الأمل والثقة بالغد التي حرص على إسكانها القصة سواء باختيار المفردات أو مسار التدوير القصي في خلفية اللوحة المرسومة.
كثافة الرموز وعمقها استدعى قراءات عدة لنص قبل ما أزعم من نجاحي بفكها واستجلاء دلالاتها، وفيها قرأت نموذجا لافتا للقصة الشاعرة بانسياب الإيقاع الصوتي وجمال اختيار المفردات وتوظيفها والتدوير الشعري والتدوير القصي والتكثيف السردي وال مزية العالية ..
وكانت متعة ذهنية كبيرة عشتها بالانفراجات المتوالية على الصورة النهائية
دمت بخير أديبنا
تحاياي
رؤية و نحليل وقراءة اكثر من رائعة
لا تعليق بعد هذا التدفق البليغ
قصة رائعة ورؤية محلقة
أدب على أدب
دمتم بكل الخير
كل التقدير
بهية جميلة بكل من تدويرها الشعري والقصصي وثراء رمزيتها
وجاء تحليل وتفكيك شيفراتها بقلم القديرة د. ربيحة الرفاعي ليكشف النقاب عما تحمله الفكرة
شكرا لك شاعرنا الكبير د. محمد الشحات محمد ومبارك لك نجاح المؤتمر
تحاياي
حيذرتني القصة في البداية
وأشعدني أن وجدت تعليق أستاذتي ربيحة الرفاعي في الردود فقد ساعدني على فهمها
وما زلت أحاول أن أكتبالقصة الشاعرة، لكني أجد النص في كل مرة قصة شعرية فأعرف أني لم أنجح
شكرا لك أخي
بوركت
أشرقت
فتَحتْ طفولتَها على عينٍ تواريها براويزُ الأشعة في جنوب اليتم .. ،
ذات محبة راحت تراود نفسها عن نفسها ..، تنسابُ في المرآة ، تبدو سِدْرةً حينًا ، وحينا تشتهي جسد التَّمنِّي عاريًا .. ، دقّتْ محطات الأنوثة في السياسة ..، أشرقت
من عتبة النّص أي العنوان يشرق نور يشير إلى معان سامية توحي بالعلوّ والفوز في النّهاية... فالنّور رمز قدسيّ إلهيّ ( الله نور السموات والأرض) (نور على
نور) .. فالقارئ أمام عنوان يلمّح بنهاية مضيئة.
تبدأ القصّة بالفعل الماضي فتحت... الفعل فتح نتيجته عمليّة كشف.. والكشف هذا من الطّفولة، أي منذ البداية لأنّ الطّفولة هي المرحلة العمريّة الأولى، وأوّل ما كشفت عينها أنّها تختفي خلف براويز الأشعّة في بيئة حرمان ويتم ..
الفعل تواري دلالته سلبيّة : { فَبَعَثَ اللهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْأَةَ أَخِيهِ }.حيث ارتبط بإخفاء جريمة قتل..
البرواز هو تقييد وحصر لما في داخله، لكنّ هذه البراويز من أشعّة، والأشعّة ثنائيّة الدّلالة: الإشعاع الإيجابيّ المضيء، والإشعاع السلبيّ الحارق، والمرجّح هنا النّوع الثّاني، فهي محصورة داخل إطار من السّلبيّة تعاني آفات اليتم أي القهر والعوز، وليس أيّ يتم إنّه يتم الجنوب، والجنوب رمز التّعصّب سياسيّا، والفقر اقتصاديا...
أجد هنا مقدّمة رائعة تصف الحالة السّياسيّة لمعظم الدّول العربيّة غير المتكاتفة، المتناحرة، وكأنّ كل دولة يتيمة تعاني الوحدة والظلم. إذا أردنا تفكيك الرّموز سياسيّا.
بعد ذلك يتمفصل الحدث وتبدأ مرحلة الرؤية الذّاتيّة التي حصلت ذات محبّة! المحبة للذات وللآخر لأنّ للمحبّة لا بدّ من طرفين، وإن كانت محبّة الذّات، والذّات واحدة(عربيّة).. فراحت ( تراود نفسها عن نفسها) . الفعل راود على وزن فاعل، وهو فعل فيه مشاركة، والمراودة كان الشّريك فيها النّفس إيّاها. الفعل يذكّر بقصّة النبيّ يوسف الذي يرمز للطّرف المظلوم، وقد جاء في القرآن الكريم بمعنيين مختلفين:
راوده: راجعه وناقشه : { قَالُوا سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ وَإِنَّا لَفَاعِلُونَ }
راودته: أغرته بفعل الفاحشة عن طريق الاحتيال : { وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ } .
والاستعمال بمعنى الحوار والمناقشة ، فكان أمام المرآة، والمرآة هي الحقيقة وتعكس الصّدق، صدق الشعور والسّلوك، هي الذّات، وظهرت لها الحقيقة بصورتين:
(بدت سدرة حينا)، والسّدرة دلالتها مقدّسة وهي شجرة من أشجار الجنّة، فشجرة السّدر لها منزلة كبيرة في الإسلام حيث ورد ذكرها في القرآن الكريم أربع مرات كما كرّمها الله عز وجل بأن جعل سدرة المنتهى في أعلى مراتب الجنة عند عرش الرحمن، وهي رمز الخلود في التّراث اليونانيّ، وتمتاز بفوائدها الكثيرة وكثرة ثمارها.
أمّا الصّورة الثّانية فهي النّقيض (وحينا تشتهي جسد التَّمنِّي عاريًا) . العري يدلّ على الهبوط من مستوى إلى آخر، وهو انكشاف الحقيقة أيضا، والحقيقة المشتهاة اللا شيء!
صورتان متناقضتان تراهما عند الوقوف أمام الذّات: القدسيّة والخيرات الكثيرة، والتجرّد والعدميّة !
هذا يعكس حالة من الصّراع وعدم الاستقرار لتحديد الحالة القائمة، وتأتي بعد هذا الصّراع مرحلة تحوّل فاصلة (، دقّتْ محطات الأنوثة في السياسة) .الاتّجاه أصبح نحو السّياسة، محطّات الأنوثة إشارة إلى الثّورة، والثّورة كلمة مؤنّثة، وكانت أكثر من واحدة... والنّتيجة المتوقّعة: الإشراق!
والإشراق نور، والنّور مقدّس، ودلالته النّصر: { وَأَشْرَقَتْ الْأَرْض بِنُورِ رَبّهَا }
هو إشراق بعد ليل طويل من المعاناة، ونهاية تفاؤليّة لإنهاء حالة اليتم والبؤس والصّراع، وأمل بأن تحظى الدّول بالنّور المطلوب.
ظهر التّناصّ الدّينيّ جليّا في هذه القصّة بإيحاءات من الألفاظ: وأشرقت، تواريها، تراود وسِدْرة، وكان من مدعّمات النّص لتؤكّد إسلاميّة الدّول، ومتانة السّرد.
القصة الشاعرة "أشرقت" قامت على تفعيلة بحر "الكامل" (متفاعلن)' لما في هذه التفعيلة من كمال واحتواء للحزن والفرح في آن ' وتوكيدا على أصالة الفكرة وعروبية الحدث في الوقت الراهن...
- لفظة "أشرقت" هي العنوان، وهي الخاتمة.. جاءت اسما في العنوان ، بينما كانت فعلا في الخاتمة..
قصّة ملفتة أديبنا
تقديري وتحيّتي