قَريبًا تَمُرُّ الرِّيـحُ فـي زِيِّ عابِـرٍ لِتُفْرِغَ في جَيْـبِ السَّمـاءِ غُروبـا بِها سُحْنَةُ الْحَطَّابِ إنْ نَـزَّ جوعُهـا عَلى سُـدَّةِ الَّليْـلِ الْمُقِـلِّ خُطوبـا تُجَفِّفُ وَجْـهَ الْمـاءِ بَعْـدَ اتِّساقِـهِ وَتَعْـوي فَيَـزْدادُ الشُّـروقُ نَحيبـا لِماذا سَفَحْتِ الضَّوْءَ؟ لَمْ يَنْقُضِ الْهَوى وَلَمْ يَقْتَرِفْ فـي الرَّاحليـنَ ذُنوبـا تَقولينَ:لـي دينـي وَسُلَّـمُ وِجْهَتـي أجُرُّ إِلـى مَنْفـى السَّحـابِ قُلوبـا كَـأنَّ حِكايـاتِ البَنَفْسَـجِ أُثْقِـلَـتْ حَنينًا يُعَرِّي فـي الغيـابِ حَبيبـا ! مَتَى هَبَطَتْ كَيْ تفْتِنَ الْحُلْـمَ طِفْلَـةٌ؟ تُفَتِّـحُ للـحُـبِّ الْقَـديـمِ دُروبــا عَلى الشَّارِعِ الْمَنْذورِ لِلْمَوْتِ سَرَّحَتْ فراشاتِهـا كَـيْ لا تَزيـدَ نَحيـبـا يُخَبِّرُ عَنْهـا الْـوَرْدُ مُنْـذُ تَحَمَّمَـتْ بِفَقْـرٍ وكـادَتْ أنْ تَنـي وَتَغيبـا ! لَها نَكْهَةُ الطُّهْـرِ الْمُنَـزَّلِ باسْمِهـا لِتَحْيـا وتُحْيـي بِالصَّـلاةِ شُعوبـا فَمَنْ شَقَّ قُمْصـانَ الْبيـاضِ مُهَيِّـأً لِصوفِيَّةِ الْقَلبِ الْمُضـيءِ صليبـا ؟! تَوَعَّكَ بَعْدَ الجـوعِ ضَـوْءُ مَنامِهـا وَقَـدْ كـانَ للعُشْـبِ الْيَتيـمِ طَبيبـا تِباعًا تَخوضُ الْحُزْنَ ، تَنْفُشُ دَمْعَها إذا ألْـغَمَ الصَمْـتُ الْمُـسِيءُ حُروبا يُجَرِّعُهـا التَّشْريـدُ لَيْـلاً مُرَسَّبًـا وَلَنْ يَنْثَنـي عَمَّـا يَـرى ويَتوبـا ! كَأَنَّ الأَسى قَـدْ دَسَّ جَدْبًـا مُؤَبَّـدًا بِطينَتِهـا كَـيْ تَسْتَطيـلَ شُحـوبـا تُرتِّبُ خُبْزَ الْحُلْمِ في حَضْرَةِ النَّـوى كَطَيْرٍ غَفا خَلْـفَ التُّخـومِ غَريبـا وَتودِعُ فـي جَـوفِ الدَّفاتِرِعِشْقَهـا لِيَكْبُرَ فَجْـرًا فـي الْحَشـا وَيَذوبـا بِماذا أَرَبْتِ الرُّوحَ؟أيْقونَـةَ الْمُنـى؟ وَقَدْ وَزَّعَتْ فيهـا الجِـراحُ ثُقوبـا تَشُدِّينَ عُنْقـودَ الْبيـاضِ إِذا نَـوَتْ نُجـومُ الْحَكايـا لِلْيَبـابِ هُروبـا ! غَدًا ، رُبَّما تُفْضي النَّـوارِسُ كُلُّهـا إِلَيْـكِ ، فَكونـي بَحْرَهـا لِتَـؤوبـا




رد مع اقتباس