لم يعبأ بها كثيراً حين طالعها وهى تنظرإليه بإستعلاء غبر مبرر ، تهالك على مقعد مواجه بينما صرخة مدوية إنطلقت داخله ... وضع رأسه بين كفيه وهو يتمتم بعبارات اقرب إلى السب ،لم يشعر بوجود صاحب العنق المكتنز إلا وهو يبادره بحدة :
ماذا تقول ؟
بإعياء بالغ ودون إهتمام بشخص محدثه ، رفع ناظريه مرددا : لا إله إلا الله
بإستنكار س - لماذا ترمقها بكل هذا الإزدراء ؟
ج - أدعو لها بما فى نفسى .
نحن نعلم بما فى نفسك ... لِمَ تنظر إليها هكذا ؟
بجرأة ج - ولِمَ تبق أنت عليها .
بإنفعال شديد تهوى يده على المكتب آمرا : أنت هنا لِتُسأل فقط .
س - إسمك وسنك ومحل إقامتك ؟
ج - لا أذكر شيئا غير أننى أقيم بالخرابه .
هازا رأسه س - أية خرابة تقصد ؟
ج - كلها أرضى .
ما معلوماتك عن الواقعة ؟
بخشوع ج - أنزل الله بها سورة كاملة توضح صنوف العباد و...
بإنفعال س - أسألك عما تَردد من ذهابك لعام 2050 فما قولك ؟
بهدوء ج - نعم هذا صحيح .
ساخرا س - لكنك هنا الآن ؟
ناظرا إليها ج - هذا ما تراه أنت ومن خلفك ، إن كنتم تروننى هنا فهذا شأنكم .
بغباء س - وكيف عدت إذن ؟
ج - لم أقل أننى عدت ، نحن الآن هناك .
بإستخفاف س - صف لنا الأحوال هناك ؟
ج - مرضى ، عرايا ، يعيشون فى الغائط .
س - ماذا يفعلون أيضا ؟
ج - لاشئ ، يموتون فقط .
بصوت منخفض مشيرا إليها س - الكل ؟
بنصف إبسامه ج - لا أثر لها مطلقا .
مدعيا القوة س - وماذا شاهدت خلاف ذلك ؟
ج - رأيت أناس ضخام بالطرق والأودية المتاخمة للخرابه ، غرباء يمرحون ، يرقصون ، ينشدون ، لكنهم عرايا أيضا .
س - وما تعليل ذلك ؟
ج - علمت أن هذه طقوسهم حين العبادة .
عند ذلك ، دار بمقعده ملتفتا لمساعده الضخم الذى قام من فوره لإعداد جانبا من الغرفة لإقامة الشعائر .



رد مع اقتباس



