أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: نُقطةُ آخِرِ السَّطْرِ

  1. #1
    الصورة الرمزية آمال المصري
    عضو الإدارة العليا
    أمينة سر الإدارة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Jul 2008
    الدولة : Egypt
    المشاركات : 23,893
    المواضيع : 401
    الردود : 23893
    المعدل اليومي : 3.87

    افتراضي نُقطةُ آخِرِ السَّطْرِ

    أَحبَّتْهُ كما يُحِبُّ الغَيْمُ مَطَرَهُ،
    فَجَفَّفَها كما لَوْ أَنَّها ما أَزْهَرَتْ يَوْمًا.
    ضَحِكَتْ في وَجْهِ الخُذْلانِ،
    ثُمَّ وَشَمَتْ على خَدِّها:
    «انفَرَطَ المَعْنَى… وسَالَ الحِبْرُ كَجُرْحٍ بِلَا غِلافٍ.»
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  2. #2
    مشرفة عامة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 22,514
    المواضيع : 376
    الردود : 22514
    المعدل اليومي : 4.80

    افتراضي

    ياله من رثاء لحب أعطى بسخاء ليقابل بلا مبالاة تامة
    ( وجففها كأنها ما أزهرت يوما)
    صورة شعرية مؤثرة للألم مكتوبة بأناقة بالغة بالرغم ما تحمل من حزن
    ولكن الضحك في وجه الخذلان يظهر صمودا هائلا
    وتجد ورفض للإستسلام
    أما الوشم .. فهو أعتراف قاس بالألم وكأنها تقول:
    هذا ما حدث لي وهذا هو جرحي بلا غطاء
    انفرط المعنى :: تعبير ساحر عن انهيار كل شيء
    وسال الحبر كجرح بلا غلاف
    تصوير للألم الصادق المكشوف والذي لا تخفيه
    أن الإنتقال من السخرية من الخذلان إلى وشم الجرح يبرز أن الألم يعد شيئا مخفيا
    بل أصبح علامة ظاهرة حبرا يسيل كنزف حقيقي
    فياله من تعبير مذهل.
    كنت هنا أسيرة حرف مغلف بالبهاء والروعة
    نص بديع بلغته ووصفه ومحمول حرفه وجماليه تعبيره
    شكرا لجماله وبلاغته وقوة لغته وروعة صورة ولوحاته.
    تحياتي وودي.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3
    الصورة الرمزية الفرحان بوعزة
    أديب
    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 2,445
    المواضيع : 223
    الردود : 2445
    المعدل اليومي : 0.52

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة آمال المصري مشاهدة المشاركة
    أَحبَّتْهُ كما يُحِبُّ الغَيْمُ مَطَرَهُ،
    فَجَفَّفَها كما لَوْ أَنَّها ما أَزْهَرَتْ يَوْمًا.
    ضَحِكَتْ في وَجْهِ الخُذْلانِ،
    ثُمَّ وَشَمَتْ على خَدِّها:
    «انفَرَطَ المَعْنَى… وسَالَ الحِبْرُ كَجُرْحٍ بِلَا غِلافٍ.»
    *********
    العنوان
    نُقطةُ آخِرِ السَّطْرِ/عنوان مثير ومحفز للتساؤل، فهو كبوابة لا يمكن للقارئ أن يستغني عنه قبل الولوج إلى مضمون النص. عنوان يحمل مجموعة من المعاني والدلالات المختلفة، التي من الممكن تكون قابلة للتأويل والاستنباط. وقد يبدو للقارئ أن العنوان: "نُقطةُ آخِرِ السَّطْر"مألوف ومتداول، لكنه يحفز القارئ، ويدفعه لقراءة النص وإتمامه. عنوان مشحون بدلالات متعـددة لا تخلو من التعبير المجازي والإيحائي الذي يضفي جمالية على النص.
    وقد يتساءل القارئ: لماذا نضع النقطة في نهاية الكلام؟ ولماذا نجدها في آخر السطر، أو في آخر الفقرة، وفي آخر القول؟ وما هو دورها في اللغة العربية بصفة خاصة؟
    فنقطة آخر سطر، تعتبر علامة ترقيم، يتجلى دورها في تحديد نهاية المعنى الذي يسكن الجملة سواء كانت خبرية أو إنشائية. بمعنى آخر، أن نقطة آخر السطر، تشعرنا أن معنى الجملة قد انتهى، وبدأ معنى آخر في جملة جديدة في السطر التالي، كما تشير إلى أن الجملة التي تحتوي على معنى كامل، ولا تحتاج إلى مزيد من التفصيل أو الإكمال، أي أن الفكرة الرئيسية قد انتهت بانتهاء سطر الجملة. ولم لا نقول أن "نقطة آخر السطر" تسمح للقارئ، والكاتب قبله، بالتقاط النفس قبل مواصلة رحلة القراءة أو الكتابة.
    ــــ أحبَّتْهُ كما يُحِبُّ الغَيْمُ مَطَرَهُ،/جملة سردية تخبر القارئ أن حبا فريدا ومتميزا جرى في زمن غير معين، ومكان غير محدد.
    فالكاتبة اقتصرت على الإخبار، بينما ركزت على حدث الحب دون الدخول في التفاصيل، اختزال أعطى لبداية القصة تشويقا مؤثرا للقارئ ليتساءل: ما هي الظروف التي جمعت البطلين؟ هل هو ظرف عابر، أم ظرف مبني على علاقة دامت بينهما مدة من الزمن؟ هل التقيا صدفة؟هل تولد الحب بينهما من أول نظرة؟هل لعب جمال أحدهما دورا في خلخلة العين والقلب دفعة واحدة؟
    كل هذه الأسئلة تبقى مساعدة لكشف المخبوء في كيفية نشوء هذا الحب بين البطلين، فكلما تقدم القارئ في قراءة النص يتبين له مدى مساهمة هذه الأسئلة في تحليل النص، والوقوف على ما يعزز الأسئلة التي طرحها سابقا. وقد يحتفظ بما يناسب مع مضمون النص أثناء تقدمه في القراءة.
    قد نستنبط من هذه الجملة السردية التي تشكل بداية مشوقة لكنها تبقى محيرة للقارئ، تدفعه إلى معرفة ما سيقع بعد هذا الحب الذي شبهته الكاتبة "كحُب الغَيْمُ لمطره". فالغيم غالبا ما يكون سابقا للمطر، وغالبا ما تكون الغيمة مظلمة أو كثيفة مصحوبة بالرعد والبرق، فتكون قادرة على إنتاج الأمطار. هذا التشبيه يحيلنا على تفكيك قوة هذا الحب الذي سيطر على البطلة، بدون شك أن هذا الحب ـ ربما ـ لم يأت دفعة واحدة، وإنما سبقه التوتر والتردد، والخوف ، والارتباك، والتسرع في أخذ القرار، والاندفاع دون روية،ودون تقدير حجم المغامرة... فكان قرار حبها له سريعا. بعدما تسلحت بثقة كبيرة، فاندفعت نحو حب لا تعرف جيدا مَن تحب، لقد انساقت نحو عاطفتها دون أن تستخدم عقلها وفكرها.
    فالكاتبة شبهت هذا الحب بالغيم الذي يحمل المطر، إنها إشارة ضمنية إلى أن هذا الحب سوف يكون مظلما، رغم أنه يحمل بشارة خير موسوم بالنقاء والانتعاش، لكنه قصير المدى ومحدود الزمن.
    ـــــ فَجَفَّفَها كما لَوْ أَنَّها ما أَزْهَرَتْ يَوْمًا/ فجففها/فعل يشخص حدثا مغايرا عن معناه الأصلي ، فإذا كان الفعل "جفَّف" معناه، يبَّسها، ونشَّفها، فإن دلالته اتسعت لمعان متعددة. حيث نجد البطل طمس حبها، بعدما جففه وأزال حيويته، وربما تكبر وتعالى عليها. بطل صنع لنفسه أسلوبا يفتقر إلى الحرارة والعاطفة الصادقة. بطل لم يعرها اهتماما، ولم يقدر قدر حبها له. فحولها إلى زهرة ذابلة،كأنها ما أزهرت في أيامها السابقة. لقد حطم حياتها ومستقبلها. وأورثها آلاما وجروحا لا دواء ولا شفاء لها. بعدما أحست بالتهميش والإهمال. إنه نوع من التدمير الممنهج للنفس والجسد ..
    ــــــ ضَحِكَتْ في وَجْهِ الخُذْلانِ،/ضحكت باستهزاء في وجه الخذلان، فعابت عليهم عدم نصرتها وعونها، لقد تخلوا عن مساعدتها عند الحاجة. فكانت ضحكتها تشير إلى نوع من التحدي، ومواجهة خصومها بعدم الاستسلام والتراجع،كأنها تؤكد على صدق حبها له .
    ــــــ ثُمَّ وَشَمَتْ على خَدِّها:/ هل حققت البطلة مرادها؟هل اعترف البطل بقيمة حبها له؟ لماذا لم يستجب لحبها؟ ما هي العوائق التي منعته أن يتخذ قرارا؟ أهي عوائق اجتماعية؟ ثقافية؟دينية؟ مادية؟جمالية؟...
    بطلة لم تحقق مرادها، ضاع أملها، وقف الخُذلان في وجهها، فلم تستطع أن تقاوم ، فارتأت أن تترك وشما على خدها يؤرخ لقضيتها، وفشلها في حب وقع في غير موضعه. فماذا وشمت البطلة على خدها؟هل وشمت على خدها علامة جرح يذكرها بفشلها وإخفاقها في تحقيق مرادها؟هل وشمت جروحا متفاوتة الخطورة لتخليد ذكرى مؤلمة، هل عبرت عن مشاعرها بالصراخ ولطم خدها حتى سال دما؟ هل وشمت خدها كعلامة على الحسن الذي لا تقبل به النفوس؟ هل وشمت خدها لتطمئن على قوتها وصبرها؟
    تأويلات تبقى محل نقاش مستفيض، وقد لا تنسجم كلها مع معنى الوشم الذي عبرت به الكاتبة حين قالت:
    ـــــ انفَرَطَ المَعْنَى… وسَالَ الحِبْرُ كَجُرْحٍ بِلَا غِلافٍ.
    فمن خلال هذا الإقرار ، يتبين أن البطلة وشمت جزءا من حالتها النفسية،كوسيلة تعبير عن الحزن الذي ألمَّ بها، وجرح عميق قد يطول زمن شفائه.
    فلما تبين للبطلة أنها خابت في مسعاها، عبرت عن الحقيقة الظاهرة أمامها بأنها فشلت، فما بقي لها سوى جروح تأكل من نفسها ، وآلام تتغذي بها طول حياتها. بعدما تفرق المعنى وتبدد وانحلَّ، وظهرت حقيقة الخذلان وغيرهم. فلم يعد هذا الحب قائما في حياتها. لقد أحست بانهزام وخيبة لما تبعثرت الآراء والأقوال حول حبها، فلا قدرة لها على تجميع آلامها وجروحها التي تفرقت في نفسها كحبر يصعب تجميعه وتنظيفه . فقد أصبح حبها مثار جدل على الأفواه، غير مستور داخل كتاب الزمن، لأنها كانت بدون حماية. فقد مزق الخذلان الغلاف الذي كانت تحتمي به.
    خاتمة
    قصة متينة السبك اللغوي، جمعت بين تقديم الخبر، والتوغل في النفس البشرية، وكشف طبعها وسلوكها للقارئ ليطلع على نمط شخصية القصة. دخل القارئ في دوامة القلق والتوتر بتوقعات مبنية على التأمل والاستنباط والتأويل . ومن هنا تبين للقارئ جمالية اختيار العنوان/نقطة آخر السطر/ الذي عمق المضمون، فكان كالثريَّا التي تضيء خبايا النص، فكان حدث الحب، وما تعرضت له البطلة من إهمال هو المهيمن على النص، وما اعتراه من عوائق صادمة.
    فحدث الحب الذي كان في اعتقاد البطلة، أن من الممكن أن ينير سعادتها الدائمة، مع تكوين أسرة متكاملة قد انتهى بنقطة صادمة تحُدُّ من حياة هذا الحب الذي خلف جروحا كبيرة في نفسية البطلة.
    قصة جاءت مشحونة بطاقات تعبيرية عالية الجودة،كأنها تؤسس أسلوبا خاصا بها. وطابعا لغويا يميزها."فاللغة هنا ليست ناقلة للحدث، بقدر ما هي لغة بناء لحدث وعناصره، وموحية ومعبرة عنه، أي توحي أكثر مما تقول."
    اشتغلت الساردة على اللغة، حيث طورت من إمكانيتها وقدراتها اللغوية كحالة تنفرد بها المبدعة آمال المصري.
    فالكاتبة عرفت كيف تملأ لغتها وتحمِّلها من الدلالات التي توسع المعنى وتغنيه. وطريقتها هو خرق اللغة ، وتكييفها في تراكيب جديدة راقية من قبيل: كما يُحِبُّ الغَيْمُ مَطَرَهُ،/ َجَفَّفَها/ انفَرَطَ المَعْنَى /كَجُرْحٍ بِلَا غِلافٍ/...
    جميل ما كتبت وأبدعت ،أتمنى أن تكون قراءتي في المستوى المطلوب، قراءة ذاتية وانطباعية.
    تحياتي وتقديري

  4. #4
    الصورة الرمزية آمال المصري
    عضو الإدارة العليا
    أمينة سر الإدارة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Jul 2008
    الدولة : Egypt
    المشاركات : 23,893
    المواضيع : 401
    الردود : 23893
    المعدل اليومي : 3.87

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناديه محمد الجابي مشاهدة المشاركة
    ياله من رثاء لحب أعطى بسخاء ليقابل بلا مبالاة تامة
    ( وجففها كأنها ما أزهرت يوما)
    صورة شعرية مؤثرة للألم مكتوبة بأناقة بالغة بالرغم ما تحمل من حزن
    ولكن الضحك في وجه الخذلان يظهر صمودا هائلا
    وتجد ورفض للإستسلام
    أما الوشم .. فهو أعتراف قاس بالألم وكأنها تقول:
    هذا ما حدث لي وهذا هو جرحي بلا غطاء
    انفرط المعنى :: تعبير ساحر عن انهيار كل شيء
    وسال الحبر كجرح بلا غلاف
    تصوير للألم الصادق المكشوف والذي لا تخفيه
    أن الإنتقال من السخرية من الخذلان إلى وشم الجرح يبرز أن الألم يعد شيئا مخفيا
    بل أصبح علامة ظاهرة حبرا يسيل كنزف حقيقي
    فياله من تعبير مذهل.
    كنت هنا أسيرة حرف مغلف بالبهاء والروعة
    نص بديع بلغته ووصفه ومحمول حرفه وجماليه تعبيره
    شكرا لجماله وبلاغته وقوة لغته وروعة صورة ولوحاته.
    تحياتي وودي.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    قراءة كحدسكِ لا تأتي إلا لتمنح الحرف عمرًا أطول وعمقًا أصدق…
    كم أسعدني هذا الغوص في نبرة الحزن المتخفي خلف كبرياء الوجع،
    وتلك الرهافة التي لامست بها المعنى وهو ينفرط كعقد انسكب من عنق التعب.
    دهشتكِ النبيلة كانت بمثابة احتضان للنص، ووشمكِ عليه لم يكن أقل جمالًا من حرفه.

    شكرًا لكِ لأنكِ قرأتِ بالقلب، لا بالعين فقط،
    ولأنكِ منحتِ النص ما يستحقه من دهشة وتوقير.
    دمتِ للحرف قارئةً تسكن المعنى وتضيء العتمات.
    محبتي التي تعلمين