"لا يوجد مثلكِ يا شروق. لا أحد كشروق"!

كم مرة سمعت شروق تلك الكلمات من أهلها وصديقاتها، وحتى ممن لا تعرفهم جيداً، وكم مرة شعرت بها تقتلها ببطء. الكل كان يجمع على طيبتها وتفردها في الكثير من الأمور، ويكررون تلك الكلمات على مسمعها بسبب وبدون سبب، وكأنهم بذلك يحاولون التخفيف عنها فشلها في هذه الحياة شكلاً ومضموناً. وهي كلما سمعتها يزداد اقتناعها بفشلها، نعم، فليس هناك مثلها في الفشل وفي الانزواء بعيداً عن المؤثرات الإنسانية التي تأبى إلا أن تشاركها يقظتها ومنامها. ولكن أين المفر منها؟ لا تدري، ولا تعلم كيف تتغلب عليها وعلى عجزها. لا تدري لماذا تشعر بكل هذا السوء إذا كانت متفردة كما يزعمون! لم تستطع يوماً كبح جماح انفعالاتها، أو مواجهة الناس والحياة ككل من تعرفهم. اليوم جاء قرارها كالصاعقة لنفسها، لأنها لم تخبر أحداً ولن تفعل. جمعت كتبها وحزمت حقيبتها وغادرت إلى المجهول.