لـَمْ يَبْقَ شَيْءٌ...حِصَانُ الأمْنِيَاتِ كَبَا فِي حَبْلِ يَأسِي فَوَلـَّى عَنْ غَدِي هَرَبَا وَغـَاضَ نـَهـْرُ شـَبَابـِي عـِنـْدَ مـَنـْبَعِهِ فـَكـَيْفَ زَوْرَقُ عـُمْري يـَبْلـُغُ الأرَبـَا تـَعَثـَّرَ القـَلـْبُ مـِنْ قـَبـْلِ المَسِيرِ وَكَمْ هـَفَا إلى قـَطـْفِ أزْهـَارِ المُنَى وَصَبَا لَـَمْ يَبَقَ شـَيْءٌ...ضَبَابُ المَوْتِ كـَفَّنَنِي وَضَمَّ رُوحِي بـِقـَبْرِ اللـَّيْلِ وَانْسـَحَبـَا فـَظِلـْتُ أبْحَـثُ عـَنِّي فـِي غـَيـَاهِبـِهِ أسْتـَقْرئُ النَّجْمَ حـَرْفاً فِي الدُّجَى كُتِبَا وَالصُّبْحُ مَا زَالَ فِي قـُضْبَانِهِ...أسَفِي عـَلـَيْهِ لـَمْ يَسْتَطـِعْ أنْ يـَهـْزِمَ السُّحـُبَا وَيـْحِي غـَدَوْتُ بـِبَحْرٍ لا قـَرَارَ لـَهُ وَلا رُجُوعَ لـِمَنْ فِـي مـَوْجـِهِ رَكِبَا أمـْضِي وَأفـْتَحُ للتـَّشْرِيدِ نـَافـِذَتِي ظـَنّاً بـِأنَّ اللـَّيَالِي تـُنـْصِفُ الغـُرَبَا لَمْ يـَبْقَ شَيْءٌ...بـِلادِي أقـْفَرَتْ فَإذَا مَا جـِئْتُهَا ضَامِراً أهْدَتـْنِيَ السَّغَبَا مَا عَادَ جـِذْعٌ بـِهَا كـَيْ أسْتـَظِلَّ بِهِ مِنْ بَعْدِمَا مَرَّ فـَأسُ الدَّهْرِ وَاحْتَطَبَا سِوَى نُخـَيْلاتِ ذِكـْرَى...حـِينَ تَغْمُرُنِي تـَذْوِي عـُيُونِي وَقـَلْبِي يَكـْتَسِي وَصَبَا يـَا وَيْحـَهَا ذِكـْرَيَاتِي...كـُلـَّمَا هَدَأتْ نـَارُ احْتِضَارِي رَمَتْ فِي جـَوفِهَا حَطَبَا لـَمْ يَبْقَ شـَيْءٌ...وَسَيـْفِي حِينَ أحْمِلـُهُ لأهـْزِمَ الدَّهـْرَ يـَغـْدُو فِي يـَدِي خـَشَبَا فـَكـَيْفَ أخـْتـَرِقُ الأيـَّامَ نـَحْوَ غـَد ٍأرَاهُ يـَهـْرُبُ مـِنِّي كـُلـَّمَا اقـْتـَرَبَا؟ وَكـَيـْفَ يـَبْسِمُ وَجـْهُ الحَـظِّ لِي وَأنَا غـَدَوْتُ عـَنْ وَطـَنِ الآمَالِ مُغـْتَرِبَا لَمْ يـَبْقَ شـَيْءٌ...سِنِينُ العُمْرِ قَدْ ذَهَبَتْ سُدًى...وَألـْقُ أزَاهِيرِي سُدًى ذَهـَبَا وَأغـْنِيَاتِي تـَلاشـَتْ حِينَ رَجـَّعـَهَا نـَايُ الغـِيَابِ...وَنـَهْرُ الصَّبـْرِقـَدْ نَضَبَا قـَدْ أجْهَضَتـْنِي سَمَاءُ الحُزْنِ حِينَ غـَدَا حـُزْنِي سَمَاءً لـَهَا طـَيْرُ الأسَى انـْتَسَبَا وَلـَوَّنَ الشـَّوْقُ آفـَاقِي...فـَمَا سَطـَعَتْ شـَمْسُ اللـِّقَاءِ...وَنَجْمِي فـِي الغـِيَابِ خـَبَا لـَمْ يـَبْقَ شـَيْءٌ...سَأحْيَا دُونَمَا سـَبَبٍ عَلـِّي إذا تـُهْتُ ألقـَى فِي المَدَى سَبَبَا



رد مع اقتباس
