تذكرين حين التقيتك هناك عند منعطف الحياة،كنتِ مفعمة بأسى موجع،تجرين وراءك ذكرى هزائمك،وتلعقين آخر جرح استنزف دم قلبك،حينها تناهى إليّ صوتك المخنوق،وتعلقت بأهداب ثوبي نظرتك اليائسة،رأيتك تبسطين شراع الحزن،وتمخر عباب الهمّ سفنك التي أثقلها الوجع.
كفكفي دموعك،فهي لن تطهرك من أدران الخطيئة،ولن تغسل عارك اللصيق بك كظلك،سجمك المهراق لن يكون سوى قطرة يتيمة ،سرعان ما تتبخر قبل وصولها صحراء ذاتك الآثمة،لست أنكر أن الألم المغروس في نظراتك، ألقى بظلاله على الموجوع مني، لكن ما جنته يسارك كان حصيلة ما زرعته يمينك،وما قدمته في الأمس تجدينه اليوم،فانزعي ذلك القناع المتشح ببراءة كاذبة،ولتمط يدك الآثمة ذاك اللثام المخضّب بندم زائف،ويحك قبرت في جدث اليأس كل أمل،فآضت أحلامك الوردية جاثوما يقض عليك مضجعك،ويسرق هدأة ليلك.
وتقولين بملء فيك،مظلومة أنا،صبغت السماء حياتي بحزن قاتم ،اخفضي صوتك، فجدران الزمن لها آذان ، أقسم لو سمعتك ستنهال عليك من شدة الضحك ، لكن دعيني أهمس في أعماقك علّ وعيك يستيقظ من رقاده الذي طال:
ياسيدتي،أنت تدفعين ثمن غرورك وعنجهيتك،ثمن طيشك وسذاجتك،ثمن سطحيتك في زمن شاذ،لا مكان فيه للضعيف ،في زمن يغرس أظفار الشقاء في رحم الوجود،كوني قوية ولا تجعلي لهاثك يطرق مسامع الحياة،فهي تترنم حين تشنف آذانها بوجيب قلبك،انفضي عنك ركام السنين،ولا تسلمي عينيك للبكاء فهو لن ينفعك،ولن تكون تلك الدموع القافزة من أحداقك إلا عبئا على سفنك،قد تغرقها في أية لحظة.
جميل أن تقولي نادمة أنا،لكن الندم ليس سوى الخطوة الأولى في درب قد تطول،لا تتكومي هكذا كأرملة يائسة ،تضمين رجليك إلى صدرك وتحتسين دموعك،وتقولين نادمة أنا فسامحوني،الندم والدموع لن يغسلا الخطيئة ،إلا إذا رافقهما عمل دؤوب ،وإصرار على الوصول لنهاية الدرب.
همسة: أحيانا نكون قساة مع الآخرين لأننا نحبهم،ونريد لهم الأفضل
يقولون: مر الدواء أنجعه
27-6-2007