دَثِّريني
شعر: مصطفى عراقي
دثِّريني بالضياء الأخضر المنسابِ من نهـريْ حنيـنِ
من مدى عينين نجلاوينِ ينشقَّانِ في دربـي الحزيـنِ
زمِّليني بشروقٍ ساحـرٍ ، ينْهَـلُّ مـن أفـقِ اليقيـنِ
بُردةً تحنو على أضلاعـيَ الكلمـى وأشـلاء سنيـنِ
بسمةً تهفو وتسري في دمائـي تتغنـى فـي سكونـي
***
إنني قارئ ألواح الشقاءِ الجهمِ فـي سفـر الضحايـا
إنني رافعُ وحـي الثـورةِ الكبـرى ، وآيـاتِ المنايـا
في دمي أنشودتي الزهراء في كفي انتفاضاتُ القضايـا
رجفتي تجتاح دربي تشرخ الأرجاء في ليـل الخطايـا
صرختي تنقضُّ من أسوار أعماقي، ومن ساحِ الزوايـا
***
هدْهدي ظهرًا تعاديه جبالُ الريـحِ، جـدرانُ السجـونِ
وامسحي جرحًا عصيَّ الدمْعِ كالفرسانِ مغرورَ الأنيـنِ
نازفَ الأوهامِ والأسـرارِ والأشعـارِ والحـبِّ الدفيـنِ
دثِّريني واسكبي من دفءِ أشواقِكِ فـي ثلـج الظنـونِ
أيقظي بين رمادي وهَجًـا نـام دهـورًا فـي جفونـي
***
دثِّريني بالأمانِ الغاربِ الهـاربِ مـن أيـدي القـرونِ
ذوِّبي حُبَّكِ في حُبِّي ، وإيمانَـك فـي قلبـي السجيـنِ
اسْكُبي الأشْواقَ في هَدأةِ نفسي ، في انكسارات شجوني
بخُيوطِ الليلةِ الظمـأى لفجْـرٍ ظامـئٍ تحـتَ العيـونِ
***



ولريشة الغالية أهداب الشكر الجميل
رد مع اقتباس






