أَقِفُ كَمَا تَقِفُ الْأَشْجَارُ فِي مَهَبِّ الْعَاصِفَةِ،
لَا تَهْرُبُ وَلَا تَمِيلُ، بَلْ تُجِيدُ الصَّبْرَ الْمُوَشَّحَ بِالْأَسَى.
كَأَنِّي ظِلُّ فِكْرَةٍ لَمْ تُكْتَمَلْ، نُسِيَتْ عَلَى هَامِشِ دَفْتَرٍ قَدِيمٍ،
كَأَنِّي طَرِيقٌ بِلَا خُطًى،
وَسَاعَةٌ تَدُورُ دُونَ عَقَارِبَ.
لَا شَيْءَ يَطْرُقُ الْبَابَ،
وَلَا نَافِذَةَ تُلَوِّحُ لِي بِنِدَاءٍ،
فَكُلُّ الْإِشَارَاتِ حَوْلِي صَامِتَةٌ،
وَكُلُّ الْوُجُوهِ تَمْضِي،
كَأَنِّي أُسَاقُ إِلَى صَمْتِي كَمَا يُسَاقُ الْمَسْلُوبُ إِلَى قَدَرٍ لَا يُشْبِهُهُ.
أَنْتَظِرُ… لَا لِأَنِّي أَرْجُو،
بَلْ لِأَنِّي أَتَنَفَّسُ الِانْتِظَارَ،
صِرْتُ أَكْتُبُهُ كَمَا أَكْتُبُ اسْمِي،
وَأُعَلِّقُهُ عَلَى مِشْجَبِ الْعُمْرِ كَعِبَاءَةٍ تُلَائِمُ هَذَا الشَّتَاتِ الَّذِي أَرْتَدِيهِ.
قَيْدُ الِانْتِظَارِ…
أَنَا الْحَرْفُ الَّذِي لَمْ يُقْرَأْ،
وَالرِّسَالَةُ الَّتِي لَمْ تُفْتَحْ،
وَالْوَعْدُ الَّذِي خُذِلَ فِي اللَّحْظَةِ الَّتِي سَبَقَ فِيهَا الرَّجَاءُ مَوْعِدَهُ.
فَهَلْ يَأْتِي؟
هَلْ يَتَذَكَّرُنِي مَنْ نَسِيَنِي فِي الزَّاوِيَةِ الْبَارِدَةِ مِنْ ذَاكِرَتِهِ؟
أَمْ أَنَّنِي سَأَظَلُّ كَمَا أَنَا...
تَفْصِيلَةً نَاقِصَةً فِي مَشْهَدٍ مُكْتَمِلٍ لِغَيْرِي؟