صدمة

لم يدر بخلدي أن الحياة يمكنها أن تفاجئني بصدمة أخرى كصدمتي بك بالأمس القريب! ولكنها فعلت، وها أنا ذا أقف عاجزة عن استيعاب ذلك الحدث المزلزل الذي مازلت استحضر لحظاته القصيرة كشريط سينمائي يكرر نفسه أما ناظري. سنوات البحث وتعني مشقة السؤال، واستحضار الذكريات الجميلة وكأنها لم تمض، وانتظار الأسوأ أحياناً، كلها تبخرت لحظة أن رمقتني بتلك النظرة المستغربة، تطلب استفساراً لذلك التطفل الأزلي الذي يبدو أنه يلازم شخصيتي!

في لحظة واحدة دارت بيّ الدنيا وطفت بكل المشاعر المتناقضة التي يمكن لإنسان أن يشعر بها في موقف كالذي وقفته وأنا أراها تمر من أمامي، كطيف ألاحقه حتى أمسك بتلابيبه، لأجده يقف كغريب لم أعرفه قط. مشاعر الخوف، والترقب، والفرح، والحزن، والتعجب، والرفض، تظافرت جميعها لتسخر من تلك السذاجة التي مازلت أتمتع بها إلى يومي هذا. شيء في داخلي ضُرِب بيد حديدية شعرت بها تنتزع من قلبي تلك اللهفة التي رافقتني لسنوات. في لحظة تغيرت وفقدت إنسانيتي. الوجه الذي تمنيت رؤيته من جديد، أصبح بلا ملامح، والصوت الذي اشتقت إلى سماعه ما عاد يطربني، ولا الحركات والنظرات عاد لها معنى! شلل فكري أصابني، جعل مني إنساناً يتصرف بآلية وكأنه برمج لتأدية بعض الحركات التي لا بد منها، بلا وعي منه ولا إرادة.

كيف لإنسان أن يقف عاجزاً عن فهم جزء من ماضيه اعتقد أنه مازال يتنفس الهواء؟! كيف لإنسان أن يستوعب أن الأيام الجميلة لم تكن سوى حلم عاش في مخيلته، بينما الآخر يرفل في لحظات النسيان الحالمة، ويتنفس هواء لا تخالطه أنفاسك الملغمة بأحاسيس خيالية؟! وكيف لإنسان أن يتقبل أن ينساه من شاركه طريقه لسنوات، وأكل على يديه أطباق المحبة والوفاء؟! أليس عجيباً أن يفقد جزءً مهماً من تاريخك وتاريخه من كان يوماً رفيقاً لسنوات دراستك، وشريكاً لك في سكنك؟! الآن فقط أدرك أنني ظلمتك بظني أن لا أمر يمكن أن يحزنني كما أحزنتني أنت.

سلام الـلـه عليكم
الأخت الفاضلة الأديبة سارة محمد الهاملي

لقد قدمت هنا , نصا وجدانيا , قوي الأثر , يترجم خطرات عالية التوتر النفسي , باسلوب متطور , وقد أعجبت بالافكار المؤثرة , لانها جاءت بنبض وخلجات , تعكس عمق الاحاسيس , مع رصانة التعبير .
تقبلي احترامي وتقديري

د.محمد حسن السمان

د. محمد حسن السمان
أشكرك من الأعماق على قراءتك ورأيك الذي أعتز به كثيراً. تمنيت عليك لو بينت لي نقاط الضعف في النص، وما فيه من أخطاء حتى أتلافاها في المرات القادمة بإذنه تعالى.
أشكر لك تواجدك الجميل وأعتز به.
بارك الله للواحة وأهلها فيك.

ماجدوى أن تخبر أحدهم كم يعني لك إذا كان الأمر لا يعنيه أصلا!
ولماذا تبتكر اللغة إذا كان لايفهم حتى لغتك البسيطة !
ما أهمية أن تحتفظ بمشاعرك في حضانة الخدج إن كان الطرف المقابل يصر على الإحتفاظ بها في ثلاجة الموتى

سارة عندما يحتضر الحب..لاجدوى من إبقائه تحت اجهزة التنفس الإصنطاعي، علينا ان نتراجع خطوة للوراء إحتراماً لهول النزع الأخير.

كنت موفقة جدا في استحضار الحالة.
تقبل خالص احترامي وتقديري.

آهات وشجون وإحساس بالمرارة وعدم الوفاء ، شعور بالجحود ونسيان الصداقة وأيام الطفولة الجميلة .. وأيام الدراسة وما كان فيها من المشاعر الصادقة البريئة.
موجز لمقالتك الرائعة ومختصر مفيد لمشاعر كثير من الناس يعيشون هذه الآهات ويشعرون بإحساس الجحود ونكران الجميل ونسيان العشرة .
تذكرت قصيدة متواضعة كتبتها في هذا الشأن لم تشف غليلي مما أشعر به :

هانت عليك مودتـــي وصداقتـــي ورميتهــا رمي القُصـاصة بــاليــــد ونسيتَ أيــــام الطفولــة حينمــا كنــا الى فصــل الدراســـة نــرتـــدي كم قد قصصت عليك احلام الصبــا وقصصت انت علــيّ أحلام الغــــــد يا صـاحبي مهمـا تقاربت الخطــا بين الأحبـة بالقســاوة تبـــــــعد فاحرص على باب المحبـة مشرعاً فالصفح من طبع الكريم الأمجد إني وجــدت لـما يـقال خســــارة فقـد الصحــاب وليس فقــد النـــقـد يـاللــحيــاة طــــويلــة وممـلـــة الا اذا كــان الصديــق جالت على طرف الفؤاد سريرتي وامين ســري بالسرائر مســــرد بين الطفـــولة والشبـاب حكــاية وحكايـة وحكــاية لـــم تـــرصــد ياصاحبي قف عند اطلال الصبـــا واستذكـر الموزون مـن شعـر نـدي كم قد شكوت اليك بوح سريرتــي من لي سواك فأنت نعم المـرشد

الأخت ساره الهاملي ..

هل يعقل أن نصا مثل هذا النص ينشر في منتدى على درب الإبداع ، رغم كل ما فيه من تألق ؟؟

أي تواضع هذا أخيتي ..
بحق أنت رائعة ، ولكن ليتك تسمحي لي بنقله لمنتدى النثر حتى يأخذ حقه .

لك كل الود وفائق الإحرام لهذا التواضع الجميل .
تحيتي .

سارة عندما يحتضر الحب..لاجدوى من إبقائه تحت اجهزة التنفس الإصنطاعي، علينا ان نتراجع خطوة للوراء إحتراماً لهول النزع الأخير.

ليال
كلماتك هذه تستحق أن تكتب بحروف من ذهب فقد عبرت عن حكمة ومعرفة دقيقة بالحياة جعلتني أستوعب أمور تاهت عني في خضم هذا الدوران السريع لعجلة الحياة.
أشكرك وأشكر إطلالتك الجميلة واهتمامك بقراءة هذا النص.
لك خالص التقدير والاحترام.

الشاعر عبد الملك الخديدي

كم قد شكوت اليك بوح سريرتي
من لي سواك فأنت نعم المرشـد

لقد ازدان نصي بقصيدتك الرائعة التي استشهدت ببيتها الأخير للدلالة على عمق الصلة بين مشاعرنا نحن بني البشر، فقد عبرت أبياتك عن الكثير مما يجول في خواطرنا. وتبقى الحياة هي المعلم الأكبر الذي لا ينتهي دوره إلا بفنائه.
لك كل التقدير والاحترام.

الأديبة الأستاذة وفاء
بحق أسعدني كثيراً إعجابك بنصي وثناءك عليه، وليس تواضعاً مني وضعه في هذا القسم لأنني لست إلا مبتدئة، ولكن إن رأيت استحقاقه لمكان آخر؛ فلا بأس من نقله إن كان خالياً من الأخطاء النحوية وغيرها.
أشكر لك اهتمامك وتشجيعك وإطلالتك الرائعة.