إذًا هي ليست توبة صادقة من أساسها وكان ترميمها بأدوات التجميل مجرّد ترقيع لما سيُفعل وهو الأدهى والأمرّ ، وقد ندمت على تلك التوبة بعدما رأت الأبناء فعلوا مالم يستطع فعله الآباء أو كانيّته بالحارس القديم الذي لديه شيء من المبادئ أما في عصر خلا أغلبه من القيم والضمير فإن سيُمارس الإجبار والتكميم والكبت والإخراس والغصب والنهب دون السماح حتى بحرية الرأي الآخر بل جون السماح لابسط حق من حقوقه الذي عبّرت عنه باستنشاق الهواء من غير قصد
وجمع سيرة قطز بحرقه وتضييع حسامه مع الروائح الباريسية ، فإن الحسام وتاريخ قطر يمثل مجد الإسلام في قرون سابقة لكن ضيّعنا أمجادنا ولما تخاذلنا تعلّق أغلبهم بحب الشهوات والملذات فضعفوا ونقص الإيمان وتغلّب العدوّ فاصبحنا تابعين لا متبوعين، فتخصيص فرنسا وروائحها العطرية ترمز إلى الشهوات المتنوعة المختلفة التي يلاحقها غالبية الناس من مال وبنين وغيرها من ملذات الحياة ، كما أنّ العنوان ( ندم) يشير إلى أنّ ندم الأمة في العصور الحديثة كان مجرد ندم على التراجع وأن ماكانوا عليه من قوة في قرون سابقة رجعية وتخلّف ومنافي لمفهوم السلام العصري الذي يدل على الهوان.
وقد يوحي رمز المماليك بالعكس وكأنّ العرب المسلمين أصبحوا مماليكا عند الغرب يتحكمون فيهم ويسيّروهم كيف شاؤوا بعدما كان المماليك لدى المسلمين في عصر الفتوحات عبيدا يباعون ويشترون وترجع أصولهم لدول أوربية مختلفة ، فهل من يتولون مسؤولية الأمة هم بمثابة أبناء تلك الدول الغربية وينهبون خيرا أراضي المسلمين في جيوبهم وجيوب أهل الكفر بجشع والذي وقع عليهم السلب هم من الشعب المسلم ، وقولك الوقوف عند القصر المنيف بكل أنفة فاجتماع عظمة القصر مع طريقة الوقوف هذه دلالة على التكبّر والظلم والعظمة والقوة الشكلية التي وصل إليها الغرب زاد قوتهم مد أيدي بعض أبناء العرب المسلمين لتقويتهم وكسر شوكة المسلمين حينما ضعف إيانهم وضعفت عقيدتهم.
تقديري لحروفكم المتيقّظة