قصيدة مشتركة
بين يحيى سُليمان وعُمر زيادة ..!


1
دمٌ يمرّ ولا يُصغي إلى شجرِي
كسائرِ الوهمِ ..-
هل أدركْتِ من مطري ..
إلاّ الغيومَ ..؟! -
فمنْ أينَ احترقْتُ أنا ..
بين الدروبِ
وما سافرْتُ عن سَفَري


أهرقتُ عُمْري
على ملحينِ
من وطَني
فصحايَ
أم جرحيَ
المشدودُ في سهري

من أين أبدأ هذا الموتَ ..؟!
ليتَ دمي
يُفضي إليكِ-
وليتَ الأرضَ تنزلني
عنّي-
فأدنو قليلاً من دمٍ سَقَرِ

سجائرِي
وغيومِي
فضتِي
قمرِي

قصيدةٌ
وقتيلٌ
يقتفي أثرِي


وليلةٌ من جموحِ القلبِ
تحفظني
عن ظهرٍ جُرْحٍ
إذا سيّجْتُ أغنيتي
بجرحِها
شردتْ في بُحّةِ الوترِ

منفاكِ فيّ وفي منفاكِ
أغنيةٌ جريحةٌ
وسماءٌ لم تُرِقْ خيلاً
على بَسيطي
ولم تَسْلَمْ من الشّرَرِ

أنا حريقي ..
أنا ما شئتِ من صوري
أنا البريدُ
إلى حلمي البعيدِ
أنا القلب الممزق
بين العشب والحجرِ

وشارع منْ جنونٍ ..
شارد أبداً
فوضى-
يبعثرُ في النسيانِ
أرصفتي,
ويشعلُ اسميَ حُمّى
حينَ يشعلُني باسمي على حذرِ
أستنبطُ الجَمْرَ من كفّيهِ
والوجعُ المحمومُ ذاكرةٌ
خوفَ النزيفِ تغضّ الليلَ
عن قمري

لو أنني لم أمت جداً
لو احترقتْ قبل الحريقِ
يدي في غفلةِ الفِكَرِ ..!

عصابةٌ من هلامِ الوقتِ
فوقَ دمِي
خوفي يكممنِي
موتي بلا ثَمنٍ
ولي من الظلُّ آياتٌ
وكرْسيي عرشٌ على الماءِ
أمشي حينَ لا أمشِي
مسيحيَ الوقتُ
والعذراءُ أغنيتي
شربْتها مرةً فأشَّعَلَتْ حررِي


لو أنني ضعتُ في سُكْري
وضيّعني المنفى النزيفُ
فلم أصعدْ إلى حَتْفي
ولم أَسِرِ
لو أنني لم أكن غيماً
فأرتكبُ الحقل الجفافَ
وأستسقي له عُمُري


....

2



غيومٌ على فوضاكَ ما تسفكُ الغيد
وبيدٌ ولا ماءٌ .... وماءٌ ولا بيدُ
هو الدربُ .. لا تكفُفْ عن الدربِ غُرْبةً
فخطوكَ جَمْرٌ والمنافي مواجيدُ
تريقُ على نسيانكَ الأرضَ كلّها
وتنساكَ في ثوبِ الرحيلِ ..المواعيدُ
-
-
دمٌ شارعٌ.. ليلٌ لأبريلَ .. غيمةٌ
لَصَحْوِكَ..صيفٌ للمواويلِ .. تسهيدُ
خيولٌ على معناكَ ..حقلٌ مؤجّلٌ
مواسمُ شبّت عن صِباها العناقيدُ
-
-
غَيابٌ وجرحي صارَ أوسعَ من دمِي
ودربي إلى معنايَ كالدربِ مسدودُ
أقيمُ على ليلي وأنبشُ نغْمتي
لعلي بها حيٌ.. لعلكَ موجودُ
تطيرُ حماماتِي إلى سقفِ غرفتِي
وقد نفَخَتْ فيهِ المثانِي الأغاريدُ
حواةً قضينا الشعرَ نبنِي مهدَّما
ونهدمُ ما تملِي علينا الأناشيدُ
-
-
أهذا حريقٌ يستفزّ نزيفنا ..
لدى الليلِ والليلُ احتراقٌ وتنهيدُ؟!
نحاولُ في هذي الجلاميدِ شرفة
وتكتمُنا دونَ السّماءِ الجلاميدُ
لنا في الجدارِ الصمتِ صوتٌ لنا غدٌ
مُباحٌ ..لنا في شهوةِ اللحنِ تجويدُ
لنا الصحوُ في ليلٍ يريدكَ عاصفًا
وصحوكَ إن يثنيكَ عن موتِه العودُ
لنا خدعةٌ.. للحنِ ألفُ نبوةٍ
وجرحٌ إلى كلِّ المزماميرِ مشدودُ
[/gasida]


3

اكتب عن اسمِكَ الذي
أخفيتَه خوفاً من الطريقِ
وانتظرْ
فربّما
يجيؤكَ الطريقُ واضحاً
أو غامضاً
يحاولُ النزيف كلَّه
ليقطعَ الجروحْ

وكن لحائطِ الكلامِ حائطاً
وساعة للوقتِ
وانتظرْ
فربّما تجيؤك السّماء
دون موعدٍ
وتُشعلُ الظباءَ
في دمائكِ القمحيّة النّزوحْ


اكتب عن الترابِ
عن غباركَ الذي مارسته
من أجل أيّ شيءْ
اكتبْ عن السجائر
التي عانيتَها
من أجل كلّ شيءْ

اكتبْ عن السرابِ
عن سدى مارستَه
عن جباهٍ.. عن
دمائك الخرابِ
عن مدائن الذباب
عن خيانة
الصحابِ
عن هبائنا
الهباء ..




كتمت جرحي
بالمدى
كمَّمْتَني
خوف الذي تراه
حين
لاتراه
شارع تخافه
ومومس
تمرغ
الطريق في القذى
وشاعر
كلما كسرته هذى...!



وجع شارد وحرفٌ جنونُ
وهباء معلق وشجون
وسماءٌ صريحةٌ ..ورحيلٌ
في رحيلٍ ..وشارعٌ مفتونُ



3-5-2010
.