سيدي الدكتور مازن الحبيب
شكرا لاهتمامك بمتابعة البحث وقراءته والتدقيق فيه وإثارة نقاش حوله.. فأفضل أعمالنا تلك التي تثير النقاش ولا تمر مرور الكرام كأنها بلا وزن ولا قيمة ولا جديد..

أولا حضرتك تعلم الغرض الرئيس من طرح هذا البحث في هذا المكان المحترم .. ولا بأس من إدارة نقاش راقٍ حول بعض ما جاء فيه..

ثانيا: أبدأ من النقطة أو الملاحظة الثانية الخاصة بتعريف الإرهاب وتوظيف المصطلح..

ولا يخفى على فطنتكم أن للفظ في اللغة العربية استخدامات ثلاثة استخدام لغوي أو معنى لغوي، ومدلول اصطلاحي، ومفهوم شرعي إن كانت لفظة ذات دلالة شرعية..
ووسَّع الأصوليون المدلول الاصطلاحي للمصطلحات فقالوا: لا مشاحة في الاصطلاح.. حيث المهم هو المعنى أو المفهوم أكثر من التركيز على المصطلح ذاته..

ودون الخوض في حديث اصطلاحي أصولي ذي مرجعية شرعية متخصصة حيث كوني باحثا ولست من طلاب علم الفقه والشريعة.. فالحديث الأصولي لا أحسنه ولا أجيد فيه..
ورد لفظ الإرهاب في القرآن الكريم في قوله تعالى: (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم) سورة الأنفال.. والمعنى الإصطلاحي المقصود هنا بلغة السياسة والعسكرية المعاصرة هو تحقيق استراتيجية الردع أو ما يعرف بين الأمم بتوازن القوى الذي يمنع من يفكر في الاعتداء من تنفيذ مخططاته..
الإرهاب القرآني المذكور هنا بمفهوم مغاير تماما عن مفهوم الإرهاب الفكري أو الجريمة السياسية أو الجريمة على خلفية عقائدية، وهو في العموم إرهاب أمة أو توازن قوى لدى الأمة وليس لدى ذئاب منفردة داخل الأمة أو خارجها!
وفي الحديث "نصرت بالرعب مسيرة كذا) هو الإرعاب الرباني الذي يزلزل به الله تعالى قلوب المرجفين، وليس كون النبي صلى الله عليه وسلم الرحمة للعالمين مرعبا -حاشاه- وهو الحليم المشهود له بالرأفة والرحمة!!

توظيف المصطلح إذن لم يكن مجاراة لما يصطلح عليه غرب أو شرق وإنما لأنه مفهوم في سياقه أنه الإرهاب الفردي وأظنه مجرَّم في كل شرع وفي كل قانون وفي الذوق السليم وفي الطبائع البشرية وليس له أبدا علاقة بالجهاد دون العرض أو المال أو النفس أو الأرض أو الدين فذلك جهاد محسوم بنصوص قرآنية ثابتة لا يجرؤ كائن من كان من التعرض لها أو إنكارها أو التقليل من قيمتها وأهميتها..

بل الدراسة نفسها أثبتت لجيش النبي صلى الله عليه وسلم ومخابراته وفِرق العمليات الخاصة فيه تنفيذه تلك العمليات لاجهاض محاولات العدو الاعتداء على الأمة المؤمنة.. وفق مفهوم خيار القوة أو الردع الاستراتيجي..

لعلي أكون قد وفقت في توضيح المقصود

مع خالص التحية والعرفان