هل تقبلين؟

عَاشِقٌ رُوحَ مَحْبُوبَتِي وَاسْمُهَا فِي فَمِي كُلَّ حِينْ زَانَهَا رَبُّنَا فَسَمَتْ بِجَمَالٍ وَطَبْعٍ رَزِينْ أَدْخَلَتْنِي هَوَى بَحْرِهَا وَأَنَا مَرْكَبِي لَا يُعِينْ فَغَدَتْ هِيَ بَوْصَلَتِي بِهُدَى قَلْبِهَا أَسْتَعِينْ خِلْتُ مَرْفَأَ عِشْقِي دَنَا فَإِذَا بِي مِنَ الْحَالِمِينْ فَحِمَى الْحُبِّ وَعْرٌ وَقَدْ كُنْتُ قَبْلُ بِهِ أَسْتَهِينْ قَدْ رَجَوْتُكِ يَا قَمَرِي بَشَّرِي مُغْرَمًا بِالْيَقِينْ بِلِقَاءٍ تَمَنَّيْتُهُ بَيْنَنَا مُفْرِحًا لِلْحَنِينْ مُنْيَتِي، أَنْتِ لِي بَلْسَمٌ وَشِفَاءٌ لِحَالِي الْحَزِينْ فَأَجِيبِي حَبِيبًا هَوَى قُرْبَ وُدِّكِ، هَلْ تَقْبَلِينْ

شاعرنا الرائع

مقطوعة جميلة أوصلت فكرتها بنجاح


كبير ودي .

قصيدة جميلة و رائعة .
تحياتي لك و دام لك الشعر و الابداع.

عَاشِقٌ رُوحَ مَحْبُوبَتِي وَاسْمُهَا فِي فَمِي كُلَّ حِينْ زَانَهَا رَبُّنَا فَسَمَتْ بِجَمَالٍ وَطَبْعٍ رَزِينْ أَدْخَلَتْنِي هَوَى بَحْرِهَا وَأَنَا مَرْكَبِي لَا يُعِينْ فَغَدَتْ هِيَ بَوْصَلَتِي بِهُدَى قَلْبِهَا أَسْتَعِينْ خِلْتُ مَرْفَأَ عِشْقِي دَنَا فَإِذَا بِي مِنَ الْحَالِمِينْ فَحِمَى الْحُبِّ وَعْرٌ وَقَدْ كُنْتُ قَبْلُ بِهِ أَسْتَهِينْ قَدْ رَجَوْتُكِ يَا قَمَرِي بَشَّرِي مُغْرَمًا بِالْيَقِينْ بِلِقَاءٍ تَمَنَّيْتُهُ بَيْنَنَا مُفْرِحًا لِلْحَنِينْ مُنْيَتِي، أَنْتِ لِي بَلْسَمٌ وَشِفَاءٌ لِحَالِي الْحَزِينْ فَأَجِيبِي حَبِيبًا هَوَى قُرْبَ وُدِّكِ، هَلْ تَقْبَلِينْ

السلام عليكم
نادرا ما يكتب الشعراء على وزن البحر المتدارك .
وهنا اختار شاعرنا الأستاذ عبد السلام إيقاع مجزوء المتدارك ليبني عليه قصيدته الجميلة التي تميزت بعاطفتها الحارة المتدفقة على الرغم من أسلوبها البسيط في التعبير .

عَاشِقٌ رُوحَ مَحْبُوبَتِي = وَاسْمُهَا فِي فَمِي كُلَّ حِينْ

مطلع بسيط الألفاظ عميق المعنى . وقد جاء العمق من عشق روح المحبوبة ( عاشق روح محبوبتي ) والذي خرج به الشاعر عن مألوف الغزل الصريح منذ الشطر الأول ليعلمنا أننا أمام عاطفة عميقة لا سطحية عابرة .

زَانَهَا رَبُّنَا فَسَمَتْ = بِجَمَالٍ وَطَبْعٍ رَزِينْ

مدح الشاعر محبوبته بجمال لم يذكر تفاصيله وبطبع رزين امتازت به. وفي هذا تأكيد لعشق الروح الذي لا يرى إلا العمومية في الجمال .

أَدْخَلَتْنِي هَوَى بَحْرِهَا = وَأَنَا مَرْكَبِي لَا يُعِينْ

وددت لو وجد الشاعر طريقة ليقول " بحر هواها " بدلا من " هوى بحرها " . هذا في الصدر . وأما في العجز فقد تألق المعنى وتألقت الصورة الشعرية التي مثلت مركب الشاعر الذي وجب علينا تخيله مركبا بسيطا ضعيفا لا يمكن الاعتداد به ولا بصلاحيته للإبحار في بحر الهوى . كونه " لا يعين" .
لذا فإن الشاعر قد فقد اتجاهه - على ما يبدو - بسبب سوء وضع مركبه، فلم يكن أمامه إلا أن يستعين ببوصلة المحبوبة نفسها .

فَغَدَتْ هِيَ بَوْصَلَتِي = بِهُدَى قَلْبِهَا أَسْتَعِينْ

ولكن بوصلة المحبوبة لم تهده إلى المرفأ الذي يحلم به. وهو من اكتشف هذه الحقيقة على سبيل المفاجأة .
هذه المفاجأة كان وقعها جميلا . وقد أفادتنا بها ( إذ الفجائية ) والتي صنعت لنا المفارقة التي احتاجها النص للتشويق.

خِلْتُ مَرْفَأَ عِشْقِي دَنَا = فَإِذَا بِي مِنَ الْحَالِمِينْ

وبعد المفاجأة علم الشاعر أن حمى الحب وعر . أي أن الوصول للحب المراد صعب. وهو الذي كان يستهين بالجهد اامطلوب بذله للوصول.

فَحِمَى الْحُبِّ وَعْرٌ وَقَدْ = كُنْتُ قَبْلُ بِهِ أَسْتَهِينْ

وبما أن الشاعر يعتمد على بوصلة محبوبته ، فهو يرجوها أن تحل هي مشكلة اللقاء .

قَدْ رَجَوْتُكِ يَا قَمَرِي = بَشَّرِي مُغْرَمًا بِالْيَقِينْ
بِلِقَاءٍ تَمَنَّيْتُهُ = بَيْنَنَا مُفْرِحًا لِلْحَنِينْ
مُنْيَتِي، أَنْتِ لِي بَلْسَمٌ = وَشِفَاءٌ لِحَالِي الْحَزِينْ
فَأَجِيبِي حَبِيبًا هَوَى = قُرْبَ وُدِّكِ، هَلْ تَقْبَلِينْ

كان السؤال في البيت الأخير غير وجيه بما فيه الكفاية .
هل تقبلين ؟
هذا السؤال حري به أن يأتي في ختام عرض يقدمه الشاعر للحبيبة ، فيكون له حاجة في معرفة موقفها من عرضه .فيسألها (هل تقبلين ؟).
والسؤال يقتضي منها ردا بالنفي أو بالإيجاب على ما طرحه عليها من عرض.
ولكنه لم يعرض عليها سوى أن تجيبه .

فَأَجِيبِي حَبِيبًا هَوَى = قُرْبَ وُدِّكِ، هَلْ تَقْبَلِينْ

ولعله أراد منها إجابة على ما طلبه من التبشير باليقين في البيتين السابقين

قَدْ رَجَوْتُكِ يَا قَمَرِي = بَشَّرِي مُغْرَمًا بِالْيَقِينْ
بِلِقَاءٍ تَمَنَّيْتُهُ = بَيْنَنَا مُفْرِحًا لِلْحَنِينْ

غير أن السؤال - مع ذلك - بدا ضعيفا لضعف معنى طلب البشارة منها. وكأنه يقول لها :

هل تقبلين بأن تبشري باللقاء ؟
ولا يحتاج مثل هذا الطلب استفهاما عن قبولها أو عدم قبولها . إلى درجة أن يتخذ الشاعر هذا السؤال عنوانا للقصيدة . فالفكرة في السؤال هامشية ثانوية . بينما عنوان القصيدة يقدمها محورا تدور حوله كل أفكار القصيدة .
والقصيدة عموما جميلة رقيقة وتوحي بشاعرية وشفافية وعذوبة .

دمتم بخير وسرور
وكل عام وأنتم بخير

شاعرنا الرائع

مقطوعة جميلة أوصلت فكرتها بنجاح


كبير ودي .

شكرا لك شاعرنا المتألق

تحياتي وتقديري

قصيدة جميلة و رائعة .
تحياتي لك و دام لك الشعر و الابداع.

بوركت ودمت بكل خير شاعرنا تفالي عبدالحي

تحياتي

يشرفني مرورك أستاذة ثناء صالح ونقدك الرائع المفيد والذي سعدت به

بخصوص نصائحك فأتفق معك فيها ففي:

أَدْخَلَتْنِي هَوَى بَحْرِهَا = وَأَنَا مَرْكَبِي لَا يُعِينْ

وددت لو وجد الشاعر طريقة ليقول " بحر هواها " بدلا من " هوى بحرها " .

فقد سألت نفسي عدة مرات أيهما أفضل أو أكثر صحة لكن ضرورة اتباع تفعيلات البحر اضطررتني لذلك حيث لا أستخدم الزحافات والعلل في هذه المرحل من التعلم إلا ما طرح الأستاذ أحمد رامي في الدرس

وممكن تكون: أدخلتني لبحر الهوى

فَأَجِيبِي حَبِيبًا هَوَى = قُرْبَ وُدِّكِ، هَلْ تَقْبَلِينْ

كان السؤال في البيت الأخير غير وجيه بما فيه الكفاية .
هل تقبلين ؟
هذا السؤال حري به أن يأتي في ختام عرض يقدمه الشاعر للحبيبة ، فيكون له حاجة في معرفة موقفها من عرضه .فيسألها (هل تقبلين ؟).
والسؤال يقتضي منها ردا بالنفي أو بالإيجاب على ما طرحه عليها من عرض.
ولكنه لم يعرض عليها سوى أن تجيبه .

بالفعل السؤال لم يكن واضحا بشكل كافي أو بشكل صريح رغم وضوح الرغبة والطلب

شكرا جزيلا شاعرتنا الكبيرة على نقدك وسخائك الذي أحتاجه

تحياتي وتقديري

الأستاذ عبدالسلام لشهب
عيد سعيد كل عام وأنتم بخير

ولجت هنا لأنهل من معين حرفك العذب ما يروي ذائقة الشعر ببيانه البديع
هذا ثم إنك لا زلت منعما بكل خير وسؤدد شاعرنا المبدع
مع عميم تقدير

الأستاذ عبدالسلام لشهب
عيد سعيد كل عام وأنتم بخير

ولجت هنا لأنهل من معين حرفك العذب ما يروي ذائقة الشعر ببيانه البديع
هذا ثم إنك لا زلت منعما بكل خير وسؤدد شاعرنا المبدع
مع عميم تقدير

إنه لفخر لي ما جدت به أستاذي الشاعر عبد الستار النعيم

عطرت قصيدتي بكلامك الجميل

عيد سعيد وكل عام وأنتم بخير

شكرا لك وتحياتي

محاولة شعرية ناجحة تؤكد أنك على الطريق السوي للتمكن من الأدوات والتميز.

لا فض فوك!

تقديري