يؤلمني ما قرأت هنا من رد، فإنك والله عندي منذ عرفتك أحد أكثر من أحب واحترم ثقة مني بحرفك ودماثة خلقك وحسن تأدبك وأنك من الأشخاص الجادين في الحياة ... ولعلك وأنت من أنت تستطيع أن تميز من ردي أكان كلامي كلام أخ محب مجل أم كان كما تقول مبتدئ متأستذ.
إن كان أيها الحبيب إلا نصح محب محض وعبر عن رأيه فإن كان أغضبك هذا الحد الذي دفعك للتطاول على من هو أغنى الناس عن التفاخر أو التأستذ وهو أقرب الناس حبا وصدقا لشخصك فإنني أعتذر لك. وإنك شاعر بل شاعر كبير وفي كل ردودي أؤكد على ديباجة حرفك وفخامة شعرك وما كان ردي هنا إلا من باب الغيرة على حرفك حين رأيت الناس أكثر عزوفا عنه من كل النصوص جليلها وقليلها في حين أن نصوصك أجدر بالاهتمام والمتابعة. وإنه لا يكتب المرء أيها الحبيب لنفسه وإنما يكتب كي يرى انعكاس حرفه وحرفته في ذائقة كل كبير كريم يعتد به وبقدره خصوصا أنه موقع تفاعلي، وحين يخبرك أحدهم برأيه فليس من الإنصاف أو حتى الصواب أن تتهم ذائقته أو قصده وتتفاخر عليه بما لو تفاخر عليك بعض الأحبة هنا لغلبوك قدرا وقدرة رغم علو قدرك فالواحة دار الكبار الكرام.
وإنك شاعر كبير أيها الحبيب وأنت تعلم هذا بل وتؤكده بفخر كبير فليس الأمر في مسألة الشعرية والشاعرية وإنما الأمر في مسألة الاختيار المنهجي والأسلوب، ونعرف إلى أي اتجاه أدبي تنتمي وهذا حق لك لا نصادره ولكن لا تصادر علينا حقنا في التذوق الأدبي ولا في حرصنا على التفاعل الصادق معك بنصح ونضح.
أما ما تشير له من شكر على "علامة التعجب" في "آخر دعائي الجميل" فليتك لم تسلم غضب نفسك لوسواس وأن تدرك أنني أفعل هذا في كل ردودي وذاك لأن "علامة التعجب" لها أكثر من توظيف وأستغرب أن يجهل هذا مثلك!
هذا ما أملاه علي احترامي لك ومحبتي الصادقة من رد ولم أعمد للتعديد والتفنيد وأكرر اعتذاري لك عن رد أردته سبب مودة لا سبب استنكاف ونفور.
تقديري