أحدث المشاركات
صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 23

الموضوع: غروب ...... قصة قصيرة بقلم / منى كمال _ مصر

  1. #1

    افتراضي غروب ...... قصة قصيرة بقلم / منى كمال _ مصر

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    غروب... قصة بقلم / منى كال


    على شاطيء النهر ، وعند غروب الشمس جلست بمفردها إلى جوار تلك الشجرة العجوز، ذات الأفرع المتشابكة نظرت إلي ذلك الفرع الممتد، والذي ألقى بجذوره إلي الأرض متشبثا بها ، كيف نمت منه أفرع صغيرة جديدة آخذة في النمو.

    ورغم أنه مازال يستمد غذاءه من الشجرة الأم ، فلم تحزن ولم تمنع عنه الغذاء، خرجت منها تنهيدةً حارة وهى تتمتم: ما أعظمك أيتها الشجرة الحنون، ثم هامت بخيالها مرة أخرى، ترى هل يوجد ثمة شبه بيني وبين تلك الشجرة؟!

    تذكرته بعينيه العسليتين ، وهو ينظر لها بحب ،وكيف كانت تعطى وتعطى دون مقابل، لم تكن تريد منه أكثر من أن تظل تلك النظرة بعينيه.

    أفاقت من شرودها على صوت ارتطام ،علي صفحة ماء النهر نظرت ناحية الصوت.. إنه صوت مجداف ٍ لمركب صغير، يستسلم ليدي صياد متعب ، وأمامه زوجته التي تبدو أكثر تعبا منه

    وهما في طريق عودتهما بعد رحلة صيد شاقة ربما أثمرت تلك الرحلة عن رزق وافر أو لم تثمر

    هنا قفز إلى رأسها الصغير سؤال: ترى هل هم سعداء؟ رغم ما يبدو عليهما من رقة الحال؟

    ولكن ماهو مقياس السعادة الذي سأبنى عليه كونهما سعداء أم لا ؟

    هكذا سألت نفسها وكانت الإجابة حاضرة، وليست بحاجة إلى تفكير ، فالسعادة شيء نسبى ، يختلف من شخص إلى آخر .
    مرة أخرى رأت عيناه المتبسمتان على وجه الماء، وتذكرت كم قاست معه شظف العيش، ورغم ذلك كانت سعيدة ، فقد كان يكفيها أن ترى تلك الابتسامة على وجهه، وتلك النظرة الحنون في عينيه، كي تسعد وترضى وتقنع، ولكن هو سعادته كانت نابعة من هذا العطاء المتدفق من جهتها.

    اعتاد دائما أن يأخذ من مشاعرها ويعُب، ولم يلتفت مرة واحدة أنها هي الأخرى بحاجة للأخذ، حتى تستمر بالعطاء.

    هنا طفرت من عينيها دمعة حارقة، استقرت على إحدى وجنتيها.

    كفكفت دمعتها ملقية نظرة على الشمس ،التي بدت ملوحة بالمغيب وهى تلملم ثوبها القرمزي، آذنة بقرب نهاية متوقعة.

    نعم مثل نهاية حبها التي كانت تتوقعها دوما. كانت تعرف أنه ولابد راحل، ولما يبقى بعد أن استنزف آخر ما بها من مشاعر تجاهه.

    سوف يغادر ليبحث عن قلب، مازال قادرا على العطاء، أما هي فقد سحب كل رصيده من قلبها، ولم يبق منه شيئا

    انهارت الدموع من عينيها، مثل شلالٍ جارف ،كم أحبته، وكم ودت أن يظلا معا إلى الأبد .

    آه لقد حل الظلام، وغادرت الشمس على أمل بالعودة .

    فهل ستشرق شمس حياتها مرة أخرى؟ هل ستجد قلبا ينبض بحبها؟ قلبا قادرا على العطاء! قلبا يحوى بقايا حلم ضائع تمنت أن تعيشه؟!

    ربما سيأتي يومٌ وتعيش الحلم القابع في زاوية النفس.
    نظرت نظرة حانية، للشجرة الرءوم، وهى تهم مغادرة، شاكرة لها ذلك العطاء المتدفق، وقد ارتاحت نفسها قليلا.

    ذهبت وتركت بقايا دموع، وبقايا حلم، في حضن الشجرة الآم...



    قصة بقلم

    منى كمال

    القاهرة في

    13/3/2008

  2. #2

    افتراضي

    الحقيقه استاذه منى قص تلامس شغاف القلب النسائي تماما
    للاسف يعتقد الرجل انه فهم المراة تماما لكنه ....لن يفهمها الا من منظوره هو فقط....
    كل التقدير
    فرسان الثقافة

  3. #3

    افتراضي

    العزيزة منــى...

    رحلة اكتشاف داخلية ، حوار منولوجي ، بدأ بحالة وصفية وجدانية ، وانتهى بخلق تساؤل في ذهن المتلقي عن سبب الرحيل ، بين البداية والنهاية تعرت النفس من كل ما يحتاط منها ، وبدأت في حوارها تخرج مخالجاتها بصورة عفوية ، وبين فهم الاخر ولافهمه تبقى الصورة معلقة في ذهن الانسان ، فالانسان مادم مخلوقا لن يستحيل ادراك ماهية فكره ، ولااعلم لماذا يحتاك كلا الاثنين الجنسين من هذه المسألة وكان معرفة الاخر للاخر بكل تفاصيله هدم لمقومات حياته ولشخصيته ، مع ان الحياة خلقت لهما توافقية مكملة وليس تنافسية عدائية ، الاثنان يدعيان بأنه لايمكن لاحد ان يخرق عوالمه الداخلية ، النص شفاف منى ويثير الكثير من الجدل.

    محبتي
    جوتيار

  4. #4

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريمة الخاني مشاهدة المشاركة
    الحقيقه استاذه منى قص تلامس شغاف القلب النسائي تماما
    للاسف يعتقد الرجل انه فهم المراة تماما لكنه ....لن يفهمها الا من منظوره هو فقط....
    كل التقدير
    اشكرك عزيزتى ريمة على مرورك الجميل الذى اسعدنى

    مودتى

  5. #5

    افتراضي

    المبدعة منى كمال
    قصتك تحمل دلالات جميلة صاغها قلمك المبدع بلغة غاية فى الجمال
    لك خالص التحايا

  6. #6

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جوتيار تمر مشاهدة المشاركة
    العزيزة منــى...
    رحلة اكتشاف داخلية ، حوار منولوجي ، بدأ بحالة وصفية وجدانية ، وانتهى بخلق تساؤل في ذهن المتلقي عن سبب الرحيل ، بين البداية والنهاية تعرت النفس من كل ما يحتاط منها ، وبدأت في حوارها تخرج مخالجاتها بصورة عفوية ، وبين فهم الاخر ولافهمه تبقى الصورة معلقة في ذهن الانسان ، فالانسان مادم مخلوقا لن يستحيل ادراك ماهية فكره ، ولااعلم لماذا يحتاك كلا الاثنين الجنسين من هذه المسألة وكان معرفة الاخر للاخر بكل تفاصيله هدم لمقومات حياته ولشخصيته ، مع ان الحياة خلقت لهما توافقية مكملة وليس تنافسية عدائية ، الاثنان يدعيان بأنه لايمكن لاحد ان يخرق عوالمه الداخلية ، النص شفاف منى ويثير الكثير من الجدل.
    محبتي
    جوتيار
    العزيز جوتيار مرورك دوما يسعدنى اشكر لك مرورك وتحليلك الرائع بين السطور

    دمت بكل خير

    مودتى

  7. #7
    قلم منتسب
    تاريخ التسجيل: Aug 2008
    العمر: 44
    عدد المشاركات: 11
    :عدد المواضيع 4
    :عدد الردود
    المعدل اليومي 0.00

    افتراضي

    قصة رائعة عشت معها وكأني واحد من شخصياتها،لقد حبكت بخيوط متينة ولغة رزينة .
    مشكورة على ذلك.

  8. #8

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابراهيم خليل مشاهدة المشاركة
    المبدعة منى كمال
    قصتك تحمل دلالات جميلة صاغها قلمك المبدع بلغة غاية فى الجمال
    لك خالص التحايا
    اشكرك اخى الاستاذ ابراهيم خليل ابراهيم على مرورك الكريم وكلماتك الراقية

    دمت بكل خير اخى

  9. #9

    افتراضي

    الاستاذة منى كمال
    اعجبني نقلك لمعاني القصة عن طريق لوحات معبرة رائعة ( لقد حل الظلام ) و ( غادرت الشمس على أمل بالعودة ) و ( هل ستشرق شمس حياتها مرة أخرى؟ ) و ( إنه صوت مجداف ٍ لمركب صغير ، يستسلم ليدي صياد متعب ، وأمامه زوجته التي تبدو أكثر تعبا منه ) ..

    مما تعطي للقصة قوة وتدفقاً وروعة ..

    وارى في قصتك قلماً مبدعاً يجمع بين وضوح العبارة ببلاغة المعنى ، وكذلك القدرة على التصوير ..

    والى مزيد من العطاء والتميز ..مع فائق التقدير والاحترام
    لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير

  10. #10

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بهجت الرشيد مشاهدة المشاركة
    الاستاذة منى كمال
    اعجبني نقلك لمعاني القصة عن طريق لوحات معبرة رائعة ( لقد حل الظلام ) و ( غادرت الشمس على أمل بالعودة ) و ( هل ستشرق شمس حياتها مرة أخرى؟ ) و ( إنه صوت مجداف ٍ لمركب صغير ، يستسلم ليدي صياد متعب ، وأمامه زوجته التي تبدو أكثر تعبا منه ) ..
    مما تعطي للقصة قوة وتدفقاً وروعة ..
    وارى في قصتك قلماً مبدعاً يجمع بين وضوح العبارة ببلاغة المعنى ، وكذلك القدرة على التصوير ..

    والى مزيد من العطاء والتميز ..مع فائق التقدير والاحترام
    اخى بهجت الرشيد اشكر لك تواجدك الرائع وكلمتك الرقيقة واتمنى ان اكون دوما عند حسن الظن

    دمت بكل خير اخى

صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. بقايا منا ... بقلم / منى كمال
    بواسطة منى كمال في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 23
    آخر مشاركة: 28-06-2020, 07:13 PM
  2. هكذا تعلمنا .... بقلم منى كمال
    بواسطة منى كمال في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 20
    آخر مشاركة: 16-07-2017, 02:39 AM
  3. دمعة على وجه القمر.. بقلم منى كمال
    بواسطة منى كمال في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 29
    آخر مشاركة: 16-07-2017, 02:06 AM
  4. مرسى الأحزان ... بقلم منى كمال
    بواسطة منى كمال في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 05-05-2008, 09:45 AM
  5. مابين الترجي والعدم.... بقلم منى كمال
    بواسطة منى كمال في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 03-04-2008, 05:22 PM