
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة آمال المصري
نص ماكر في بساطته، فقد التقطتَ حيوية التفاصيل الصغيرة كما لو أنها عالم قائم بذاته، ومنحتَ ذرة الغبار صوتًا يُشبه الحكمة المكسوَّة بالدعابة، فغدت الصديقة المجهولة شاهدة على هشاشة طقوس البشر، وعلى عبث الجهد الذي يُبذَل تحت ظلال العادات.
في سطورك أديبنا الفاضل، يصبح الغبار أكثر وفاءً من بعض البشر، وأكثر قدرةً على قراءة دوافعهم؛ إذ تقف الذرّة الصغيرة على أعتاب حدث كبير لا يخصّها، لكنها تُدرك أنه كفيل بتشتيت الصحبة التي جمعتها بأختها لما يفوق الأشهر .. كأنك تقول في عمق ساخر : ما أشدّ ما يبنيه الزمن، وما أسرع ما تهدمه الزيارات..
ثم تأتي الجملة الأخيرة كطعنة ساخرة لا تجرح، بل تفتح نافذة على وعيٍ مُخاتل:
كل ذلك الجهد، وكل ذلك الاستنفار .. من أجل زيارة لم تُثمر شيئًا.
وكأن الحكاية تحفر سؤالها في ذهن القارئ:
أكنّا ننظف البيت .. أم نُلمّع قلقنا الاجتماعي؟
لغتك السلسة المضمخة بذكاء السخرية صنعت مشهدًا خفيف الظل، لكنه لامس جوهر العادات التي نعيشها دون أن نتوقف لسؤالها.
نص بديع، مضيء بخفةٍ وعمق ..
ويستحق أن يُقرأ أكثر من مرة،
لأن ما بين الغبار والزيارة .. قصة إنسانية كاملة
تحياتي