| 
 | 
1.	رأيتُ الموتَ يقطفُ كلّ إنسِ  | 
 ويغرُزُ ظفرَهُ في كلّ نفسِ | 
2.	ويخلبُ في لباب الخلق جهْراً  | 
 لهُ ضرسٌ وليسَ كأيّ ضرسِ | 
3.	فيلتقطُ الأنامَ إذا اصطفاهمْ  | 
 ويرمي لحمَهمْ في قعر رمْسِ | 
4.	رأيتُ المالَ لا يُجدي قضاءً  | 
 ولا يُغني رداءٌ مِنْ دِمقسِ | 
5.	فإنّ الموتَ حقٌّ مُستحقٌّ  | 
 على الإنسان من عُرْبٍ وفرسِ | 
6.	رأيتُ الدهرَ دوّاراً قلوباً  | 
 رحىً دارتْ على منوال هرْسِ | 
7.	وكان الناسُ فوق الثفل حبّاً  | 
 فصاروا كالدقيق بُعيدَ درْسِ | 
8.	رأيتُ الخلقَ تبحثُ في هباءٍ  | 
 كما في الكون يُبحَثُ عن شُمَيْسِ | 
9.	رأيتُ الكلّ يصدُقني بحقٍّ  | 
 وعند الضيق ,يا ربّاهُ نفسي | 
10.	إذا ضحِكَ الهزبْرُ فولّ دُبْراً  | 
 فقدْ يُخفي الهزبرُ دهاءَ جرْسِ | 
11.	فذاكَ هو الصديقُ يُقلّ خبثاً  | 
 ويشريكَ الغداةَ بشريِ وكسِ | 
12.	ويُبديكَ المودّةَ فوق غلٍّ  | 
 ودونَ الغِلّ نحْسٌ فوق نحسِ | 
13.	لهُ أصلُ المضاضةِ في الحشايا  | 
 تعفّنَ إذ نَمَتْ فحشاءُ غرْسِ | 
14.	رأيتُ الراحَ تُسكِرُ جلّ عقلٍ  | 
 وتبطشُ بالنوازل حين تُنسي | 
15.	وما في الخمر للأضغان طبٌّ  | 
 ولا الأحقادِ إنْ دارتْ بكأسِ | 
16.	فما في القبح داءٌ مثلُ بُغضٍ  | 
 تفحّلَ في النّهى من كلّ جنسِ | 
17.	وما في المرء نقصٌ مثلُ كبرٍ  | 
 ولا في المرءِ عَيْبٌ مثلُ جِبْسِ | 
18.	ولكنّ القريضَ لديّ فخرٌ  | 
 طمَسْتُ بهنّ أجراماً بشمسي | 
19.	فلو شئتُ العواليَ والمعالي  | 
 عَلوتُ وكان فوق الهام رأسي | 
20.	وألفيتُ الجبابرَ لم تطلْني  | 
 وداسَ على الجبابر قعْبُ عَنسي | 
21.	وأبصرتُ الجبالَ تخرّ دوني  | 
 ورفرفْتُ الغداةَ كما الدّرَفْسِ | 
22.	ولكنّي كلفتُ وطاولتني  | 
 رماحُ الوجْدِ من طرْفٍ ولعْسِ | 
23.	وأرّقني الهيامُ وهاضَ جنحي  | 
 فجدّدتُ الغرامَ وعهْدَ قيسِ | 
24.	سلاني البدرُ فانحَدَرَتْ عُيوني  | 
 فقلتُ عسى الظلامُ يُعيدُ أُنسي | 
25.	فحنّ الليلُ للحسناءِ مثلي  | 
 على الأطلالِ حطّ بُعيدَ درْسِ | 
26.	وقفنا بالمنازل في خشوعٍ  | 
 على حيفا,على يافا,وقدسِ | 
27.	فشاهدنا النوائبَ تعتريها  | 
 ويقذفُ طهْرَها قذّافُ رجْسِ | 
28.	صغارٌ في الأسرّةِ لمْ ينالوا  | 
 من الدّنيا عُشيراً من خُميسِ | 
29.	ينالونَ الرّدى من غير ذنبٍ  | 
 لهمْ في القلب وقعٌ-ويكَ-مؤسِ | 
30.	دماءٌ كالخمور لهنّ ريحٌ  | 
 وأيمُ اللهِ تروي جلّ نفسِ | 
31.	رأيتُ القدسَ ترفلُ في قيودٍ  | 
 وتُغصَبُ بين رومانٍ وفُرسِ | 
32.	فتصرعُها ذئابُ الفرس أرضاً  | 
 ويمخضها من الرومِ ابنُ عُرْسِ | 
33.	فتقذفُ من دماء الطهْر نبعاً  | 
 وتبكي العِرضَ في رَهَبٍ ويأسِ | 
34.	بكيتُ لها فما جفّتْ دموعي  | 
 وقلتُ -ولنْ يخيبَ اليوم حدْسي | 
35.	بلادَ اللهِ لا تخشَيْ كلاماً  | 
 فليسَ الوشمُ يظهرُ بعدَ طمْسِ | 
36.	لقدْ جاءتْ وعودُ اللهِ حقاً  | 
 وبدّلَ كلّ طقسٍ بعْدَ طقْسِ | 
37.	وقدْ راحَ الشتاءُ بغيرِ عَوْدٍ  | 
 فخِيري للربيعِ لباسَ عُرْسِ |