ما أروعَ الصلواتِ في محرابِها

لِعُيونِها يهفو القصيدُ وبيتُه
كالعينِ منّي والفؤادِ لبابِها

والشوقُ يأتي بالغيومِ سَخيّةً
تُزجي الحروفَ ندىً إلى أعتابِها

مِن فرطِ ما كتَبَتْ يدايَ لعينِها
تاهتْ قوافي الشعرِ في أهدابِها

وتقافزَ الإحساسُ بين غصونِها
لكأنّه طرزانُ حلَّ بِغابِها

ما أكثرَ الأشباهَ تزحمُ بَعضَها
إلا لها.. أنا لم أجدْ متشابها

تمضي النّساءُ أمام عيني خُلَّباً
ببريقِ رَوعَتِهنَّ لم أكُ آبِها

هي مَن بها احلولت مرارَةُ علقَمٍ
بل كلُّ حلوٍ قد غدا أحلى بِها

فالرائعاتُ البعضُ من أطيافِها
والطيِّباتُ البعضُ من أطيابِها

أنا لا أبَدِّلُ بالحواري طيفَها
أنا لا أريدُ زمازماً بشَرابِها

مثل الطيور على الغديرِ حييّةً
أحيا سعيداً هانئا بسَرابِها

أسرى بها قدري لعرشِ ممالكي
تاجاً فسبحانَ الذي أسرى بِها

جلسَتْ على عرشي تؤُمُّ عواطفي
ما أروعَ الصلواتِ في محرابِها

حتّى غدوتُ كنورسٍ بضفافِها
وحمائمٍ ترتادُ زهوَ قِبابِها

الخمرُ بعضُ حديثِها، والعطرُ بعضُ
زفيرِها، والشهدُ بعضُ رِضابِها

هي كلمةٌ تأبى القواعدُ ضمَّها
قد أخطأَ النحويُّ في إعرابِها

( هِيَ كلْمَةٌ تأبى القواعدٌ ضمَّها
............................قد أخطأ النَّحَويُّ في إعرابِها )
مستَحْضِراً ما اصطعْتُ من أعنابِها
......................والذهنُ يشردُ في مَدى أهدابِها
أقبلتُ أقطفُ ما شَعرتُ مِنَ الرّضا
...................ومعَ الضُّحى صَلَّيتُ في مِحرابها
لكأنّما النَّحَويُّ في إطراقتي
.................أمسى أسيرَ الصَّمْتِ رغْمَ عتابِها
فَمِن المَجاز نَسجْتَ أجمَلَ حلَّةٍ
............................ومِنَ الكِناية ماثلاً بثيابها
أبحرْتُ في مَدِّ المَعاني وجَزْرها
........................لكنَّني ما زلتُ رهنَ عُبابِها

تدهشني براعتك في سبك العبارة، وحرفتك في رصف الحروف
نص حلو الجرس، طويل النفس، نابض بألق الشعور
لله در روعتك وما تنسج من حرير الصور وديباجها ـ تبهرنا بروعة السبك
ورقة الجرس، وبهاء الطرح في قصائدك.
دمت ودام لحرفك التميز.

( هِيَ كلْمَةٌ تأبى القواعدٌ ضمَّها
............................قد أخطأ النَّحَويُّ في إعرابِها )
مستَحْضِراً ما اصطعْتُ من أعنابِها
......................والذهنُ يشردُ في مَدى أهدابِها
أقبلتُ أقطفُ ما شَعرتُ مِنَ الرّضا
...................ومعَ الضُّحى صَلَّيتُ في مِحرابها
لكأنّما النَّحَويُّ في إطراقتي
.................أمسى أسيرَ الصَّمْتِ رغمَ عتابِها
فَمِن المَجاز نَسجْتَ أجمَلَ حلَّةٍ
............................ومِنَ الكِناية خلطةً لِخِضابها
أبحرْتُ في مَدِّ الحروفِ وجَزْرها
........................لكنَّني ما زلتُ رهنَ عُبابِها

استدراكاً لخلل عروضي في البيت الأخير

( هِيَ كلْمَةٌ تأبى القواعدٌ ضمَّها
............................قد أخطأ النَّحَويُّ في إعرابِها )
مستَحْضِراً ما اصطعْتُ من أعنابِها
......................والذهنُ يشردُ في مَدى أهدابِها
أقبلتُ أقطفُ ما شَعرتُ مِنَ الرّضا
...................ومعَ الضُّحى صَلَّيتُ في مِحرابها
لكأنّما النَّحَويُّ في إطراقتي
.................أمسى أسيرَ الصَّمْتِ رغْمَ عتابِها
فَمِن المَجاز نَسجْتَ أجمَلَ حلَّةٍ
............................ومِنَ الكِناية ماثلاً بثيابها
أبحرْتُ في مَدِّ المَعاني وجَزْرها
........................لكنَّني ما زلتُ رهنَ عُبابِها

لا يليق بهذا الارتجال إلا الإعجاب والتصفيق
هذه القريحة التي تتوثب مع كل قصيدة
لتحيك أجمل الأبيات
وهذا ديدن الكبار والفحول
دمت أخا وصديقا وشاعرا أحبه

لوحة من لوحاتك الجميلة التكوين المتميزة التناول البديعة الصور,, دام الإبداع والجمال

لولا طرزان أذبتنا رقة وانهمارا فلله درك من شاعر مبدع!
قصيدة من طراز فريد جرسا وحسا وشاعرية فلا فض فوك ودمت محلقا!

تقديري

ويبقى لشعرك ورقة تصويرة اليد العليا
ابهراتي واتنا استمتع بهذا الجمال ايها الشاعر الكبير
تمتلك كل الادوات فترسم المعاني بريشة فنان
بوركت