(1)
لم أعد أطيق هذه الحياة .. الليل مطبق لا محالة، وهذا يرعب تفكيري ويهون من إرادتي .. الحياة ليست ما نريده من بهجة وسعادة، إنها حفرة سوداء لا قرار لها .. طريقها محفوف بالأشواك، ومن يسير على دروبها تُعجزه كثرة المسالك وتشعبها الذي يثير اللذة أحياناً، ويولد الغصة دائماً .. هذه الأفعى السامة لا يجب أن ننخدع بما تبديه لنا من لسان طيب وبهجة زائلة، إنها كشبكة الصياد، ليس لها أمان على الرغم من براءة مظهرها .. إنها ليست سوى متملقة آثمة .. تجر في أذيالها عبيد لذتها المُنكرين.
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
(2)
حياة هادئة تلك التي عشتها طوال الأيام التي انقضت من عمري. لم أكن أحسب أي حساب لما قد يأتي به المستقبل، أو حتى ما ألاقيه في الحاضر. وعلى الرغم من هدوء هذه الحياة ورقة مسالكها إلا أنها كانت مغرقة في رتابتها، موغلة في انخماد بريقها. صفاءها كان معكراً بغبار اللامبالاة. إلى أن كان ذلك اليوم الذي حول هدوء حياتي إلى صخب، وغير نظرتي إليها، فرأيت الشر، وطفت بالحقد، ومُلئت بالكره، ثم آمنت بالخير، ورددت إلى الحب، لأعرف أن الحياة مدٌ وجزر، حزن وسعادة. وأن حلاوتها ليست في السكون، ولا في انحسار الأحلام ، وإنما في كسر جمود الوحدة وشرب كأس المرارة.