دوامات
بصمت الحرف أختنقُ و جمر القول أصطفقُ
و يخفي الصمت أصداءاً فلم تنطقْ إذا نطقوا
و أهبطُ حين ترفعني و اسموا حين انزلق
و قد طافت بأروقةٍ أمانٍ ردها النفق
و في نار الجوى غرقوا و في بحر الهوى احترقوا
و لفت رأسها الدنيا فغادر كوخَه الألقُ
و فاض بنفسه فمضى يطوف بربعه الحنق
و لمّ الصدع جمعهمُ و حين تماسكوا افترقوا
حيارى في تثبتهم هداة حينما فسقوا
كأن الضد يجمعهم و في أسماطه اتسقوا
تتيه بسيرها الطرق و ينكر حدَّه الأفقُ
و يخذل صوتَه الناعي و تكذب دمعَها الحدق
و ينكر فجره الشفقُ و يقتل ليله الغسق
يخون الكفَّ معصمُها تؤمّنُه ولا يثق
و أحلام بلا راء تساقط مثلما الورق
فلا رأس يلملمها و لا بالريح تفترق
تمنت لو ترى شبحا و تسمع حين تسترق
أ حلم ظل يحلمني؟ يدور برأسه النزق
ترانيم تعذبني و لكني بها ومقُ
إذا أقبلت تطردني و اهجرها فتلتحق
تبث الوجد في صدري كأني مرجل حنق
حماقات مبعثرة و لم ينفع بها نسق
و أكدار مسيّبة أقيدها و تنطلق
فبعض حياتنا وهم و بعض حياتنا ورق
نشكك في ثوابته وفي أوهامه نثق
فراشات نفيض ندى و أحزان لها ألق
رمته في قناعته و في الأطماع يستبق
أأنت يهزك الفرق؟ أأنت تذيبك الحرق؟
أأنت تموت من كمد؟ و ينفخ روحك الرمق
يفوح الجوّ من نتن و يخنق عطره الحبق
فلا تدري بأي يد قد استأنست تختنق
و لا من أي ناحية عليك الموت ينطبق
أما في الارض متسع لمن ضلوا ومن مرقوا
و من تاهوا بغير هدى و شطت فيهم الطرق
نعم يا ناس حبل اللـ ــه ينجي من به علقوا
و في القرآن آفاق و باب ليس ينغلق
و هدي المصطفى نورٌ يضيء سبيل من صدقوا
د خليل ابراهيم عليوي



رد مع اقتباس