راحلون..
مهما عصفت ريح الخوف رفضاً وعبقت رياح الحنين مهلاً
راحلون..
نركل القلب طوعاً وكرهاً في وقت لا يتسع لوقفاته المباغتة حبه العابس أو حلمه الضحوك.
راحلون..
وللغياب نداءات تستحث الخطى أن هلموا إليّ سراعاً
فلم يعد في مذاقات العمر غير لحيظات استباحت أن تحرق شفاهنا بصمتنا المر.
راحلون..
ومازالت أفكارنا تصب في مجرى الأسئلة.
ماذا كان؟ وماذا بعد؟
فتتعقب خطاها إجابات مستترة لا تستر الأسى المطل في مقلة الواقع ..
ولا تخفي كثير ظن حيث اختلاجات الأنفاس وموارد الشعور.
راحلون..
وجهتنا أرض ضيقة وهجرتنا لم تتعهد بتأريخ الأمن ولم تعد بنسياننا
راحلون...
فهل هنالك من يشيع مواكب الرحيل دون أن يلتقمه المجهول وتلسعه ألسنة التأويل
راحلون.. طرائق قددا..
فأينا الراحل من أمنه، وسربه، وصحته، إلى خوفه، وتشتته ومرضه ،أظلته غيمة الجهل فظل سبيله فما عاد يعرف أي ذنب اقترف، وأي ذنبٍ ترك، والشيطان يتلبس وعيه أن لا عليك فقرب خوفك أمن مضاعف، وقرب مرضك صحة لا تزول، وعند تشتتك تسكن سكينة الإنتماء وحبور الألفة.
وأينا الراحل الخارج الداخل في نفق مظلم بالأهواء ينام ممجداً وجه العتمة، وما تهبه من مجون، ويصحو لاعناً إياها فكم أثقله قلب تكدست فيه الذنوب، وعقل قيَّده جنون هوى، وجذبه إلى هاوية فتنة يتردد فيها صدى اللعنة.
فأي حياةِ أضاع، وأي حيرة أشاع بين جموع متفرقة
بل أينا الراحل وفي قبضته جمار نجاة، وأشواك صبر مهما قل أو كثر لا يفلته وقد أدرك أن لا غنى للبشرى عنه.
وأينا كفوج سائح لا إلى هؤلاء، ولا إلى هؤلاءيرجو أن تتلقفه جنات الفرح، وتبعده عن سوء المآل ،
وهو من تجذبه انهمارات الأماني ،وتنهره انهيارات التوجس ..فأي رجاء يكون فوق أعراف الأمنية .
راحلون ..
بعضنا مستعين معين أنعم الله عليه فكان مع الشاكرين ،وبعضنا مع المغضوب عليهم، وبعضنا مع الضالين.
راحلون..
فأينا يسأم وأينا ولله الحمد من قبلُ ومن بعد يسلم.



رد مع اقتباس
https://www.youtube.com/watch?v=FLCSphvKzpM