الأستاذ المحامي الأديب ثروت الخرباوي
نكتتك أنكأت جراحاً لا تندمل ، إن المستقريء لواقع الأمة اليوم لا يكاد يرى في الأفق نذير لبزوغ شمس ، نعم نحن شعب يتفنن في تحويل كوارثه إلى نكات وهذا لعمر الله مصاب جلل وإن رأه البعض مزية ، فحينما تركب ميكروباص يقوده كائن حي أهوج أرعن يعرض حياة الركاب والرجّالة للخطر ترى السلبية تفوح فوحاً يزكم الأنوف ، حتى يخرج الإيجابي فيهم ويقول له : هدي شوية يا أسطى معاك أرواح وملبس !!! و يستدرك الآخر معاتباً عايزين نروح الكوبري مش الآخر يا أسطى !!! وهكذا يتحول موقف تعريض حياة العباد للخطر إلى موضع للنكات ، ولعلك ذهبت إلى مجمع المحاكم الجديد بالتجمع الخامس الذي تكلف بناؤه ما يقرب من 84 مليون جنية ورأيت أكوام القمامة تحاصر المحامين والمتقاضين من كل مكان ، ولعلك اضطررت لدخول دورات المياة التي لم يمض على افتتاحها أكثر من شهر وقد تبدل حالها وتحولت إلى مقام بؤس وشقاء ؛ فلا تجد صابونة أو حامل للملابس أو سلة للمهملات ، ناهيك عن تلف بعض الحنفيات .
إن هذه الأمة لن تفيق من غفوتها فإنها ماتت وتحتاج لبعث جديد .
وفي الختام تحياتي لشخصك الكريم